الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

"أردوغان" يهدد بدخول مواجهة مع القوات الأمريكية في سوريا

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء من أن بلاده ستوسع عمليتها العسكرية في سوريا لتشمل مدينة منبج في خطوة قد تضع القوات التركية في مواجهة مع الولايات المتحدة حليفتها في حلف شمال الأطلسي وفقالـ"رويترز".
وتستهدف العملية الجوية والبرية التركية في سوريا التي دخلت يومها الخامس مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من واشنطن في منطقة عفرين وفتحت جبهة جديدة في الحرب الأهلية السورية متعددة الأطراف.
وأي تقدم باتجاه منبج الواقعة على بعد مئة كيلومتر تقريبا شرقي عفرين قد يهدد الخطط الأمريكية الرامية لبسط الاستقرار بمنطقة كبيرة في شمال شرق سوريا.
وشنت تركيا ومقاتلون حلفاء من المعارضة السورية عملية "غصن الزيتون" في عفرين لأن أنقرة تعتبر وحدات حماية الشعب امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا ضد الدولة في جنوب شرق تركيا منذ ثلاثة عقود.
وقال إردوغان في خطاب بالعاصمة أنقرة "بعملية غصن الزيتون أحبطنا مجددا اللعبة التي تقوم بها هذه القوات الخفية التي لها مصالح مختلفة في المنطقة".
وأضاف قائلا: "بدءا من منبج سنواصل إحباط لعبتهم".
وتسببت الخلافات بشأن سوريا في ازدياد التوتر القائم في العلاقات بين واشنطن وأنقرة واقترابها من الانهيار. وبالنسبة لواشنطن، قوات سوريا الديمقراطية حليف رئيسي ضد تنظيم الدولة الإسلامية والقوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد.
وستكون أي عملية تركية في منبج حافلة بالمخاطر بسبب وجود عسكريين أمريكيين داخل وحول المدينة. وقد نشرت واشنطن تلك القوات في مارس آذار لمنع أي اشتباك بين القوات التركية والمقاتلين المدعومين من واشنطن فضلا على تنظيم مهام تدريبية.
وقال مسئول أمريكي كبير إن الرئيس دونالد ترامب يعتزم إثارة القلق الأمريكي بشان الهجوم التركي في اتصال هاتفي مع إردوغان‭ ‬يوم الأربعاء.
وفي مقابلة مع رويترز، قال متحدث باسم الحكومة التركية إن احتمالات حدوث مواجهة بين القوات التركية والأمريكية في منبج ضئيلة.
وقال شرفان درويش المتحدث باسم مجلس منبج العسكري المتحالف مع قوات سوريا الديمقراطية إنه تم نشر القوات السورية المتحالفة مع واشنطن بالمدينة في الخطوط الأمامية لمواجهة أي هجوم تركي وإن القوات على اتصال بالتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بشأن الدفاع عن المدينة.
وأوضح قائلا "نحن على استعداد كامل للرد على أي هجوم".
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلا عن مصادر يوم الأربعاء إن عشرات المقاتلين قتلوا منذ أن بدأت تركيا الهجوم في منطقة عفرين يوم السبت.
وأضاف المرصد أن القصف والضربات الجوية التركية في عفرين قتلت 28 مدنيا بينما لقي مدنيان حتفهما قرب مدينة أعزاز الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية نتيجة قصف وحدات حماية الشعب الكردية التي تدافع عن عفرين.
وأعلنت تركيا مقتل ثلاثة من جنودها. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن 48 مقاتلا سوريا من جماعات منضوية تحت لواء الجيش السوري الحر وتدعمها تركيا قتلوا مضيفا أن عدد القتلى في صفوف وحدات حماية الشعب الكردية يقف عند 42 مقاتلا حتى الآن.
وقال الجيش التركي في بيان يوم الثلاثاء، إن 260 مقاتلا من الوحدات الكردية وتنظيم الدولة الإسلامية قتلوا في عملية عفرين.
ونفت قوات سوريا الديمقراطية التي تمثل وحدات حماية الشعب الكردية المكون الرئيسي لها والمدعومة من الولايات المتحدة بيانا للجيش التركي يقول إن تنظيم الدولة الإسلامية موجود في عفرين.
واتهمت قوات سوريا الديمقراطية تركيا بالمبالغة في عدد القتلى.
وفي ظل تعطل الدعم الجوي في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة نتيجة السماء الملبدة بالغيوم تحقق تقدم محدود واستطاع المقاتلون الأكراد استعادة بعض الأراضي.
وتحاول القوات التركية والمقاتلون السوريون المتحالفين معها أن ينتزعوا قمة تل برصايا المطل على المشارف الشرقية لعفرين.
وقال رامي عبد الرحمن "تركيا لم تتمكن بعد من تعزيز سيطرتها على القرى التي تقدمت إليها" مرجعا ذلك إلى مقاومة شرسة من قبل وحدات حماية الشعب الكردية والطبيعة الوعرة للمنطقة.
كانت قوات سوريا الديمقراطية طردت الدولة الإسلامية من منبج عام 2016. واتهم إردوغان الولايات المتحدة بعدم الوفاء بوعد ضمان عودة البلدة للسيطرة العربية.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن متطوعين أمريكيين وبريطانيين وألمانا حاربوا تنظيم الدولة الإسلامية إلى جانب القوات التي يقودها الأكراد موجودون الآن في منطقة عفرين للمشاركة في التصدي للهجوم التركي.
وقال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس إن الهجوم التركي يصرف الانتباه عن الجهود الرامية لهزيمة الدولة الإسلامية.
وتأمل الولايات المتحدة أن تستخدم هيمنة وحدات حماية الشعب على شمال سوريا لتحصل على دفعة دبلوماسية تحتاجها لإحياء المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف بشأن اتفاق ينهي الحرب الأهلية السورية ويؤدي في نهاية المطاف إلى الإطاحة بالأسد.