الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

نصر عبده يكتب: الأزهر والقدس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان ولا يزال وسيظل الأزهر، مدافعًا عن كل ما هو إسلامى وعربى وقومي، كان ولا يزال وسيظل الأزهر الشريف ممثلًا لموقف مصر الواضح والحاسم والمشرف تجاه القضية الفلسطينية والقدس الشريف.
دائمًا ما كان موقف الأزهر الشريف تجاه القضية الفلسطينية قويًّا وتاريخيًّا، فيما يتعلق بتجريم الانتهاكات الصهيونية بحق المسجد الأقصى المبارك، أو محاولات الاحتلال الصهيونى لتهويد القدس، ورغم كثرة وتنوع القضايا والملفات التى اهتم بها الأزهر فى ٢٠١٧، فإن قضية القدس، احتلت الصدارة من بين هذه الملفات وتلك القضايا. وحظى مؤتمر الأزهر العالمى لنصرة القدس بمتابعة دقيقة ولحظية من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، الذى شدَّد على ضرورة حشد وتسخير كل الإمكانيات المتاحة، لنجاح المؤتمر والتوصل إلى نتائج وتوصيات عملية تعكس خطورة التحديات التى تتعرض لها القضية الفلسطينية بشكل عام، ومدينة القدس المحتلة بشكل خاص. ووجه شيخ الأزهر بتوسيع دائرة المشاركين فى المؤتمر، بحيث تضم تمثيلا لكافة المعنيين بهذه القضية، من علماء ورجال دين وساسة ومثقفين، وكذلك شخصيات دولية لديها تأثير وحضور واسع، فضلًا عن دعوة أكبر شريحة ممكنة من ممثلى الفلسطينيين والمقدسيين، باعتبارهم أصحاب القضية والأقدر على شرح تفاصيلها وتحديد أوجه الدعم المطلوبة.
ومن هنا كان الاهتمام الواسع بالمؤتمر على المستويين الإقليمى والعالمى وأبرزت وسائل الإعلام فى كافة دول العالم المؤتمر وتوصياته وما جاء فيها، ولن نجد ما نقوله عن المؤتمر أفضل مما أكده شيخ الأزهر فى كلمته حينما قال: «إن مؤتمر الأزهر لنصرة القدس يُعقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذى يرعى مع شعب مصر القضية الفلسطينية من السياسات الجائرة الظالمة، وأن الأزهر عقد ١١ مؤتمرًا عن فلسطين والمسجد الأقصى منذ إبريل ١٩٤٨، لرفض تدمير الكنائس والمقدسات الإسلامية، ومع أن البعض يعتقد أن هذا المؤتمر قد لا يضيف جديدًا إلى القضية، لكنه يدق من جديد ناقوس الخطر والتصدى للعبث الصهيوني، فمصير كل احتلال إلى زوال إن عاجلًا أم آجلًا، والأيام دُول، وعاقبة الغاصب معروفة، ونهاية الظالم مؤكدة، واسألوا حملات الفرنجة التى يُسميها الغرب بالصليبية، والاستعمار الأوروبى وهو يحمل عصاه ويرحل عن المغرب وكل الدول التى احتلها.
نعم كل احتلال إلى زوال واسألوا سابقيكم، فلن تمكثوا فى فلسطين أكثر مما عشتم فيها، ولن تسيطروا على القدس مهما فعلتم ومهما صدرت من قرارات، ومهما كانت إمكانياتكم وسلاحكم، فحجارة أطفال فلسطين أقوى بكثير من قنابلكم ومدافعكم، واسألوا جنودكم الذين يهرولون خوفًا من رجال ونساء فلسطين.
تذكروا جيدًا ما قاله الحاخام «مير هيرش»، زعيم حركة «ناطورى كارتا»، التابعة لطائفة اليهود «الحريديم»، عندما قال: «إن اليهود الحقيقيين المؤمنين بالله وبتوراته، معارضون لقيام الكيان الصهيوني، وأنهم كمفوضين عن الشعب اليهودى الأصيل، يؤكدون أن مئات الآلاف من اليهود عاشوا فى معظم الدول العربية طيلة مئات الأعوام، وسط احترام وتقدير متبادل، وقبل الهجرة الصهيونية الكبيرة منذ عشرينيات القرن العشرين، والتى هدفت إلى سلب الحكم من الفلسطينيين، لم يجد العرب حينها ضرورة لتنظيم حركات قومية عسكرية ضد اليهود، ولم يروا فى اليهود الذين قدموا خلال الهجرات السابقة خطرًا أو تسلطًا، وإنما رأوا فيهم أناسا جاءوا ليعيش معهم فى سلام وسكينة فى ظل الحكم الإسلامي. ورأى قادة اليهودية الحريدية فى فلسطين، قبيل قيام المسخ الصهيونى الملعون، حينها أنه من الصواب التوضيح لقادة الشعب العربى بشكل لا يقبل التأويل، أن اليهود الحريديم الأرثوذكسيين معارضون بشدة لفكرة الصهيونية وأى نية للحكم، ويرغبون فى العيش مع العرب بسلام وإخاء مثلما كان يحدث فى كافة العصور، وأرسل الحاخام الرئيسى لليهودية الحريدية الأرثوذكسية، الحاخام يوسف حاييم زوننفلد وفدًا رفيعًا فى ١٩٢٤ إلى الملك حسين وابنه فيصل ملك العراق، والأمير عبدالله، فى عمان، ليوضح أمامهم موقف اليهود الحريديم المعارض لفكرة الصهيوينة، وأن اليهودية الحريدية الأرثوذكسية تعارض بشدة أى حكم صهيونى على فلسطين، علاوة على أن اليهودية الحريدية العالمية طالبت من شعوب العالم محو تلك الزلة والخطأ الفادح المتمثل فى منح دولة للصهاينة فى عام ١٩٤٨ على حساب الشعب الفلسطيني، وبذل الجهود كافة لإزاحة السيطرة الوحشية الصهيونية عن فلسطين، وإعادة التبعية القانونية لهذه الأرض لأصحابها الأصليين القانونيين والشرعيين، وهم الشعب الفلسطيني».
تحية لهذا الرجل الذى كشف أمام الرأى العام العالمى ما يقوم به الاحتلال الصهيونى بأشقائنا فى فلسطين، وأكد أن اليهودى الحقيقى المؤمن بالله وبتوراته، يعارض قيام الكيان الصهيوني، ويقف بشدة ضد كل ما يقوم به جيش الاحتلال الصهيوني.
ونؤكد دومًا، لن تهنأوا بفلسطين مهما طال الزمن، لن تكون القدس لكم مهما فعلتم، فالقدس عربية وستظل عربية، رغم أنفكم وأنف من يقف خلفكم.