الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

تركيا وداعش.. الخلافة المشبوهة توحد الإرهابيين

داعش
داعش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم ادعاء تركيا المتواصل، أنها أكبر المتضررين من الإرهاب، وأنها تخوض حربًا شرسة مع حزب العمال الكردستانى التركى المحظور، فإن الشواهد، تثبت عكس ما سبق، وأنها هى الداعم الرئيسى لمعظم الجماعات المتشددة، ابتداء من جماعة «الإخوان المسلمين»، وانتهاء بتنظيم «داعش».
وازدادت بالفعل الاتهامات لتركيا بدعم تنظيم «داعش» الإرهابي، خاصة أنها رفضت منذ البداية الانضمام إلى التحالف الدولي، الذى تقوده الولايات المتحدة، لمحاربة هذا التنظيم فى العراق وسوريا.
وكشف السياسى الكردى أحمد تورك، الذى كان يتولى رئاسة بلدية «ماردين» فى جنوب تركيا على الحدود مع سوريا، وتم عزله من منصبه واعتقاله فى ٢١ نوفمبر ٢٠١٦، فى تقرير مفصل أرسله إلى الاتحاد الأوروبي، عن صور وأشرطة فيديو تظهر الدعم الرسمى الذى تقدمه تركيا لتنظيم «داعش».
وقال تورك، إن أنقرة تقوم بنقل أشخاص أتراك يرتدون البزة العسكرية التركية، ومعهم أسلحة إلى سوريا والعراق.
وتابع تورك، أن السر وراء دعم تركيا لتنظيم «داعش»، هو أن السياسة الخارجية لتركيا فشلت فى سوريا والعراق ومصر ودول الخليج العربي، ولذا تدعم «داعش» من أجل تعويض خسارتها.
وأشار تورك إلى أن تركيا تدعم داعش أيضا من أجل إنشاء «دولة سنية متطرفة» فى العراق، والدليل على ذلك أنها أجرت مجموعة من الاتفاقيات النفطية مع إقليم كردستان الذى يضم أغلبية من السنة، دون الرجوع إلى حكومة العراق، وتم تصدير النفط العراقى من كردستان إلى موانئ تركيا، كما سعى «داعش» إلى تقسيم العراق، وتمركز فى المحافظات السنية، خاصة الأنبار «غربا» ونينوى «شمالا».
وتابع: «إقامة دولة سنية فى العراق سيجعل تركيا تسيطر على المحافظات النفطية، وتوسيع نفوذها الإقليمي». 
وأشار تورك أيضا، إلى أن انفلات الوضع الأمنى فى العراق وسوريا سيتيح لتركيا السيطرة على مدنية الموصل بعد أن خرجت منها بسبب اتفاق عام ١٩٢٦ بين بريطانيا والعراق، فتركيا تريد أن تسترجع «دولة الخلافة».
وبدوره، كشف كمال كليجدار أوغلو، رئيس حزب «الشعب الجمهورى» المعارض، عن أن تنظيم «داعش» الإرهابى لديه مجموعة من المكاتب لتجنيد العناصر فى مدينة إسطنبول.
وفى السياق ذاته، كشف تقرير أعده ديفيد فيليبس، مدير برنامج السلام فى جامعة كولومبيا الأمريكية، وكبير المستشارين السابقين لوزارة الخارجية الأمريكية، عن أن هناك مجموعة من المؤسسات والمواقع الإعلامية فى تركيا تقوم بتجنيد عناصر لصالح تنظيم «داعش» الإرهابي، وذلك بمساعدة حزب «العدالة والتنمية» الإخوانى التركي، الذى قام بتأسيس الجامعات والمدارس الداعشية.
وقال فيليبس، إنه استطاع الحصول على مجموعة من الأشرطة تؤكد وجود مساعدات قامت تركيا بتقديمها لكل من تنظيم «داعش» الإرهابي، وتنظيم «القاعدة»، وهى حتى هذه اللحظة تقوم بدعم التنظيمات الإرهابية ماديًا.
وأشار مدير برنامج السلام فى جامعة كولومبيا، إلى أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان قام بالضغط على الجيش التركى من أجل مساندة داعش خلال الفترات السابقة.
شبكات نفط بين تركيا وداعش
كما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن تركيا أنشأت شبكة نفط كبيرة بينها وبين عناصر تنظيم «داعش» الإرهابى فى سوريا والعراق. وأضافت الصحيفة، أن تركيا تقدم دعما لوجيستيا وعسكريا لتنظيم «داعش» الإرهابي، ذلك بالإضافة إلى أنها تفتح مستشفياتها العامة أمام المصابين من داعش جراء غارات التحالف الدولي. 
وفى عام ٢٠١٥، عقب حادثة إسقاط القوات الجوية التركية للطائرة الروسية، قامت وزارة الدفاع الروسية أيضا بنشر مجموعة أشرطة فيديو وصور من خلال الأقمار الصناعية، فضحت وجود علاقة مالية كبرى بين تركيا وتنظيم «داعش» الإرهابي، فى مجال بيع النفط عبر الآبار الواقعة فى سوريا والعراق، التى كانت تحت سيطرة «داعش».
8 من قيادات داعش عالجتهم الحكومة فى «مستشفى أورفا»
بدأت فى سبتمبر ٢٠١٤، مؤشرات العلاقة غير الشرعية بين أنقرة وتنظيم داعش، عند ظهور الأخير فى سوريا والعراق، خاصة أن البلدين ملاصقين لتركيا، ووجهت أوروبا حينها اتهامات لتركيا بدعم داعش عقب رفضها الانضمام للتحالف الدولي، بذريعة وجود رهائن أتراك فى مدينة الموصل فى شمال العراق تحت قبضة التنظيم، وأنها تخشى على حياتهم.
وكان رئيس الوزراء التركى السابق أحمد داود أوغلو أعلن فى ٢٠ سبتمبر ٢٠١٤، أن وكالة المخابرات التركية أعادت الرهائن الأتراك، الذين أسرهم تنظيم داعش فى مدينة الموصل. 
وحسب وسائل الإعلام التركية، أسر هؤلاء الرهائن، الذين يبلغ عددهم ٤٩، ومن بينهم دبلوماسيون وجنود وأطفال، من القنصلية التركية بالموصل فى يونيو ٢٠١٤. 
وبدوره، قال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان حينها فى بيان نقلته قناة (إن. تي. فى) التليفزيونية التركية، إن الإفراج عن ٤٩ رهينة أسرهم تنظيم داعش، كان جزءا من عملية للمخابرات التركية، ما أثار حينها علامات استفهام، بالنظر إلى أن داعش قام بذبح رهائن غربيين آخرين كانوا تحت قبضته.
وقبل الإفراج عن الرهائن وتحديدا فى ١٧ سبتمبر ٢٠١٤، نفى أردوغان، أن تكون بلاده تقدم أى نوع من الدعم أو القيام بشراء النفط من تنظيم داعش، قائلا حينها إن «هذه الاتهامات، هى وقاحة وسفاهة»، حسب تعبيره.
ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية على لسان أردوغان قوله: «إن إظهار تركيا كما لو أنها دولة تدعم الإرهاب وتغض الطرف عن الممارسات الإرهابية، ما هو إلا وقاحة وسفاهة.. ونؤكّد أن هذا غير ممكن على الإطلاق».
ورغم نفى أردوغان، نشرت صحيفة «التايمز» البريطانية، فى أواخر ٢٠١٤، تقريرا قالت فيه إن مجموعة من عناصر داعش يختبئون فى تركيا، وكان من المفترض أن ينتقلوا إلى دول أوروبا لتنفيذ هجمات إرهابية.
وأضافت الصحيفة البريطانية حينها أن هناك ٣٠٠ عنصر إرهابى يحملون الجنسية البريطانية، وانضموا لتنظيم «داعش» الإرهابى، يختبئون فى تركيا.
كما ذكرت صحيفة «الديلى ميل» البريطانية، فى ٢٥ أغسطس ٢٠١٤، أن العديد من المقاتلين انضموا إلى داعش عبر الأراضى التركية، دون أن تحاول السلطات التركيا إيقافهم.
وفى السياق ذاته، ذكرت «Taraf» التركية، أنه فى ٢٠١٤ فى بداية ظهور التنظيم، حدثت الكثير من المعارك الدامية بين القوات النظامية فى كل من العراق وسوريا وبين هذا التنظيم، وأصيب عدد كبير من العناصر الداعشية فى هذه المعارك، وحينها أعلنت السلطات التركية فتح جميع المستشفيات المتواجدة فى بلادها لعلاج عناصر تنظيم داعش.
وأضافت «Taraf» فى تقرير لها فى ١٢ أكتوبر ٢٠١٤، أن الحكومة التركية استقبلت أعدادا كبيرة من المصابين فى تنظيم داعش الإرهابى القادمين من شمال سوريا، وقامت بمعالجتهم على نفقتها.
وأوضحت الصحيفة المعارضة للحكومة التركية، أن هناك ثمانية من أهم القيادات فى تنظيم داعش الإرهابي، أصيبوا خلال القصف الأمريكى لمعاقلهم، وتم نقلهم إلى مدينة أورفا، جنوبى تركيا، وتم علاجهم فى مستشفى خاص على نفقة الدولة.
وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن تركيا دعمت داعش للتصدى للأكراد فى شمال سوريا، الذين يسعون للحكم الذاتي، مضيفة أن أحد كبار قياديى التنظيم ويدعى أحمد، الذى كان مقربا من أبى بكر البغدادي، تم علاجه فى مستشفى أورفا.
وكشف التليفزيون الرسمى الألمانى، فى تقرير له أيضا وجود معسكرات لتنظيم «داعش» الإرهابي، تتواجد فى مدينة غازى عنتاب جنوب تركيا، والمشتركة مع الحدود السورية.
وأضاف التقرير، أن هناك مجموعة من العناصر الإرهابية التابعة لداعش يتم تدريبها فى تلك المنطقة، وعقب تدريبهم كان يتم نقلهم إلى سوريا والعراق، مشيرًا إلى أن تركيا تعتبر أكبر سوق إرهابية لداعش.
وتابع التقرير، أن الحكومة التركية توفر الدعم اللوجيستى والمادى لعناصر تنظيم «داعش» الإرهابي.
وأشار تقرير التليفزيون الألمانى أيضا إلى أنه منذ ٢٠١٤، تم نقل عدد كبير من المسلحين الجرحى التابعين للتنظيم الإرهابى للعلاج فى مستشفيات تركيا، وهؤلاء قادمون من سوريا، وذلك لأنه لا يوجد أى رقابة على الحدود التركية، وذلك حسب ما جاء فى التقرير.
وقال تقرير التليفزيون الألماني، إن تنظيم داعش الإرهابى يمتلك مكتبا غير رسمى متواجد فى مدينة إسطنبول التركية، وهذا المكتب يتم من خلاله دعم وإمداد تنظيم داعش فى سوريا والعراق، بالإضافة إلى تجنيد عناصر أجانب ومن تركيا، لصالح التنظيم، وذلك مقابل ٤٠٠ دولار لكل فرد.
وأضاف أن هناك ما يقرب من ٢٠٠٠ شاب ذوى جنسيات أوروبية مختلفة، انضموا إلى تنظيم داعش الإرهابي، خلال الشهور الأخيرة من عام ٢٠١٧، وذلك عقب قدومهم إلى تركيا، وبالأخص من مدينة أنطاليا المطلة على البحر المتوسط بحجة السياحة.
وتأكيدا لما سبق، نشر المدون التركى المعروف فؤاد عونى، تغريدة بتاريخ ٣٠ يونيو ٢٠١٦، يكشف فيها وجود معسكرات تدريب لداعش فى تركيا.

اتهامات صينية لـ«العثمانلى» 

واتهمت مصادر حكومية صينية أيضا مواطنين من تركيا بتجنيد عناصر داعشية من مسلمى قومية الإيجور فى الصين، وقال بعض شهود العيان من مسلمى الإيجور، حسب هذه المصادر، إن هناك مجموعة أتراك أتوا إلى مناطق مسلمى الإيجور، وقاموا بتجنيد عناصر لصالح تنظيم «داعش»، بعد أن دفعوا لهم أموالا طائلة. وخلال الشهور الأخيرة من عام ٢٠١٧، أصدر تنظيم «داعش» الإرهابى تسجيلا صوتيا مدته ٢٨ دقيقة بعنوان: «أولئك هم الصادقون»، قال فيه إنه استطاع تجنيد عناصر له من مسلمى الإيجور لتنفيذ ضربات ضد الحكومة الصينية، والمفاجأة أن مسلمى الإيجور يتحدثون اللغة التركية، إذ ينحدر معظمهم من أصول تركية. ويعيش مسلمو «الإيجور» فى إقليم شينجيانج شمال غربى الصين، الغنى بالنفط، والواقع على حدود أفغانستان، ودول آسيا والوسطى.

خبراء: أردوغان حليف الإرهاب

ويؤكد خبراء أن تركيا هى الحليف الأول والأساسى لجميع التنظيمات الإرهابية الموجودة فى العالم.
وقال د. سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن دولة تركيا متورطة فى أعمال إرهابية كثيرة، بسبب أنها تعول جميع التنظيمات الإرهابية، أمثال جماعة الإخوان الإرهابية.
وأضاف اللاوندى، لـ«البوابة»، أن تركيا تعادى جميع البلدان بسبب دعمها للتنظيمات الإرهابية، فهى لا تهتم سوى بتحقيق مصلحتها دون النظر إلى البلدان الأخري، وهى لا تبالى للدول العربية والأوروبية، لأنها تعتمد على العناصر الإرهابية المتواجدة فى بلادها.
وأوضح خبير العلاقات الدولية أيضا، أن تركيا تدافع عن الإرهاب والتنظيمات الإرهابية، لأن لديها حلماً كبيراً يسمى «عودة دولة الخلافة».
ومن جانبه، قال سامح عيد، الإخوانى المنشق، إن تركيا ترى مصلحتها مع جماعة الإخوان الإرهابية والتنظيمات الإرهابية الأخري؛ لأن رئيسها إخواني، ولأن تنظيم داعش الإرهابى لديه مصالح متبادلة مع تركيا.
وأضاف عيد، لـ«البوابة»، أن تركيا من الممكن أن تفعل أى شيء غير شرعي، ومن الممكن أن تتحالف مع الشيطان نفسه، من أجل أن تحقق حلم الدولة العثمانية.
ومن جانبه، قال هشام النجار، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية فى «الأهرام»، إن تركيا تريد أن تسترجع دولة الخلافة العثمانية من جديد، لذلك هى لديها استعداد أن تتعاون مع الإخوان أو الجماعات المتطرفة لتحقيق هدفها.
وأضاف النجار فى تصريحات خاصة لـ«البوابة»، أن تركيا تُساق عن طريق خطة معينة وضعها رجب طيب أردوغان، وهى استخدام أى تيار إسلام سياسى أو إرهابى فى المنطقة، لتعزيز تواجدها فى الشرق الأوسط والمنطقة العربية.