الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

محاولة اغتيال السبب في شفاء إحسان عبد القدوس

 إحسان عبد القدوس
إحسان عبد القدوس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هو أديب كبير يجيد كتابة الأدب والقصة الرومانسية، كذلك لمع اسمه كأحد أهم الأقلام الصحفية في عصره لما عرف عنه من جرأة شديدة جعلته دائما على المحك مع السلطات والانظمة المتعاقبة، وهذا ما سبب له الكثير من المتاعب حتى تعرض أكثر من مرة لمحاولات اغتيال.

ولكن الطريف أن إحدى هذه المحاولات كانت السبب في شفاء إحسان عبد القدوس من أحد الأمراض التي ألمت به منذ صغره، وهي أصابته بتقلصات شديدية في المعدة، لم يعرف الأطباء لها سبب، كذلك لم يستطيعوا أن يجدوا لها علاج، حتى كانت محاولة الأغتيال تلك هي الشفاء له.
ويقول الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، في حوار له نشر بمجلة الهلال سنة 1977، أنه"سنة 35 كان عمره 16 سنة، أصيب بحالة مرضية عجيبة مرض من الأمراض التي يسمونها الآن أمراضا " المسجسمية" أي: السبب نفسي، لكن الأعراض عضوية. وكان المرض يداهمني فجأة في صورة تقلصات شديدة في المعدة، تتصاعد إلى المريء إلى الحلق تخنقني حتى الموت، إن لم أسارع وأتمدد على ظهري فورا لبرهة طويلة، متكررا ما داهمتني الحالة وانا في حفل أو في محل عام وأتمدد على ظهري، فيتهامس الناس" إحسان عبد القدوس سكران أصله تقل العيار شوية".
ويضيف " إحسان عبد القدوس، في الحوار الذي أجراه معه الصحفي عبد التواب عبد الحي، قائلا: وقد لازمتني الحالة العمر كله حتى سنة 68 وحار في علاجها أطباء مصر وفرنسا وسويسرا وبريطانيا، الكل أجمع على روشتة واحدة للعلاج لا يمكن صرفها من أي صيدلية: أن أتجنب الإنفعال، وأن أعيش العمر سعيدا إلى أن حدثت محاولة إغتيالي بسيارة دهستني عمدا سنة 68، فكسرت ساقي واصبت دماغي بجراح دامية، لكن شفيت من جراحي وشفيت أيضا من تقلصات المعدة القاتلة، قال الأطباء: كان هناك خلل في جهازك العصبي وقد صححت صدمة الحادث هذا الخلل".

ويعود إحسان عبد القدوس إلى أول أزمة للمرض، حين كان عمره 16 سنة، قائلا: انقطعت شهورا عن المدرسة، نصحني أبي أن أقرأ القرآن كعلاج روحي يساعد علاج الطبيب.

قرآت القرآن بتفهم وتدبر ثلاث مرات، كنت أتلوه أحيانا بصوت مرتفع وأتدبر إيقاع اللفظ وجرسه، وموسيقى الصعود، والهبوط في كل آية، ومن الموسيقى اللفظية في القرآن أخذت موسيقى الكتابة، إن كنت تكتب فالصعب ان يكون لك أسلوب مميز، وإيقاع موسيقي يربط الجمل المنحوتة، بغير أن تمر بواحة القرآن، هل يمكن لموسيقار أن يلحن، دون ان يدرس الموسيقى الكلاسيكية، وهكذا القرآن أنه كلاسيكي الكتابة.

ومن آيات الذكر تعلمت شيئا أخر أكثر أهمية، انه التفسير والقدرة العقلية عليه، كنت أقرأ وأرجع إلى كتب التفسير المختلفة، أجدها مختلفة فعلا، أحيانا غير مفهومة وروحت أفسر القرآن لنفسي، بنفسي، وفق قدراتي العقلية، هذا التدريب العظيم شحذ قدراتي العقلية، والأشياء والظواهر، ومن تفسير القرآن أنتقلت بعد ذلك إلى تفسير المجتمع السياسي، والعلاقات الإقتصادية، والتقاليد، تفسيرا اقبله أو أرفضه، أصبح لي موقفي كمفكر وكاتب والفضل للقرآن".


وتحل اليوم ذكرى وفاة الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، حيث توفي في 12 يناير 1990، عن عمر ناهز الـ 71 سنة، فهو مواليد 1 يناير 1919، يعتبر من أوائل الروائيين العرب الذين تناولوا في قصصهم الحب البعيد عن العذرية وتحولت أغلب قصصه إلى أفلام سينمائية. ويمثل أدب إحسان عبد القدوس نقلة نوعية متميزة في الرواية العربية، إذ نجح في الخروج من المحلية إلى حيز العالمية وترجمت معظم رواياته إلى لغات أجنبية متعددة. وهو ابن السيدة روز اليوسف اللبنانية المولد وتركية الأصل وهي مؤسسة مجلة روز اليوسف ومجلة صباح الخير. أما والده فهو محمد عبد القدوس كان ممثلًا ومؤلفًا مصريا.