الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

تونس.. الدولة الحاضنة للإرهاب

داعش
داعش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في الأعوام السابقة، كثر الحديث عن الإرهاب في تونس، خاصة أنها من أكثر البلدان العربية، التي انضم الآلاف من مواطنيها إلى تنظيم «داعش»، حيث بلغ عددهم نحو 8 آلاف، من بينهم 300 فتاة تونسية، وهناك 2000 فتاة تزوجن عناصر من هذا التنظيم، وغيره من التنظيمات الإرهابية المختلفة.
وفي ضوء ما سبق، قررت دولة الإمارات، في 24 ديسمبر الجاري، منع دخول عدد من السيدات التونسيات إلى أراضيها، وأوقفتهن في المطار، وبررت هذه الخطوة بأسباب أمنية، إلا أن تونس ومن ورائها قطر، شنتا هجومًا عليها، بسبب تصديها للمخططات الإرهابية للدوحة، وجماعة الإخوان الإرهابية، التى يوجد لها فرع في تونس، ممثلًا في حركة «النهضة».

وفي هذا الملف؛ تسلط «البوابة نيوز»، الضوء على قصة الإرهاب في تونس، التي كشفت الأيام أنها بمثابة الدولة الحاضنة للإرهاب.
دواعش تونس
كشفت شبكة الأنباء الإنسانية، المختصة في تغطية الأزمات عبر العالم، والتابعة لمنظمة الأمم المتحدة، عن أن تنظيم «داعش» الإرهابى جند عناصر إرهابية فى صفوفه من تونس، واستجاب له عدد كبير من المواطنين، هناك خاصة الشباب.
وأشار التقرير، إلى أن عدد الشباب التونسيين فى داعش بلغ ٧٠٠٠ إرهابى، حتى ٢٠١٦، وفي العام الأخير زادوا إلى ٨٠٠٠.
وأضاف التقرير، أن السبب الحقيقي وراء انضمام عدد كبير من المواطنين التونسيين إلى تنظيم «داعش»، عدم وجود توعية بقضايا الإرهاب، عكس الجزائر، التي تراقب حدودها جيدًا وتترقب الجماعات الإرهابية.
إحصاءات مرعبة
لم يقتصر الإرهاب في تونس على انضمام الشباب إلى تنظيم «داعش»، أو التنظيمات الإرهابية الأخرى، إذ شملت قائمة الإرهاب أيضًا الفتيات اللائي انضممن إلى التنظيم، لسببين هما: إما الوقوع في الغرام بالعناصر الإرهابية، وإما الخداع من قبل العناصر الداعشية، التي تجعل الفتيات يقعن في علاقات غير شرعية بهم، ثم يفاجئن بابتزازهن ونشر فيديوهات جنسية لهن، فيضطررن إلى الانضمام إليهن والانخراط في العمل الإرهابي.
ونسبت جريدة «الشرق» التونسية إلى مؤسسات حقوقية قولها، إن هناك ٣٠٠ فتاة تونسية، تتراوح أعمارهن ما بين ٢٠ و٣٥ سنة، تحولن إلى متطرفات، يقاتلن في صفوف الجماعات الإرهابية، وبالأخص «داعش»، وذلك بسبب أن العشرات منهن تورطن بسبب زواجهن أو صلاتهن بعناصر إرهابية.
وأشارت هذه المؤسسات أيضًا إلى أن هناك نحو ٢٠٠٠ فتاة تونسية، متزوجات بقيادات في تنظيم «داعش»، وعدد من التنظيمات الإرهابية الأخرى، وأن هناك ٥ فتيات لا تتجاوز أعمارهن ٢٥ سنة، تورطن مع الإرهابيين الذين نفذوا عملية «بولعابة» ٢٠١٥، والتي راح ضحيتها عناصر من الحرس الوطنى التونسي، في ولاية القصرين غربي تونس، وأن اثنتين منهن خططتا للعملية، فيما وفرت باقي الفتيات مساعدات لوجيستية للإرهابيين الذين ينتمون إلى كتيبة عقبة بن نافع.
وتابعت المؤسسات ذاتها أنه من أهم العناصر الإرهابية النسائية التي أثارت جدلا واسعًا في أوساط الرأي العام التونسي، خمس إرهابيات شاركن في عملية وادي الليل في ولاية منوبة، أخطرهن فاطمة الزواغي ٢٠ عامًا وهي زوجة زعيم الخلية الإرهابية التي عمدت إلى محاولة قتل طفليها، حيث استخدمتهم كدرع بشري وهي تطلق النار على قوات مكافحة الإرهاب، ما تسبب في إصابة الطفلين ونقلهما إلى المستشفى.
وعلى الرغم من صغر سنها إلى أنها تورطت في الأعمال الإرهابية، بسبب علاقتها بالإرهابي الشهير لقمان أبوصخر، وهو قيادي كبير في تنظيم «عقبة بن نافع»، وبسببه نفذت الكثير من العمليات الإرهابية، على الرغم أنها كانت تدرس في كلية الطب.
وأوضحت المؤسسة الحقوقية، أن عشرات الفتيات التونسيات يتعرضن للتهديد والابتزاز من قبل العناصر الإرهابية، حيث يقومون بنشر فيديوهات جنسية لهن تجعلهن يضطررن إلى الانضمام إليهم، والبعض الآخر وقع في غرام قيادات وعناصر إرهابية، عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، وبسبب تلك العلاقة فروا من أهلهن، وتزوجوهم وهربوا إلى سوريا والعراق للقتال وللقيام بالعمليات الإرهابية.

التنظيمات الإرهابية المتواجدة في تونس.. تمويلها قطري
خلال العقدين الماضيين؛ انتشرت في تونس عدة تنظيمات إسلامية متشددة، وجماعات إرهابية كثيرة، وجميعها تنتسب إلى ما يسمى تيار الصحوة الإسلامية، وهم شباب، وانتشر هذا التيار في بلدان المغرب العربي، لكن أساسها تونس، إذ ظهر بها مجموعة من التنظيمات الإرهابية المتشددة مثل تنظيم «الدعوة والقتال»، وهذا التنظيم مسلح، وعناصر هذا التنظيم كبيرة للغاية، وهذا التنظيم ضد الكثير من العناصر ذات الجنسيات الجزائرية والمغربية والليبية والموريتانيين والعرب العائدين من أفغانستان.
ومن أخطر الجماعات الإرهابية في تونس
١) جماعة عقبة بن نافع: هو تنظيم إرهابي مسلح تونسي الأصل، وتفرع من هذا التنظيم تنظيمات إرهابية مسلحة منها «جماعة أسد بن الفرات».
و«عقبة بت نافع»، و«أسد بن الفرات»، معروف عنهم الصدام الدائم مع الأجهزة الأمنية وقوات الجيش التونسي، حيث قاموا خلال الفترة السابقة بالكثير من العمليات الإرهابية ضدهم، كما دخل التنظيم الإرهابي في صدام مسلح مع قوات الأمن والجيش التونسي عام ٢٠٠٥ و٢٠٠٦، وحينها سجن عدد من قياداتهما، منهم أبو عياض التونسي وسيف الله بن عمر بن حسين.
وجماعة عقبة بن نافع، هي فرع من فروع تنظيم القاعدة في تونس، والغريب في الأمر أن من أسسها هو أبومصعب عبد الودود زعيم تنظيم القاعدة فى الجزائر، واسمه الحقيقى هو عبدالملك دروكدال، والذى استطاع أن يجند عددًا كبيرًا من العناصر الإرهابية من تونس وليبيا والمغرب وموريتانيا ومالي، وحاليًا ينتمي للجماعة عشرات الراديكاليين المتشددين من تونس.
٢) جماعة أنصار الشريعة: وهى الثانى خطورة من حيث الإرهاب في تونس، وهذا التنظيم بزعامة أبوعياض، أحد قيادات تنظيم جماعة عقبة بن نافع، وأحد أفراد تنظيم «القاعدة» الإرهابي.
وأسس تنظيم أنصار الشريعة عام ٢٠١١، عقب ٣ أشهر من سقوط حكم بن على والعفو العام الذي شمل كل المساجين في تونس، من بينهم العشرات المتهمين بالإرهاب وعلى رأسهم أبو عياض.. ومنذ عام ٢٠١٢ يحصل التنظيم على دعم مالي من دولة قطر، بحسب تصريحات الحكومة التونسية.
٣) الجماعات السلفية: عقب سقوط نظام الرئيس الأسبق، زين العابدين بن علي، تم رفع جميع المعوقات عن تأسيس الأحزاب والتنظيمات الإسلامية، فتوجه السلفيون إلى العمل السياسي العلني، من خلال تأسيس أحزاب سياسية، تحمل أغلبها أفكار جهادية.
وبعد الإطاحة بنظام زين العابدين، صرح محمد علي حراث، الأمين العام للجبهة الإسلامية التونسية، بأنهم عازمون على التوجه للعمل السياسي، ولخص أهداف حركتهم الجديدة في نشر الاعتقاد الصحيح عن منهاج الكتاب والسنة المحمدية، والدعوة للمشاركة السياسية العامة.
وعقب وصول حركة النهضة إلى السلطة في أواخر عام ٢٠١١، منحت تراخيص العمل القانوني للأحزاب السلفية المتشددة.

أبرز العمليات الإرهابية في تونس
منذ عام ٢٠١١، حدثت سلسلة عمليات إرهابية، استهدفت الجيش والأمن الوطني في تونس، بالأخص عام ٢٠١١ عقب ثورة تونس، وبدأت بالتحديد يوم ١٨ مايو ٢٠١١ من منطقة الروحية في ولاية سليانة.
ففي عام ٢٠١١، بدأ الإرهاب، وقع حادث إرهابي وحيد، لكنه كان انطلاقة لشرارة العمليات الإرهابية في تونس.
وفي عام ٢٠١٢؛ وقع حادث إرهابي واحد فقط، وكان بتاريخ ١٠ ديسمبر ٢٠١٢، حيث استشهد على إثره الضابط بالحرس الوطني أنيس الجلاصي، برصاص مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة.
وفي عام ٢٠١٣؛ كان الأكثر إرهابًا، حيث وقع نحو ١٥ حادثا إرهابيا، وانطلقت العمليات الإرهابية بداية من مايو ٢٠١٣ وحتى أواخر السنة في ديسمبر ٢٠١٣، وأسفرت تلك العمليات عن استشهاد حوالي ٢٠ شخصًا من رجال الأمن والجيش الوطني.
وفى ديسمبر ٢٠١٤؛ حدثت نحو ١٤ عملية إرهابية، جميعها كانت ضد قوات الشرطة والجيش، قامت بها الجماعات الإرهابية التونسية، وعدد من المنضمين لتنظيم «داعش» الإرهابي.
وفي عام ٢٠١٥، قلت العمليات الإرهابية بشكل تدريجي، حيث وقعت ٥ عمليات إرهابية فقط، لكن على الرغم من قلة عددها، إلا أنها كانت بشعة، تستهدف السياح الأجانب.
وفي عام ٢٠١٦؛ انخفضت العمليات الإرهابية للغاية، حيث حدثت عملية إرهابية فقط، لكنها عملية كانت من أخطر العمليات التي نفذتها العناصر الإرهابية، وهي عملية بن قردان التي حدثت يوم ٧ مارس ٢٠١٦، وتواصلت فيها المواجهات بين المجوعات الإرهابية وعناصر الجيش والشرطة، لمدة أسبوع كامل، أسفرت عن استشهاد ١٢ فردًا من الجيش، و٧ مدنيين من بينهم طفلة تبلغ من العمر ١٢ عامًا.
600 داعشي عادوا إلى تونس.
وكشفت وزارة الداخلية التونسية، خلال الأيام الماضية، عن أن عدد العائدين من تنظيم «داعش» الإرهابي، عقب خسارة التنظيم جميع معاقله في سوريا والعراق، وصل إلى ٦٠٠ شاب، من أصل ٨٠٠٠ شخص تونسي انضموا لـ«داعش».
وأضافت الوزارة، أن أغلب العائدين قاموا بالكثير من العمليات الإرهابية في سوريا والعراق، وحاولوا تجنيد تونسيين، عندما عادوا إلى تونس، كما حاولوا القيام بكثير من العمليات الإرهابية، لكن الأجهزة الأمنية ألقيت القبض عليهم، لكنها تواجه مشكلة في السيطرة عليهم داخل السجون.
السجون منبع الإرهاب.. والأمن يفشل في المواجهة
لم تستطع تونس مواجهة الإرهاب منذ عام ٢٠١١؛ خاصة في بداية عام ٢٠١٤، عندما أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي انضمام عدد كبير من التونسيين إلى التنظيم، فمنذ ذلك الحين وضعت الحكومة التونسية أكثر من خطة لتواجه الإرهاب في بلادها لكنها فشلت.
وعقب تحرير الأراضى التى كان يسيطر عليها تنظيم داعش، بدأ عدد كبير من عناصر داعش ذوى الجنسية التونسية، في العودة إلى بلادهم «تونس»، لكنها لم تستطع السيطرة على هذا الأمر، حيث أكدت الحكومة أنها تواجه مشكلة كبيرة في شح المعلومات حول العائدين، ومدى خطورتهم، وبسبب ذلك عاد عدد كبير منهم إلى تونس، وذلك بحسب اعتراف الحكومة التونسية.
وأشارت بعض المنظمات الحقوقية التونسية، إلى أن الأجهزة الأمنية التونسية استطاعت، خلال الشهور الماضية، إلقاء القبض على عدد منهم، وأدخلتهم السجون، لكنها تواجه مشكلة فى هذا الأمر، لأن وجودهم مع المساجين العاديين يشكل خطورة بالغة على تونس، لأنهم يستطيعوا التأثير على عقول السجناء، وجعلهم إرهابيين مثلهم.
وتابعت المنظمات، بأن السجون التونسية «منبع الإرهاب»، وأنه خلال العاميين الماضيين قام مغني الراب العشريني مروان الدويري، المعروف باسم «أمينو» في تونس، عقب خروجه من السجن، الذي دخله بسبب قضايا جنائية، مثل اللهو وشرب المخدرات، بمبايعة «داعش»، بعد قضاء ثمانية أشهر فقط في سجن «المرناقية»، والتحق بداعش في بمدينة الرقة بسورية، المعقل السابق للتنظيم، كما قام بتغيير اسمة من «أمينو» إلى «أبوأيمن».
في السياق ذاته، أكدت الأجهزة الأمنية التونسية، أن بلادهم تواجه خطرًا كبيرًا بسبب العائدين من «داعش»، لأنهم يستطيعون التسلل إلى داخل البلاد في شكل جماعات أو أفراد، وبعيدًا عن أعين الأمن، وهو ما ينتج العمليات الإرهابية.

قطر تمول الإرهاب في تونس
وخلال الشهور الماضية، تناثرت مجموعة معلومات تؤكد تلقى حركة النهضة الإسلامية (إخوان تونس)، أموالًا كثيرة من قطر، بسبب علاقة وطيدة بينهم، وكانت حركة النهضة بمثابة ذراع الدوحة فى شمال أفريقيا، كما تضمنت الاتهامات استغلال الحركة الإسلامية، وجودها في الحكم، وفتحت الأراضي التونسية، لتكون مركز لتدريب الشباب، وإعداده للانضمام إلى تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا والعراق وليبيا.
وأشرف على تلك العملية مجموعة من الخبراء التونسيين، في مجال مكافحة الجرائم المالية، من قيادات اللجنة التونسية للتحاليل المالية، والبنك المركزى التونسي، ومن القضاة ومن القيادات الأمنية.
وخلال عملية التقييم تم جمع آلاف البيانات والإحصاءات المالية والأمنية والقضائية والاستعلامية التي تتورط فيها قطر، وشمل التحليل لملفات غسل الأموال وتمويل الإرهاب أكثر من ٤٦٠ ملفًا و٢٠٠٠ حساب بنكي والآلاف من العمليات البنكية من إيداع وسحب وتحويل فاقت ما يعادل عشرة مليارات دينار، وجميعها أموال قطرية.