الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

القمص ميخائيل إدوارد يكتب.. تسبحة الملائكة في عيد الميلاد

القمص ميخائيل إدوارد
القمص ميخائيل إدوارد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كل سنة وجميعكم طيبون بمناسبة عيد الميلاد المجيد. ميلاد يسوع المسيح، الذى فرحت به السماء وتهللت به الأرض. كما قال القديس لوقا فى الإنجيل: «وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوى مسبحين الله وقائلين: «المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة» (لوقا ٢: ١٣-١٤). هذه التسبحة بدأت أولًا: بالمجد لله فى الأعالي، كإعلان لحضور الله فى مليء السماوات. وثانيا: وعلى الأرض السلام: الذى صار بتجسد ربنا يسوع المسيح، الذى فاض على أرضنا بالسلام الكامل، وثالثا: وبالناس المسرة، لأنه مصدر الفرح والسرور والمسرة.
فأولا المجد لله فى الأعالي: أى مجد الله غير المحدود الذى بملء السماء فى الأعالي، ظهر لنا على الأرض بتجسد ربنا يسوع المسيح، الذى من خلال تجسده أظهر لنا ما لله الأب من صفات عظيمة كالحكمة والعدل والحق والرحمة والمحبة التى لا يمكن ظهورها بغير المسيح، والسيد المسيح نفسه هو مجد الله بقداسته وطاعته وتعاليمه، ثانيًا: وعلى الأرض السلام: السيد المسيح هو ملك السلام ورئيس السلام، الذى قال عنه أشعياء النبي: «لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا، وتكون الرئاسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيبا، مشيرا، إلها قديرا، أبًا أبديا، رئيس السلام» ( أشعياء ٦:٩). وهو الذى قال لنا: «سلاما أترك لكم. سلامى أعطيكم. ليس كما يعطى العالم أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب» (يوحنا ٢٧:١٤).. هذه هى رسالة السيد المسيح لنا منذ تجسده وحتى مجيئه الثاني. إنه جاء لينشر السلام السماوى على الأرض، وما أحوجنا فى هذه الأيام إلى هذا السلام السماوي، فى وسط العالم المملوء بالصراعات والحروب والنزاعات. هذا السلام نحتاجه لكى يكون لنا سلام مع الله وأنفسنا ومع الآخرين. نحب بَعضُنَا بعضا ونقبل الآخرين كشركاء معنا فى الإنسانية، ولا نفرق بين الناس على أساس: الدين والجنس والعرق واللون.
عن هذا السلام قال القديس البابا كيرلس السادس فى مناسبة عيد الميلاد: «إن عيد الميلاد المجيد هو عيد السلام، إنه بداية لعهد جديد، وإن رسالة عيد الميلاد هى رسالة السلام. والسلام فى معناه الحقيقى هو طمأنينة القلب، وهو نعمة من لدن الله. السلام الذى يحتاج إليه البشر فى كل جيل، أفرادا وأسر وجماعات للقضاء على الاضطراب والخوف وعوامل القلق».. ثالثًا: وبالناس المسرة: المسرة هى ثمرة إعلان مجد الله، الذى فى الأعالى على الأرض، فصار لنا سلام مع الله وأنفسنا والآخرين. هذه المسرة وهذا الفرح يجب أن يكونا حسب إرادة الله وبحسب مشيئته. وهو يختلف تماما عن فرح العالم ومسرته، إنه فرح ومسرة قلوبنا بتجسد المسيح من أجلنا. إنه فرح ومسرة الإنسان الذى يقدم توبة ورجوعا إلى الله، فيكون له فرح فى الأرض، ويسبب فرحا فى السماء. التى تفرح بخاطئ واحد يتوب، إنه فرح ومسرة الإنسان الذى يفعل الخير، فالنفس الفرحانة والمسرورة بربنا تعبر عن فرحها بالمسيح بعمل الخير مع المحتاجين والمساكين. وقد تكلم المسيح عن الفرح والمسرة فى العطاء أكثر من الأخذ: «مغبون هو العطاء أكثر من الأخذ» ( أعمال الرسل ٣٥:٢٠).
وختاما أنا أرى فى هذه التسبحة رسالة السلام والمحبة للبشرية جمعاء وبدون أى تمييز. لقد أعجبنى وصف ميلاد السيد المسيح لأمير الشعراء أحمد شوقى عندما قال: «ولد الرفق يوم مولد المسيح (عيسي) والمروءات والهدى والحياء. ازدهى الكون بالوليد وضاءت بناه من الثرى الأرجاء. وسرت أية المسيح كما يسرى من الفجر فى الوجود الصفاء تملأ الأرض والعوالم نورا، فالذى مانح لا عبد ولا صولة ولا انتقام ولا حسام ولا غزوة ولا دماء».
كل سنة والجميع فى مصر فى مجد وسلام ومسرة.
____________
كاهن كنيسة مار مرقس بكليفلاند- أوهايو. ووكيل إبارشية: أوهايو ومتشجن وإنديانا- أمريكا