رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

كامل "حكيم زمانه".. أكل عيشه من "رش الأرض"

كامل
كامل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«عاوز أرض فى المليون فدان عشان نعمر الصحرا»

والغش طرطش رش ع الوش بوية.. ما درتش مين بلياتشو أو مين رزين.. شاب الزمان وشقيت.. مش شكل أبويا.. شاهت وشوشنا تهنا بين شين وزين.. ولسه ياما وياما حنشوف كمان.. وينفِلِت من بين إيدينا الزمان.. كإنه سَحبة قوس فى أوتار كمان».. ما بين طرطشة عم سيد حجاب بالكلمات وطرطشة «كامل» بالمبيدات قاسم مشترك، فالأولى تحيى الفؤاد والثانية تحيى النبات، لا أعرف ما السبب فى أننى كلما رأيت «كامل»، أتذكر تلك الكلمات، كما أتذكر مشهد محمد سعد فى فيلم «كتكوت» وعلى الفور أداعب صديقنا الفلاح البسيط وأقول له: «عليا الطلاق إنت اتخضيت يا كامل بيه».. فيضحك حتى تظهر ثناياه ويقول: أنا اتخضيت مية مرة.. برررم.. برررم.. ترررا.. رررا»، نضحك ثم ينصرف كامل لعمله الذى يقول عنه: «أنا مش موظف فى الحكومة، وكلمت ناااس لكن مفيش فايدة، وورايا بيت ومسئوليات، والأرض ما بقيتش تجيب همها، فبعزق بالفاس ضحوية، والعصرية برش الأراضى للى عايز وأهى نأية تسند الزير».
ويتابع كامل وهو يعبأ «جركنه» لتحضير «رشة الأرض»: «المسلحات هجمت على الأراضى الزراعية زى الديب المسعور، كلتها، والأرض بتاعتنا عندها كرامة، زينا ترفض حد يستعمرها، تبنى فيها عشة من طينها ماااشي، أما تصب فيها خرسانة ومسلحات، تحزن وتنشف وما تطلعش لك زرعة مهما عزقت واشتغلت فيها، لكن الكل فاق متأخر، فى الغلا ده الأرض كانت تستر، يعنى الفلاح مننا لما كان يزرع له فردة باذنجان على بطاطس على شوية جرجير، مع عجلة ولا جاموسة، كان هيبقى عنده اكتفاء ذاتي، لكن كله جرى على المكرونة الإسباكتى والكفتة ونسى القشدة والجبنة».
يضحك كامل ويواصل: «دلوقتى أنا بجهز التحضيرة علشان أرش البرتقان، فكرك يعنى الرش هيعمل حاجة، ده المبيدات حتى بقيت مضروبة، من كام سنة كده كنت تشم ريحة الرش ده من على بعد ١٠٠ متر، وتنبه على العيال وعلى كل اللى حواليك إن الأرض مرشوشة، ولما كان واحد بيطافس وياكل، كنا يدوب نلحق نجرى بيه على المستشفى الأميري، دلوقتى إحنا بنرش من هنا، وممكن تاكل عداية برتقان ولا يحصل حاجة».
واختتم كامل: «إحنا كل اللى عايزينه يدونا أرض فى مشروع المليون فدان، نزرع ونقلع وناكل منها.. ويكون لها ميا بحرى مش مُعين، طالما مفيش وظايف فى الحكومة، الأرض اللى هنا خلاص معظمها بارت ولازم نروح ناحية الصحرا، بيقولوا هناك أرض ياما.. يا ريتهم ينزلوا كراسات الحجز تبع الجمعيات الزراعية».