الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

مغالطات فهمي هويدي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ ثورة يونيو 2013، بدأ جهد فهمي هويدي أكثر جلاءً، في تعقب كل ما يبدو من تصرفات جماعة الإخوان، وتأويلها لصالح توجهاتهم. ولعل ما أورده مؤخرا حول واقعة " ذبيح المنصورة " تمثل برهانا واضحا لمغالطاته.
والحكاية أن متظاهرين من هذه الجماعة في مدينة المنصورة، فوجئوا بعربة يقودها شاب، تحمل صورة الفريق السيسي خلفها، فتولى أحد أعضاء الجماعة رمْي زجاجة مولوتوف مشتعلة داخلها، وتكفل آخرون إخراج الشاب من العربة وضربه وذبحه وإلقاء جثته على الرصيف.
هذه هي الحكاية باختصار، لكنها تحولت لدى هويدي إلى محاولة هذا الشاب شق صفوف المتظاهرين، واقتحام جموعهم، وبينهم نساء، بالقوة، رغم التحذيرات التي وجهوها إليه كي يتوقف. لكنه ظل سادرا في غيه، ودهس إحدى عضوات الجماعة، مما استفزهم ودفع البعض منهم إلى " معاقبته" . ويستخلص هويدي في الآخر، أننا بصدد جريمتين لا جريمة واحدة.
و لكن، من يكون هويدي ؟
ولد عام 1937 لأب كان واحد من مؤسسي جماعة الإخوان، وتعرض للسجن أيام عبد الناصر قرابة العامين في قضية " تنظيم ميت غمر وشبرا والشرابية ".
تخرج هويدي في كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1960، والتحق بقسم الأبحاث في جريدة ( الأهرام ) عام 1958، و انضم عام 1976 إلى أسرة مجلة (العربي ) الكويتية، أيام كان يترأسها الراحل أحمد بهاء الدين، ثم عمل رئيسا لتحرير مجلة ( أرابيا) في لندن عام 1983، ليعود إلى الأهرام عام1985.
وهو متخصص في الشئون الإسلامية، ساعده في ذلك مشاركته في أكثر ندوات ومؤتمرات الحوار الإسلامي، وزيارات العمل الميدانية التي قام بها إلى مختلف بلدان العالم الإسلامي.
على أن واقعة " ذبيح المنصورة " ليست هي الوحيدة التي تكشف مغالطاته، فقبلها رأى في قصة جهاد النكاح أكذوبة أطلقها " أبالسة " المخابرات السورية، قصد تشويه فصائل مقاومة النظام السوري. وتصادف أنه يوم نشره هذا التكذيب في جريدة ( الشروق )، أن وقف المنصف المرزوقي رئيس جمهورية تونس، منددا بهذا الفعل الشائن بتعبيره، و مستنكرا عودة مئات النساء التونسيات، بعد أدائهن " لفريضة " هذا الجهاد في سوريا و بعضهن حوامل.
وبخلاف هاتين الواقعتين، دأب هويدي أن يطلق على من أحرقوا أقسام الشرطة " شهداء ،
" أما من قتل من أبناء القوات المسلحة في سيناء فهم " قتلى "، ورأى، مطلع ثورة يونيو، في مشاركة شيخ الأزهر وبطريرك الأقباط خطأ، واستغرب دعم الرئيس عدلي منصور لشرعية الجماهير.
والناظر فيما يخطّه هويدي، سوف يستوقفه طويلا ما تزدحم به كتاباته من أساليب الغمز واللمز والهمز، لمواجهة كل من ينتقده، فيما حالة الأخونة التي أصبح عليها لم تكن ثابتة على طول الخط، وهو ما يبدو في مهاجمته لمحمد مرسي وجماعته، ثم العودة إلى مساندته بلا حدود.
فهل تراه ارتباطه بنظام الملالي في إيران، وبنظام العثمانيين الجدد في تركيا، قد أعماه عن رؤية إرادة الملايين من بني وطنه؟