الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

«السيسي» و«المثقفون»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
.. (نكبتنا فى نُخبتنا) جُملة أصبحنا نقولها مرارًا وتكرارًا، ولا نمِل من التأكيد عليها، نقولها ونحن مقتنعون بها اقتناعا تاما، يا حسرة على النُخبة، إنهم كالشعراء لكل وادٍ يهيمون، تشعُر بأنهم يعيشون فى دولة أخرى، مبادئهم مُتقلبة، يقولون الشيء وعكسُه فى الوقت نفسه، يتبنون شعارات زائفة لا تُسمن ولا تغنى من جوع، يلعبون فى «خط المُنتصف» على الدوام، بمعنى أنهم لا يعلنون موقفهم تجاه الأشياء الإيجابية التى تحدُث فى مصر؛ لأن أعيُنهم لا ترى إلا السلبيات- وهذا حقهم- لكن: كيف نثق فيمن يَرَوْن بعين واحدة؟ بطبيعة الحال؛ فإن أحكامهم على الأشياء ستكون غير نزيهة. 
.. سيقول البعض: لماذا تتحدث عن النخبة والمثقفين الآن؟ والإجابة تحمِل فى طياتها غضبًا مصحوبًا بحالة من الشجن على حال هؤلاء المثقفين والنخبة، أتحدث عن بعض المثقفين أصحاب الصوت العالى والضجيج الفارغ من المضمون، واللسان الذى يحمل إساءات للوطن الغالى مصر، أُتابع بعضهم عن كثب وأجدنى أضرب أخماسا فى أسداس من طريقة فكرهم وتوجههم وآرائهم، مثلًا: يخرج علينا أحد المحسوبين على المثقفين ويقول (لماذا يقوم السيسي بمشروع عملاق مثل العاصمة الإدارية الجديدة؟ أطالب السيسي بتأجيل هذا المشروع حتى لا يبتلع أموال الحكومة ويوفرها للشعب؟)، إنه رأى يدل على عدم وعى بضرورة الخروج من العاصمة وتوسيع دائرة العمران خارجها حتى نتخلص من الزحام والزيادة السكنية التى تحاصر القاهرة، فالشوارع مغلقة والسيارات تملأ الشوارع والكبارى، وأصبحت القاهرة تعانى كثرة شبكة الكبارى والمترو والطرق والزحام، والحل الوحيد هو الخروج من العاصمة، وهو مطلب عام لجميع المصريين الذين يقيمون فى القاهرة، وحينما يتجه الرئيس السيسي للخروج من العاصمة لتسهيل الحياة على سكان القاهرة الكبرى، يأتى إلينا مثقف ليس لديه رؤية وينتقد ويصُول ويجول ويُشهر بالدولة.. أحد المثقفين يرفع شعار (عيش، حرية، عدالة اجتماعية)، وحينما يقوم السيسي بإنشاء مساكن للغلابة فى حى «الأسمرات» بالقاهرة، و«غيط العنب» فى الإسكندرية، ومشروعات الإسكان الاجتماعى فى أكتوبر، ويحاول ترشيد الدعم الحكومى للمواد البترولية وليصل الدعم إلى الفقراء، يخرج علينا مهاجمًا السيسي بأنه يرفع الأسعار.. مُثقف آخر قضى عُمره كله يدّعى أنه ناصرى وقومى لدرجة أننا شعرنا بأنه (شقيق الرئيس الراحل الزعيم جمال عبدالناصر فى الرضاعة)، حينما تولى الإخوان السلطة شاركهم فى الانتخابات البرلمانية، وكان ضِمن من حصلوا على المقاعد فى البرلمان، وحينما اختلف مع الإخوان كان ضمن الداعين والداعمين لثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، وظل يمدح فى الجيش الذى استجاب لمطالب الشعب، فجأة ظهر هذا المحسوب على الناصريين، أمس الأول الجمعة، ليقود المظاهرات ضد قرار ترامب بنقل العاصمة الأمريكية إلى القدس، وظل يهتف ضد الجيش والسيسي.. كيف يستقيم ذلك؟ هل سيجد هذا المثقف المحسوب على الناصريين من يُصدقه؟ وهل هو يُصدِِِق نفسه؟ فعلًا.. مثقفون آخر زمن، المهم لديهم المعارضة فقط، يتركون كل شيء إيجابى فى مصر ويتحدثون عن أحد المخربين الذين شاركوا فى حرق «المجمع العلمى»، واعترف بذلك وتفاخر به على شاشات الفصائيات.. يا مثقفى مصر: كونوا على قدر المسئولية، شاركوا فى بناء مصر وعودة مؤسساتها قوية كما كانت، قولوا الحق ولا تخجلوا من رصد الإيجابيات، اشعروا بأن الرأي العام يفقد ثقته فيكم، ولا تعيشوا فى أبراج عالية بعيدًا عن الناس.. والأهم: لا تبتزوا السيسي!!