الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

في اليوم العالمي لـ"الإيدز".. عجمي: إفصاح المُتعايش بالفيروس عن مرضه بداية الطريق لحصوله على حقوقه.. عالم أزهري: العيش حياة كريمة حق أصيل للإنسان.. و"قس": لابد أن نتعامل معهم على أنهم أشخاص طبيعيون

اليوم العالمي لمكافحة
اليوم العالمي لمكافحة الإيدز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحتفل العالم هذه الأيام باليوم العالمي لمكافحة الإيدز، وهي مناسبة سنوية عالمية يتم إحياؤها في 1 ديسمبر من كل عام، والإيدز أو متلازمة نقص المناعة المُكتسبة، مرض يُسببه فيروس HIV، ومُنذ تسجيل أول حالة إصابة بالفيروس في عام 1981 في شاب مثلي جنسيا بكاليفورنيا بالولايات المُتحدة وحتى الآن، وهذا المرض يكتنفه الغموض ويُحيط بانتشاره المدوي الرعب، كما يعيش مرضاه على أمل أن يستيقظوا في يوم من الأيام فيجدوا علاجًا جذريًا شافيًا لهذا الفيروس، حيث تُعتبر كل الأدوية المُتاحة حتى الآن للإيدز عبارة عن عقاقير تُستخدم لاستعادة نشاط الجهاز المناعي على ألا يتوقف المُصاب بالإيدز عن تناولها مدى الحياة.

ووسائل انتقال الإيدز أصبحت معروفة ومؤكدة، على رأسها؛ الاتصال الجنسي الطبيعي أو الشاذ أو الفموي، في حالة إن كان أحد الطرفين يحمل عدوى الفيروس، وأيضًا نقل الدم والأعضاء البشرية إذا تم نقلها من إنسان يحمل العدوى، كما تُعتبر المُشاركة في الحقن والصفائح الدموية والبلازما، وكذا من خلال الآلات الحادة وآلات ثقب الأُذن وأدوات الوشم وغيرها، أحد الطُرق الأكثر شيوعًا في انتقال فيروس الإيدز من إنسان لآخر.
وبحسب تقارير عالمية، فإنه من المُرجح انتقال الإيدز من الأم الحامل، المُصابة بالفيروس، إلي المولود، بنسبة 5 إلي 15% في حالة عدم استخدامها للأدوية المضادة للفيروس أثناء الحمل، وتنخفض هذه النسبة إلي أقل من 1% مع استخدام الأم لتلك الأدوية أثناء الحمل.
وأعلنت الإدارة المركزية للشؤون الوقائية بوزارة الصحة المصرية، ضمن استعداداتها للاحتفال باليوم العالمي للإيدز، المُقرر إقامته تحت شعار؛ تعزيز خدمات الفحص المعملي وتوفير الرعاية الصحية للمصابين بالفيروس.. الصحة للجميع، أنه تم فحص ألفين و778 شخصًا مصابا بالإيدز منذ يناير وحتى سبتمبر 2017، كما أنه تم تقديم العلاج لـ 3 آلاف مريض خلال العام الجاري.
في السياق ذاته، أقامت جمعية صحتي من بيئتي للتنمية، أول أمس، الأربعاء، احتفالية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإيدز، بنادي الكشافة البحرية بالجيزة، حيث تضمنت الاحتفالية كلمة للدكتورة هبة السيد، مسئول العلاج فى البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز، وأيضًا كلمة للشيخ فؤاد عبدالعظيم، وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد، وكلمة للقس بولس سرور،  أسقف كنيسة جزيرة بدران.

وقالت أمينة عجمي، رئيس جمعية صحتي من بيئتي، إن الجمعية تحتفل سنويًا باليوم العالمي لمكافحة الإيدز، عن طريق رسائل التوعية لأطياف المجتمع المصري وأيضًا فتح المجال لعدد أكبر من الشباب لعمل التحاليل المُتخصصة بالإيدز للاطمئنان على سلامتهم.
وأضافت "عجمي" خلال كلمتها في بداية الاحتفالية؛ صحتي من بيئتي أعطت أولوية قصوى للمتعايشين بالإيدز للإفصاح عن مرضهم بما يضمن لهم الحق في تلقى الخدمة الصحية اللازمة وأيضًا الزواج والعمل وإنجاب الأطفال، فإفصاح مريض الإيدز عن مرضه بداية حقيقية للحصول على حقوقه بالقانون.
وتابعت عجمي: "تظل السيدات المصابات بفيروس HIV الإيدز، أكثر المُتضررين من عدم إفصاحهن عن إصابتهن، لأنهن في حاجة إلي رعاية خاصة أثناء الحمل والولادة القيصري، ونحن في صحتي من بيئي للتنمية استطعنا إقناع العديد منهن بالإفصاح عن مرضهن للمُستشفيات والعيادات المسئولة عن متابعتهن، بما يضمن حماية الجنين من الإصابة بالفيروس".
فيما عَرضت الدكتورة هبة السيد، مسئول العلاج فى البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز، آخر إحصاءات وزارة الصحة لمرضى ومتعايشي الإيدز في مصر، مؤكدةً أن مصر ذات مُعدل مُنخفض جدًا لانتشار الإيدز، حيث بلغ عدد المصابين التراكمي مُنذ عام 1986 وحتى نوفمبر من العام الجاري حوالى 10 آلاف و550 مصابًا، بنسبة 0،01% من المصابين بالفيروس عالميًا طبقًا لمنظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة، لافتةً بأن عدد المتعايشين مع المرض في مصر 8 آلاف و564 مصابًا طبقًا لإحصاءات 2017، بينهم 82% من الرجال، و18% من السيدات، مُشيرًا إلى أن 75% من المصابين بين 15 و50 عاما.
وأشارت "السيد" إلى أن الوزارة تقدم الدعم لبرنامج مكافحة العدوى وسلامة الدم، وتقوم بجميع الإجراءات الوقائية للعاملين في المنشآت الصحية التي تقدم الخدمات الطبية للمرضى، بالإضافة إلى تنظيم دورات للعاملين في المنشآت الصحية لتقديم الخدمة الطبية للمصابين، حيث إنه تم تدريب 77 طبيبًا وصيدليًا، وأيضًا تدريب 52 من مقدمي الخدمات الصحية على المشورة، مؤكدةً علي أن "الصحة" توفر 100% من الأدوية للمصابين المسجلين خلال 15 مركزًا متخصصًا على مستوى الجمهورية بالمجان.

وقال الشيخ فؤاد عبدالعظيم، وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد، خلال كلمته بالاحتفالية، إن حق الإنسان في عيش حياة كريمة دون وصم وتمييز يُعتبر حق أصيل في الدين، كفله الله لكل الناس علي اختلافاتهم، مُتسائلًا؛ كيف لا نكفل نحن مجموعة من المرضى في حين أن المرض من عند الله؟!، منوهًا بضرورة الاهتمام بالأطفال والشباب وتربيتهم تربية صحيحة، قوامها العلم والفهم لطبيعية الأشياء وأسبابها، دون خجل.
بينما أكد بولس سرور، رئيس أسقف كنيسة جزيرة بدران، أن الوصم والتمييز بين أفراد المجتمع غير مقبول في الديانات المُختلفة، موضحًا؛ لا يمكن لنا أن نوصم مريض الإيدز نتيجة إصابته بمرض ليس لنا يد فيه، حتى إذا كان سبب إصابته بالفيروس سلوكياته الخاطئة، فقد يطلب العفو من الرب ويغفر له، كما أن المرض لا يُفرق بين مُسلم ومسيحي أو يهودي، ويَقع جُرم كبير على من يرفض تقديم خدمة لشخص بسبب إصابته بالإيدز.
وأكمل سرور: "نعشم في الله أن يجد العلماء والأطباء تطعيمًا لفيروس نقص المناعة المُكتسب في أبحاثهم لحماية الأولاد والشباب من المرض، كما نعشم من الناس أن تتعامل مع مرضى ومتعايشين الإيدز على أنهم أشخاص طبيعيون، دون خوف، لطالما نعلم طُرق الانتقال المحدودة للفيروس".
كما تضمنت احتفالية جمعية "صحتي من بيئي" باليوم العالمي لمكافحة الإيدز عروض فنية لفرقة "الحضرة" وفرقة "فاطمة عادل" وفرقة "جوانا للفن والتنمية"، وقدم عدد من الشباب المُشاركين في الاحتفالية عروض مسرحية توضح مُعاناة مرضى الإيدز في المُجتمع المصري، بداية من عدم تقبل الأهل للمريض، مرورًا بعدم تقديم الخدمة الصحية اللازمة له في المُستشفيات والعيادات الحكومية والخاصة على حد سواء، وصولًا بمعاناة المتعايشين بالإيدز في الحصول علي فرصة عمل، وأيضًا الدور الذى يقع على عاتق المريض نفسه لمواجهة كُل تلك التحديات في المُجتمع المصري.