رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

الشيخ إسماعيل الراوي وكيل "أوقاف جنوب سيناء" في حواره لـ"البوابة نيوز": الإرهاب خطر على البشرية جمعاء.. وعناصره صاروا مسخًا لا علاقة لهم بالأديان.. وسينفجر يومًا ما في وجه صانعه

البوابة تلتقي وكيل
البوابة تلتقي وكيل وزارة أوقاف بجنوب سيناء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الشيخ إسماعيل الراوي وكيل وزارة الأوقاف بجنوب سيناء، أن الإرهاب خطر داهم ليس علي مصر وحدها ولا على امتنا العربية وحدها إنما هو خطر على أمن وسلام البشرية جمعاء.
وأضاف خلال حوراه مع "البوابة نيوز" أن العناصر الإرهابية انسلخوا من كل القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية وصاروا مسخًا لا علاقة لهم بالأديان فتارة يفجرون كنائس وتارة أخرى يفجرون مساجد وهذا أكبر دليل على أن هؤلاء الشرذمة لا دين لهم ولا وطن.
• في البداية ما خطورة الإرهاب من وجهة نظرك؟
الإرهاب خطر داهم ليس على مصر وحدها ولا على أمتنا العربية وحدها إنما هو خطر على أمن وسلام البشرية جمعاء ولابد من اصطفاف الجميع لمواجهة هذا الخطر بل هو نار تحرق حتي موقديها وسينفجر يومًا ما في وجه كل من يصنعه.
• أين تكمن خطورة الإرهاب؟
الإرهاب لا دين له ولا خلق ولا قيم ولا عهد لهم فقد انسلخوا من كل القيم الدينية والاخلاقية والانسانية وصاروا مسخا لا علاقة له بالاديان فتارة يفجرون كنائس وتارة أخرى يفجرون مساجد وهذا أكبر دليل بان هؤلاء الشرذمة لا دين لهم ولا وطن.
• ما تعليقك على من ينسب تلك الأعمال الإرهابية باسم الدين؟
إن الدين الإسلامي وكل الشرائع السماوية تنبذ الإرهاب والتطرف ويحس الإسلام على التصدي لهم وتطهير الأرض منهم لأن الإرهاب المفسد معول هدم للمجتمع ما يحتم علينا أن نقف جميعًا صفًا واحدًا في مواجهة هذا الإرهاب الأسود حتى نقتلعه من جذوره فإن الذي حدث بشمال سيناء منهم يتنافي مع كل الشرائع السماوية والأعراف الإنسانية فلم نقرأ على مر التاريخ أن ديانة من الديانات أو شريعة من الشرائع قد أمرت بقتل أو ترويع المصلين حتى وأن كان دينًا وضعيًا وعلى مر العصور لم نقرأ أن أحدًا قتل من يصلي في معبده أو يتعبد في صومعته وجاء الإسلام مؤكدًا هذا المعنى فان الرسول (صّ) كان إذا بعث قائدًا لغزوة أو جيشًا كان يقول لهم لا تقتلوا شيخًا ولا طفلاً صغيرًا ولا امرأة ويحذرنا من قتل النفس والتعدي عليها وإرهابها فيقول صلى الله عليه وسلم من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهي فإن مقاصد الشريعة الإسلامية الخمسة أولها وأعلاها المحافظة على النفس وهذا يعني تحريم القتل وتحريم الإذاء والاعتداء تحت أي ظرف من الظروف فإذا ما انحرف الإنسان عن هذه المقاصد.
وخرج عن المسار الطبيعي للحياة أصبح عضوًا فاسدًا يجي بتره لأنه يفسد ولا يصلح ذلك حكم الله لقوله تعالي "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم".
• لبعض يرى أن الاحتفال به بدعة.. ما ردك؟
من حق النبي (صّ) علينا أن نذكره في كل وقت وحين، ما كان المسلمون الأولون كانوا يعلمون علم اليقين أن عظمته وسيرته باقية إلى قيام الساعة تنبض بها القلوب وتتحرك بها العقول.
فكان الواحد فيهم رمزا ودليلا وعنوانا للإسلام، كأنه يقول لمن يراه أنا الإسلام الذي أتي به محمد (صّ) أردت أن ألفت النظر إلى ما نحن فيه ونلتمس من مولده العبرة والأسوةالحسنة ونشكوا إليه ما صار إليه حال المسلمين الآن فهو الذي جاء ليقول لنا صلوا أرحامكم وبروا آبائكم وأكرموا جيرانكم. 
وجاء ليقول المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله، وجاء ليقول أيضًا: "قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا".
وقال "ص": "من حمل السلاح علينا فليس منا"، و"سباب المسلم فسوق وقتاله كفر"، " ومن قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة" ودعانا إلى مكارم الأخلاق.
• كيف نحي ذكرى المولد النبوي الشريف؟
إذا كانت قلوبنا متشاحمة ونفوسنا متخاصمة، ماذا تنتفع من أحياء هذه الذكري إذا بقينا نتصارع ونتقاطع ويكيد بعضنا بعضًا أحد لم يشعر بأحد فقد فقدنا أنفسنا فقدنا ارتباطنا بصاحب المولد فهل هذا الذي جاء من أجله (صّ) فاليوم يخاطبنا الله عز وجل في ميلاد الرسول صلي الله عليه وسلم "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعندتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم" أربع مقامات نحتاج إلى كل حرف فيها في هذا الزمان فالاحتفال الحبيب محمد ليس سردًا لمولده والوقت الذي ولد فيه وإنما يكون السير على نهجه والتمسك بسنته وأخلاقه ورحمته "صّ". 
• كثر الحديث في الآونة الأخيرة على حتمية تجديد الخطاب الديني.. ما أهمية ذلك من وجهة نظرك؟
الخطاب الديني في الوقت الراهن من حيث مضمونه ومحتواه يعتبر قضية مهمة من أجل المساهمة في تشكيل وعي المجتمع دينيا والفهم للاسلام من ينابيعه من رجل الدين الذين يحسنون عرض الفكر الإسلامي السمح ويصيغونه صياغة جيدة لإيجاد جيل فاهم ومراعاة واقع الحياة وتجديد الخطاب الديني بين دقة الفهم وتصحيح المفاهيم مما لا شك فيه أن الإقدام على التجديد في القضايا الفقهية والنظر في المستجدات العصرية وفي بعض القضايا القابلة للاجتهاد يحتاج إلى رؤية ودراية وفهم عميق وحسن تقدير للأمور في آن واحد.
فمجال الاجتهاد هو كل حكم شرعي ليس فيه دليل قطعي فإننا نؤمن بالرأي والرأي الآخر وبامكانية تعدد الصواب في بعض القضايا الخلافية في ضوء تعدد ظروف الفتوى أما الخطاب الذي نتحدث عنه ينبغي ألا يتغير في أصوله وأسسه التي ينبني عليها من عقائد وعبادات وقيم وتشريعات.
• ما الذي يجب أن يتجدد إذن؟ 
الذي ينبغي أن يتغير هو أسلوب الخطاب ليواكب اختلاف الأزمان والأمكنة ويراعي حال المخاطبين من قوة أو ضعف من علم وأمية من حضر وبادية من مجتمع مثقف لمجتمع جاهل فالرسول يقول إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها فالتجديد ليس تجديدًا للدين كما يفهمه البعض أو تجديدًا لقواعد الدين ومبادئه ولكنه تجديد في الفكر فالفكر يتغير والحياة تجدد وتتطور.