الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة ستار

بعد كليب "موسم صيد الغزلان".. "البوابة ستار" ترصد الأعمال الفنية التي جسدت "مريم"

 الفنانة شرين رضا
الفنانة شرين رضا تجسد شخصية البتول فى موسم صيد الغزلان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ظهرت العذراء فى كليب «موسم صيد الغزلان» فوق أحد البنايات، وهو ما يرمز لعلو شأنها عن باقى شخوص الكليب، وبالرغم من هذا الظهور المميز الذى يخلو من أى إهانة أو تقليل من أم النور وسيدة نساء العالمين، إلا أن البعض رأى أن كلمات الأغنية لا تتسق مع ظهور العذراء وترديدها لهذه الكلمات، غير أن كلمات الأغنية ككل تخلو من أى إهانة أو تقليل، حيث بدأت كلمات الأغنية معبرة عن عدم الاستسلام أمام الأزمات أو فتور المشاعر «أنا مش من النوع اللى بستسلم وأدوب، ممكن أقرب حبة وأرجع تانى وأتوب، بهرب من الناس ومن نفسى ساعات، وأستحمل إحساس الضياع بين الدروب»، أى أن الأغنية تخبرنا منذ البداية أن هناك نوعا من فتور المشاعر التى تحدث للإنسان سواء على المستوى الدينى أو غيره، غير أن هذا لا يدفعنا للاستسلام بل لمحاربة هذه المشاعر التى شبهها الكليب بمشروب القهوة البارد الذى يفقد مذاقه وقيمته عندما يقدم ويبرد، وقد كان لهذا الجزء من الأغنية الذى تم ترديده على لسان العذراء فى الكليب الأثر الكبير فى إثارة هذه الضجة من قبل بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعى من المسيحيين، غير أنه بالنظر بشكل فنى ونقدى للكليب وكلماته ككل، نجد أن هذا يخلو من أى إهانة أو تقليل للعذراء مريم أو للديانة المسيحية، فهذه الكلمات وهذه الشخصيات ظهرت معبرة عن حالة الرواية «موسم صيد الغزلان»، وما تتناوله من موضوعات، وبتجنيب الرواية وتقييم الكليب بشكل منفصل، نجد أيضًا أنه يخلو من أى إهانة، بل جاء معبرًا عن حالة التوهان أو التردد الذى يقع فيه أى إنسان حتى يستطيع أن يصل لليقين من وجهة نظره. 


وبالنظر لغضبة المسلمين من تجسيد العذراء، نجد أن هناك انقساما بين مشايخ الإسلام بين قبول ورفض تجسيد الشخصيات الدينية، بين معارض يرى أن هذا تقليل من شأن هذه الشخصيات المقدسة، ومؤيد يرى أنه لا يوجد إهانة ولا تقليل، بل إن هذه الأعمال تكون مفيدة للجمهور، لما للفن ومتعة المشاهدة من تأثير وجدانى ونفسى عال. 


وعلى النقيض فى المسيحية لا يوجد أى غضاضة أو رفض لظهور الشخصيات الدينية المسيحية، بداية من السيد المسيح، الذى تم تقديم أعمال فنية كثيرة عن حياته وتجسيده، مرورًا بالعذراء مريم ووصولًا إلى كل قديسى المسيحية، خاصة أن فن التمثيل قد ظهر من داخل العبادات الدينية، بداية من العبادات الوثنية، ومرورا بالديانة المسيحية التى اعتادت منذ القدم على تقديم مسرحيات دينية داخل الكنائس، توضح حياة السيد المسيح منذ ولادته حتى صعوده، إلى جانب ظهور باقى الشخصيات الدينية دون أدنى مشكلة.
وفى العصر الحديث ومع انتشار السينما والتليفزيون تم تقديم الكثير من الأعمال الفنية التى جسدت العذراء مريم من خلال الأعمال التى تناولت حياة السيد المسيح، بل والأعمال التى قدمت حياة السيدة العذراء نفسها منذ ولادتها حتى رفع جسدها إلى السماء، حسب المعتقد المسيحي، ومن هذه الأعمال فيلم «يسوع، ١٢ ساعة المسيح، حياة وآلام السيد المسيح، قصة حياة العذراء مريم» إلى جانب بعض الأعمال التى تناولت حياة القديسين الذين ظهرت لهم العذراء مريم فى حياتهم، وتم تجسيد ذلك وتقديمه فى هذه الأعمال.
كما قامت مجموعة من الفنانين المصريين بعمل شريط دوبلاج «نسخة صوت» لفيلم «آلام المسيح»، وتم عرضه داخل مصر فى ثلاثينيات القرن الماضى بعد أن قام الدكتور طه حسين بمراجعة المادة الحوارية التى قام بكتابتها الأب أنطون عبيد، وشارك فيه من الفنانين «توفيق الدقن، سعد أردش، إستفان روستى»، كما قامت الفنانة عزيزة حلمى بدور السيدة العذراء. كما قامت الكنيسة المصرية بتقديم عملين عن حياة السيدة العذراء، وهما «حياة العذراء مريم، أم النور» وكما قدمت فيلم «القديسين يواقيم وحنة»، وهما والدى السيدة العذراء، وقد ظهرت أيضًا العذراء من خلال هذا العمل، إلى جانب الأفلام التى قدمت حياة مريم المجدلية، وحياة تلاميذ السيد المسيح «الحوارين»، وهى جميعها جسدت العذراء بطبيعة وجودها فى حياة وواقع هذه الشخصيات الدينية. 
ومن هذا يتضح أن هذه الضجة الإعلامية غير مبررة لعدم وجود إهانة لأى من الرموز الدينية، وعليه فلنترك الإبداع الفنى يُقدم ما يريد، ونرد عليه بإبداع فنى آخر دون العودة لمحاكم التفتيش أو البحث فى نوايا البشر، حيث إن المجتمع سيرفض أى إهانة لأى رموز سواء دينية أو سياسية أو تاريخية، لكن فى حالة أن تكون هناك إهانة فعلية وليست إهانة متخيلة.