يغزل شباكه من خيوط الحرير لتحمل ملوحة المياه
تعتمد المحافظات الساحلية على البحر وما به من خيرات ولصيد السمك مراحل كثيرة لا يتقنها إلا أصحاب المهنة تبدأ من غزل شباك الصيد، وهي عبارة عن مجموعة من الألياف المنسوجة على شكل شبكة، وكانت تصنع هذه الألياف من الأعشاب والكتان قديمًا، ومع التطور أصبحت من الحرير، تلك الحرفة التي تتوارثها الأجيال كانت لازمة للتعلم لكل صياد يبدأ عمله لكن مع تطور الصناعة ودخول الغزل المصنوع آليا تقلصت أعداد محترفى «ترقيع الغزل»، إلا في منطقة البهتيني في طريق البلاجات وهي منطقة يعمل معظم سكانها في صيد الأسماك، هناك تجد محترفي الغزالين وخلال أسبوع واحد «هتستلم شبكتك»، وبالبحث عن أمهر غازل لشباك الصيد نصحنا أبناء المنطقة بلقاء الريس محمد حسني، أقدم غازل لشباك الصيد، والذي يعمل بالمهنة منذ ٤٥ سنة جاء من المطرية وتعلم منه المهنة حتى وصل إلى حد الإتقان.
يقول الريس محمد: «إن غزل شباك الصيد من المهن العريقة التي تحتاج إلى الصبر والتحمل ويتم توريثها من جيل إلى آخر، والتي لا يمكن الاستغناء عنها، فهي مصدر للرزق لنا ولأبنائنا، في ظل غياب فرص العمل وتفشى البطالة».
مشيرًا إلى أنه يتم غزل شباك الصيد من خيوط حرير باللون البني لتستطيع تحمل ملوحة المياه وتقاوم الحجارة في قاع البحر وتكون «عيونها» ضيقة، وتستخدم هذه النوعية في صيد الجمبري يتم استيرادها من إسبانيا واليابان أو فنلندا، وأول من صنع شباك الصيد هم الإسبانيون ثم اليونانيون وأوضح أنه يتم شراء شباك الصيد على هيئة كتل بحيث يبدأ وزن الكتلة الواحدة منها من ١٠ كيلو جرامات ثم يتم تفصيلها حسب احتياجات الصياد بمقاسات مختلفة بشرط عدم غزل شباك بمقاس ٩ مل لأنه مجرم بسبب صيد الزريعة والقضاء على الثروة السمكية ونحن أيضًا حريصون على ذلك للحفاظ على قوتنا، ولهذا يتم صنع الشباك بمقاسات من ١١ مل وحتى ١٣ مل، ويضيف الريس محمد حسني، أن الصيادين يبدأون في التوافد إلى ساحة فضاء خلف طريق البلاجات يوميا منذ الساعة الخامسة فجرا لغزل الشباك وتستمر أعمالهم حتى الظهر يبلغ طول الشباك من ١٨ مترا حتى ٢٣ مترًا والعرض من ٢٨ مترًا حتى ٢١ مترًا، وتتم إضافة الفلين لتعويم الشباك، وأشار إلى أن تكلفة صناعة الشباك تعد باهظة كثيرًا، نظرًا لارتفاع أسعار الخيوط الحريرية المستخدمة والمواد الخام الخاصة.
وأكدا أن موسم صيد السمك يبدأ من شهر يوليو وحتى نهاية نوفمبر وقناة السويس الجديدة كانت فاتحة خير علينا.
