سيطرت أزمة الفنانة شيرين عبدالوهاب على الوسط الفني خلال الساعات الماضية، حيث أساءت لنهر النيل بحفلها في إمارة الشارقة بدولة الإمارات، عندما طلبت منها أحد الحضور أن تغني "ماشربتش من نيلها" وردت عليها شيرين مازحة "هيجيلك بلهارسيا" ما اعتبره المصريون إساءة لنهر النيل وإساءة لمصر.
وهاجمها كثير من الفنانين والإعلاميين والمثقفين بخلاف النشطاء على مواقع التواصل المختلفة، إلا أنها سرعان ما نشرت بيانًا تقدمت خلاله بالاعتذار وقالت إنها لم تكن تقصد أي إساءة لمصر وأنها تتعامل بعفوية شديدة وكأنها طفلة صغيرة ما جعل الفنانين يتحولون من مهاجمتها إلى الوقوف بجانبها ومساندتها في أزمتها.
وكان من أوائل الفنانين الذين هاجموها المطرب والملحن عمرو مصطفى، حيث طالب بالبحث عن صوت مصري أصيل يستحق أن يغني أغنية "مشربتش من نيلها" بدلًا من شيرين عبدالوهاب.
وكتب مصطفى عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" قائلا: "أخلاقي لن تسمح بأي شكل من الأشكال بالرد لسبب واحد إني كنت طرف في مشكلة مع المذكورة".
وتابع: "من وجهة نظري ينبغي أن تقتصر العقوبة على منعها من الغناء فقط من جانب النقابة ولكن تمنع الأغنية بصوتها والبحث عن (صوت مصرية) تستحق شرف الغناء لبلدها".
وسرعان ما تغير قرار المطرب والملحن عمرو مصطفى في مهاجمة شيرين بعد نشرها للاعتذار حيث عبر عن تعاطفه معها بعد قراءة الاعتذار الذي نشرته على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".
وأضاف مصطفى أنه كان ينوي أن يهاجمها بحدة بعد انتشار مقطع الفيديو الذي سبب الأزمة وكتب تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر" هاجمها فيه، إلا أنه تعاطف معها بعد الهجوم الشديد من الجميع وهو يرفض أن يشارك في الهجوم على أي شخص وقت شدته.
وأردف قائلًا: "لكن مش هاشتغل معاها تاني مستقبلا"، بالرغم من أنه يعتقد أن شخصًا ما احتفظ بمقطع الفيديو وتعمد نشره الآن لكن هذا لا يبرر فداحة الخطأ الذي ارتكبته شيرين.
وأضاف "عمرو" أن كثيرًا من المطربين المصريين ينقصهم الانتماء والوطنية ولا يضعون الأولوية لتسخير فنهم في خدمة بلادهم، على العكس المطربين العرب على سبيل المثال الفنان حسين الجسمي والمطرب الشاب خالد، متابعًا: "والشهادة لله شيرين أول ما قولتلها على أغنية الشهداء مترددتش، ديه شهادة حق".
ومن ضمن الفنانين الذين ساندوا شيرين في أزمتها كانت الفنانة غادة عبدالرازق وجاء ذلك من خلال تعليقها على بيان الاعتذار حيث أعادت نشر بيان اعتذار شيرين عبد الوهاب عبر حسابها بموقع "انستجرام" وقالت عنها: "فنانة جميلة ومحترمة ومتأكدين أنك تحبي مصر مثل النفس الذي يخرج منك"، وأكدت غادة أنها تصدق المطربة فيما تقوله في بيانها.
كما ساندها أيضًا الإعلامي عمرو أديب في برنامج كل يوم على فضائية "أون أي"، حيث قال إن المعركة كبيرة ضد شيرين، مؤكدًا أن الجميع عرضة للخطأ، وأثنى عليها ووصفها بالصوت الجميل والعظيم، ولكنه قال أيضًا إن شيرين بحاجة أن تتعلم بالتفكير قبل إطلاق كلامها.
وتابع أنه تعرض للتهديد بعدم الدفاع عن شيرين في أزمتها، مؤكدًا أنه لا يمكن أن يدافع عن حاجة خطأ وأنه ليس مع ما قامت به الفنانة، واستنكر من يدعون لمعاقبة شيرين مؤكدًا أن مصر لا تهتز ولا تسقط من خلال "الشتيمة" فهي.
ووجهت أيضًا الإعلامية وفاء الكيلاني، صفعة نارية، علي وجه المتربصين بالمطربة شيرين عبد الوهاب، عقب قرار وقفها رسميًا عن الغناء.
وقالت الكيلاني بـ"عتذار لشيرين" أعتقد أن الموقف انتهى، معلقة: "بلاش نسن السكاكين"، في إشارة منها إلى اعتذار شيرين عن الموقف غير المقصود، وتصعيد من وصفتهم بالمتربصين.
وتابعت عبر حسابها الشخصي على "انستجرام"، قائلة: "كل حد معرض إنه يغلط، واللي يعرف طيبة وبساطة بنت مصر شيرين يعرف إنها ماكانتش تقصد، الست اعترفت إنها غلطت واعتذرت، فبلاش نسن السكاكين لبعض ونشكك في وطنيتها وحبها لبلدها".
لكن وقف الفنان هاني شاكر نقيب المهن الموسيقية للفنانة شيرين بالمرصاد ولم يقبل اعتذارها حيث أكد في تصريحات تليفزيونية، أن ما قالته شيرين لا يصح أن يقال أمام الجمهور، معلقًا على اعتذارها قائلًا: "الاعتذار اللي عملته أنا مليش علاقة بيه".
وشدد على ضرورة مثولها للتحقيق أمام الشئون القانونية بالنقابة لاتخاذ الإجراء المناسب معها، خاصة أن الاعتذار لن يوقف أي قرار صدر.
واعتبر نقيب الموسيقيين أن ما قامت به شيرين هو جرم كبير، لأنها أخطأت في حق بلد وليس في حق شخص هذه المرة، مشيرًا إلى كونه غضب مما حدث في تونس من شيرين عبدالوهاب، بعدما أساءت إلى الدولة الشقيقة وهو أمر لم يكن مقبولًا.
وعبر شاكر عن اندهاشه من تصرفات شيرين عبدالوهاب، قائلا: "هتمشي في الشارع وسط الناس إزاي".
