السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

من يقرأ؟! .. ومن يستفيد؟!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سلبيات كثيرة نلمسها جميعا كمتخصصين ورواد لشبكة الإنترنت لمنظومة العمل بالمواقع الإخبارية المصرية المنتشرة على هذه الشبكة، والتي تمثل في كثير منها خروجًا على المهنية والأخلاقيات، كما تمثل كسرًا لقواعد وقيم العمل الإخباري المتعارف عليها علميًا وعمليًا، وتجعل من بعضها مجرد دكاكين أو مواقع "بير السلم" لا تمت للعمل المهني بصلة..
بعض هذه المواقع تفتقد للإعلامي المؤهل الذي يجيد الكتابة ولديه القدرة على استقاء الخبر والتأكد من صحته وإذا وجدت مثل هذا الإعلامي فإنه يعمل في بيئة غير مستقرة وغير واعية بأبعاد العمل الإخباري الحقيقي بالإضافة إلى استغلال طاقاته واستنفاذها دون مقابل أو عائد حقيقي، والبعض الآخر من المواقع تهدف إلى الإثارة الرخيصة بهدف الجذب وتحقيق معدل استخدام كبير لها كما تسعي دائما للسبق على حساب صحة ودقة الخبر أو المعلومة، والبعض الآخر ينشر معلومات خاطئة وأخبار ملونة محرفة، البعض أيضًا له أهدافه ومصالحة التي تنعكس على المضمون المقدم.. القليل من هذه المواقع هو من يمارس العمل بشكل مهني أخلاقي ويقدم مضمونًا يحترم عقل القارئ له.
هذا ما يجعلنا نتطلع لخبير يكتب عن هذه الصناعة وهذه الوسائل الإعلامية الجديدة التي جذبت - بطبيعة متغيرات العصر والتكنولوجيا - رواد الإنترنت وأصبح لها قاعدة وشعبية، هذه الوسائل التي تحتاج إلى وقفة وإلى إعادة نظر في أهدافها وإطارها التنظيمي والفني في العمل وما حققته من هذه الأهداف تحتاج إلى خبير يرشدها ويكتب كيف يمكن إدارتها بشكل إعلامي صحيح.. خبير يكتب كيف يمكن إنشاء وإقامة وتنظيم مثل هذه الكيانات حتى تحقق أهدافها بشكل مهني أخلاقي.. هذا ما وجدته أخيرًا على مكتبي في كتاب عليه إهداء من مؤلفه الأستاذ علي التركي، مدير تحرير صحيفة "البوابة"، الكتاب بعنوان "صناعة المواقع الأخبارية: طريقك إلى الاحتراف".
أهمية هذا الكتاب لا تنبع فقط من موضوعه المهم، بل أيضًا من إمكانات كاتبه التي تجمع بين الخبرة العملية والإطار العلمي، فهو دارس للإعلام يعي قيمة الكلمة وأهميتها بالإضافة لخبرته لسنوات طويلة في مجال العمل بالمواقع الإخبارية.. الكتاب يقدم خلاصة خبرة الكاتب في هذا المجال وهي خبرة تجمع بين القواعد والأسس العلمية وبين الخبرة العملية الفعلية في المجال.
الكتاب يتناول المراحل المتتابعة والمتتالية علميا لإنشاء هذه الكيانات من المواقع الاخبارية، ويقدم لهم روشتة النجاح ومفاتيح العمل المهني الفاعل والطريق إلى الإقناع والتأثير؛ حيث يتناول بالتفصيل شرحًا لكل الجوانب الإدارية والتحريرية والتسويقية.. الكاتب بالإضافة إلى خبرته الواضحة في كل هذه الجوانب استعان بعدد كبير من الكتب كمراجع لمادته العلمية حتى تكون معلوماته موثقة وفي إطارها العلمي الصحيح.
هذا الكتاب الذي بذل فيه كاتبه جهدًا كبيرًا والذي يعد إضافة في هذا المجال يجعلنا نتساءل بعد أن ابتعد كثير من الشباب عن قراءة الكتب المفيدة التي تساهم في تشكيل عقله ووجدانه، كيف يمكن أن نعيده إلى هذا المسار الثقافي المهم، نتساءل أيضا حول من يتصدون لإنشاء مثل هذه المواقع الإخبارية هل يقرأون؟!، هل يستعينون بمثل هذه الكتب التي توضح لهم خارطة النجاح في عملهم؟! .. يجعلنا نتساءل: من يقرأ؟! .. ومن يستفيد؟!