رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"دواعش خراسان".. وحش يهدد روسيا

تنظيم داعش الإرهابي
تنظيم داعش الإرهابي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استبقى أنصار السلفية الجهادية في روسيا ذويهم في شتى أنحاء أوروبا في السفر إلى سوريا والعراق، حيث معاقل تنظيم «داعش» الإرهابي، وكذلك تصدرت روسيا دول العالم في عدد مواطنيها الذين وصلوا إلى الموصل والرقة، لتسبق بذلك الذاهبين من دول العربية والإسلامية.
وبحسب تقارير رسمية، أشارت إلى أن عدد المقاتلين الروس في صفوف التنظيم وصل إلى ٣٤١٧، مقارنة مع ٢٤٠٠ وفق تقديرات مراكز متخصصة تتابع هذه المسائل، من ضمنها تقرير سابق أصدرته «صوفان جروب»، وهي شركة استشارية في مجال الاستخبارات الأمنية مقرها العاصمة الأمريكية واشنطن.
وعقب خسائر «داعش» لمعاقله الرئيسية في سوريا والعراق، أبدى مراقبون تخوفاتهم مما سيحمله مقاتلو تنظيم داعش العائدون من سوريا والعراق لروسيا، في ظل إعلان تقارير كثيرة حذرت من عودتهم، واحتمالية احتفاظ بعض بأيديولوجيته وبقائهم خلايا نائمة، تنتظر تعليمات للقيام بعمليات إرهابية جديدة تحقيقًا لما عرف عنهم بـ «الذئاب المنفردة».
«الذئاب المنفردة» هي الاستراتيجية التي تحولت لأداة رعب للمجتمع الدولي ككل، فقد اتفق الجميع على خطورتها الشديدة وتهديدها لأمن واستقرار الدول، وهى الظاهرة التي لم تقتصر داخل روسيا على تيارات الإسلام السياسي فقط، فمع بزوغ لفظ «الذئاب المنفردة» التي استغلتها التنظيمات الإرهابية لتنفيذ مخططاتها مع الألفية الجديدة، تزامنًا مع تصاعد تيارات الإسلام السياسي، بل توجد داخل روسيا العديد من التنظيمات التي قد تستغل «الذئاب المنفردة» لتحقيق أهدافها مثل حركات التحرر الوطني في دول العالم، حيث لجأت تلك الحركات إلى تنفيذ عمليات إرهابية باختلاف الزمان والمكان، وكانت روسيا من أبرز الدول التي كانت حاضنة لتلك الذئاب المنفردة منذ عام ١٨٤٨، حيث أطلقت عليها حينها «الحركات الفوضوية الفردية»، أما الظهور الثاني وكان مصاحبًا لحركات التحرر ضد الاستعمار، التي تلت الحرب العالمية الأولى، إضافة إلى ظهور الذئاب المنفردة مع ظهور الحركات اليسارية في بداية ستينيات القرن الماضي.
وفي ظل تهديدات تنظيم «داعش» بشن هجمات في روسيا «خلال وقت قريب جدا»، وفق ما نشر عما يسمى «القسم الإعلامي» التابع لـ «داعش» في مقطع فيديو باللغة الروسية، يتضمن تهديدات لروسيا، وتأتي التهديدات بعدما كان التنظيم قد دعا في وقت سابق إلى شن هجمات على روسيا والولايات المتحدة، ردا على قصف مسلحيه، تعيش روسيا الاتحادية حالة من الهلع خشية تحركات «الذئاب المنفردة» لتنفيذ تهديدات «داعش» من ناحية، ومما قد تقوم على تنفيذه ولاية خراسان التابعة لـ «داعش» من أعمال إرهابية من ناحية أخرى.
ونشأت ولاية خراسان بوصفها فرعًا لتنظيم «داعش» في أفغانستان في بداية ٢٠١٥، حيث تشكَّلت نواتها الأولى من المنشقين عن حركة طالبان بشقيها؛ الباكستاني والأفغاني، وأغلب من انضم إليها هم من حملة النهج السلفي المتشدد، بهدف محاربة كل حكومات المنطقة، لأنها كافرة بحسب منهجها المتطرف، ومن ضمنها روسيا التي تعد الدولة الأقرب لها والأكثر عداوة، وقد تتمكن من جمع الشباب المتشدد حولها، كأداة لبثّ الاضطرابات في المنطقة، لا سيما أن تمدده قد يخدم أجندات قوى بعينها، وهو التيار المعروف عنه إسرافه في القتل وتشدده في التعامل مع المخالفين والآخر.
والجدير بالذكر أن خطورة الذئاب المنفردة تكمن في لجوء التنظيم الإرهابي إلى عدة أساليب لتجنيد ذئابه المنفردة من الأفراد المحبين للعنف وفي مقدمة تلك الأساليب، التجنيد عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تتم متابعة الشخص الذي لديه استعداد والاندفاع الديني ويفتقر إلى الخبرة الدينية، لتتم دعوته من أجل التجنيد من قبل أحد قيادات التنظيم دعوة مباشرة، كما يوجد نوع من الذئاب المنفردة يعتمد على التجنيد الذاتي، الذي يعتمد على القيام بعمليات إرهابية لا تتصل بأي جهة، ولا يعرف آلية الاتصال، وليست لديه القدرة للوصول إلى قيادات التنظيم ويخشى استعمال وسائل التواصل الاجتماعي، خوفا من أن تكون طعمًا من قبل الأجهزة الاستخبارية، ويخشى الاتصال بأشخاص داخل المساجد لاعتقاده بأنهم منافقون والكثير منهم يعمل لصالح أجهزة الأمن.