الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

"ألمانيا".. المقر الأول لنشاط الجماعة "المشبوه"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعتبر ألمانيا البلد الأول أوروبيا الذي اتخذه الإخوان مقرا لنشاطاتهم حتى إن ميونخ كانت توصف في فترة من الفترات بأنها عاصمة التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، حول العالم، فوجود الإخوان داخل ألمانيا له تاريخ طويل، وقد كانت البداية على يد سعيد رمضان، وكان سكرتيرًا شخصيًا لمؤسس الجماعة، حسن البنا، وقد رحل إلى جنيف في عام 1958، ثم انتقل إلى ألمانيا وأسس فيها التجمع الإسلامي الذي أصبح فيما بعد واحدة من المنظمات الإسلامية الثلاث الكبرى هناك، والتي تولاها "رمضان" بنفسه من 1958 إلى 1968.
وقد خلفه على غالب همت، في رئاسة التجمع الإسلامي في ألمانيا، وهو رجل أعمال سوري يحمل الجنسية الإيطالية، وخلال إدارته الطويلة للتجمع 1973- 2002 تنقل خلالها بين دول اوروبا الغربية.
وقد اختار الفرع المصري للإخوان ميونيخ، بينما اختار الفرع السوري آخن، وهى مدينة ألمانية تقع قرب الحدود الهولندية، لتكون مقرًا له، وفي عام 1994، اتحدت تسع عشرة منظمة، بما فيها التجمع الإسلامي والمركز الإسلامي في ميونيخ، والمركز الإسلامي في آخن، لتكون تحت مظلة واحدة وهو المجلس الإسلامي في ألمانيا، ومن الجدير بالذكر أن حوالي نصف تلك المنظمات تتبع جماعة الإخوان بحسب قول المتابعين.
وقد سعوا أيضًا إلى توحيد ممثليهم المتعددين في أوربا، فأنشأوا خلال الأعوام العشرين السابقة سلسلة من المنظمات في كل أوربا، مثل اتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا، حيث يمكن لممثلين من المنظمات القومية أن يلتقوا ويخططوا لمبادراتهم، وربما كان أكبر ارتباط لتنظيم الإخوان عبر أوربا كلها هو ارتباطهم مع منظمتهم الشبابية، كما حدث مع التجمع الإسلامي في ألمانيا، ففي 1996 ضمّت منظمات شبابية من السويد وفرنسا وإنجلترا نشاطاتها إلى اتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا، لإنشاء منظمة شبابية أوربية إسلامية، وقد اتحد خمسة وثلاثون ممثلًا من أحد عشر بلدًا في مدينة لستر، وأطلقوا رسميًا عليها اتحاد المنظمات الشبابية والطلابية الإسلامية في أوربا، ومقره الآن في العاصمة البلجيكية، بروكسل.
وقد زادت هجرة الإخوان بشكل ملحوظ إلى الأراضي الألمانية في أعقاب سقوط نظام حكم الجماعة في مصر، عام 2013، ويستفيد الكثير من المهاجرين الإخوان مما تقدمه المؤسسات الإسلامية من دعم مالي وسياسي.
ومن المعروف تاريخيا أن ألمانيا الغربية هي الدولة الأوروبية الوحيدة، التي استقبلت كوادر جماعة الإخوان الفارين من مصر وسوريا ردا على النظام المصري الذي أقام علاقات وثيقة مع ألمانيا الشرقية التابعة للكتلة السوفيتية، فقد قَدِم أعضاء الجماعة والمتعاطفون معهم في أفواج متتالية في ستينيات القرن الماضي إلى ألمانيا، وأسسوا شبكة واسعة من الجمعيات الخيرية والمنظمات، وهو ما يفسر قوة الإخوان وانتشارهم هناك، مقارنة بأي مكان آخر في أوروبا، الأمر الذي دفع بجميع التنظيمات الإسلامية في البلدان الأوربية الأخرى إلى أن تحتذى بنظيراتها الألمانية ؛ لما لها من مكانة ذات أهمية كبرى في أوروبا الغربية.