الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

درس قاس للجيش الإسرائيلي في معركة السويس.. القوات المسلحة تكبد العدو 180 قتيلًا.. و"أديب يهودي": الرب يشيح بوجهه عنا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في صباح 25 أكتوبر أصدر الجنرال "أدان" لقواته أمرًا بالانسحاب خارج السويس وتسلمت إسرائيل جثث 180 قتيلا من قواتها بعد فض الاشتباك.
اهتمت وسائل الإعلام الإسرائيلية التى تناولت حرب أكتوبر 1973 بمعركة السويس التي دارت رحاها يوم 24 أكتوبر، باعتبارها آخر المعارك الكبرى في تلك الحرب المجيدة.
وقالت إن محاولة اقتحام المدينة فى ذلكً اليوم كان عملا عبثيا وخطيئة مميتة، إن دلت على شيء، فتدل على رعونة القادة الإسرائيليين الذين غابت عنهم قوة الجيش المصري، الذي تغيرت تدريباته العتيقة التي كانت في يوليو1967، والتي وقعت تحت الخدعة الكبرى التي دبرتها أمريكا باستخدام وسائل الحرب الإلكترونية التي شلت عمليات الاتصال بالشوشرة التي استخدمتها سفينة الإعاقة ليبرتي، والتي شجعت القوات الإسرائيلية وساندتها في العمليات ضد الجيش المصري آنذاك.
جاءت أخبار وسائل الإعلام الإسرائيلية في منتصف ليلة 24 أكتوبر، حينما اندفعت القوات الإسرائيلية تجاه الجنوب، بعد أن أكملت في ظل وقف إطلاق النار حلقة الحصار حول مدينة السويس، حيث كان هدف القيادة الإسرائيلية هو القضاء على وحدات الفرقة السادسة مشاة ميكانيكي التى اشتركت في المعارك التعطيلية ضد قوات الجنرال إبراهام أدان المتقدمة من الدفرسوار شمال البحيرات المرة على المحور الموازي لقناة السويس، والمؤدي إلى طريق المعاهدة إلى مدخل السويس عن طريق منطقة المثلث.
ولم تعلم القيادة الإسرائيلية أن منطقة المثلث قد عششت فيها كمائن اللواء الخامس مشاة وسرية الصاعقة، مكونة من قوة انتحارية لتدمير القوات الإسرائيلية إذا حاولت دخول المدينة.
وكان الجنرال إبراهام أدان قائد الفرقة المدرعة الإسرائيلية التي تحاصر السويس قد تلقى رسالة السلكية من الجنرال جوتين قائد القيادة الجنوبية، يسأله فيها إذا كان في إمكانه احتلال السويس خلال ساعتين ونصف الساعة، وهي الفترة بين طلوع الفجر في الساعة الرابعة والنصف وموعد السريان الثاني لوقف إطلاق النار في الساعة السابعة صباحًا.
وعقب ذلك الاتصال أصدر الجنرال أدان أمرًا إلى قواته بالهجوم على مدينة السويس صباح 24 أكتوبر على أن يقوم جابي بدخول المدينة من اتجاهين،هما الغربي على طريق "القاهرة/السويس" والجنوبي الغربي على طريق "الزيتية/السويس"، وقد قوبلت القوتان بقصف من، المدفعية.
وكان القصف شديدًا جدا لدرجة أنها كبدت قوات جابي خسائر فادحة أوقفته عن دخول المدينة من جهة الغرب والزيتية، وبينما كانت دبابات اللواء المدرع تقترب من مباني منطقة المثلث، فوجئت عند دخولها الشارع الرئيسي بحشد نيراني كثيف ينطلق على كتيبة المظلات المدعمة لها.
وتم قتل معظم أفرادها و20 قائد دبابة من قادتها الـ24، وفر عدد من أفراد المظلات ليختبئوا في الأبنية، لكنهم قتلوا برشاشات بعض الكمائن، ولكن العقيد جابى كان قد تمكن من سحب بعض من قواته التي دخلت المدينة من ناحية الطريق الجنوبي الساحلي تحت ستر الظالم.
في صباح يوم 25 أكتوبر أصدر الجنرال أدان أمرًا إلى قواته بالانسحاب في الحال إلى خارج المدينة حتى لا يزداد حجم الكارثة، حيث تسلمت إسرائيل جثة 180 قتيلا من قواتها بعد فض الاشتباك عن طريق الصليب الأحمر، وهكذا كانت نهاية إسرائيل التي فشلت في محاولة تدنيس أرض مدينة السويس واحتلالها، وذلك بفضل بطولات رجال الجيش الثالث الميدانيً الذين أعطوها درسا لن تنساه، فعاد أفراد قواتها يجرون ذيول الخيبة والهزيمة بعدما كانوا يقولون إنهم الجيش الذى لا يقهر، لكن "وما النصر إلا من عند الله العزيز القدير".
كما فشلوا بفضل قطاع الجيش الثاني الميداني الذي تولى قيادته اللواء أح عبد المنعم خليل في 16 أكتوبر 1973 بعد ثغرة الدفرسوار، حيث استخدموا قواتهم الجوية فى قصف حائط الصواريخ المصرية الذى أفقدهم توازنهم بإسقاط العديد من طائراتهم، فعادوا.
وصدرت لهم الأوامر بعدم اقتراب الطائرات الإسرائيلية لمسافة الجسر15 كيلو مترًا من القناة لحين وصول الجوى الأمريكي الذى كان يحمل المئات من الدبابات الأمريكية الحديثة بأطقمها المدربة ليتيح للقوات الإسرائيلية تدمير قواعد الصواريخ المصرية غرب القناة، حتى تتاح الفرصة للطيران الإسرائيلي بمعاونة القوات البرية الإسرائيلية في التوغل بمسرح العمليات لتحقيق أهدافهم الفاشلة. 
وكانت القوات المصرية قد سحقت فى هذه الحرب الجيش الإسرائيلي وأنزلت به هزيمة كبرى زلزلت كيانه وأفقدته صوابه وتوازنه وأركانه برغم المعونات الكبيرة التي قدمتها أمريكا له، وهذا ما سجلته فصول كتاب "جوناثان إيتكن" عن سيرة حياة الرئيس الأمريكي الأسبق أيام حرب أكتوبر -ريتشارد نيكسون، والتى تتضمن بشكل تفصيلي حالة الرعب والقلق التي سيطرت على الرئيس، حيث كان يصدر أوامره إلى قائد سلاح الطيران الأمريكي بأن يقوم عبر جسر جوى بنقل أعداد من الدبابات الجديدة إلى ميدان القتال في سيناء عوضا عن التي فقدتها إسرائيل فى الحرب أمام المصريين.
وكان يصيح في قائد طيرانه "أرسل إلى هناك فورا كل شيء يطير"، وكانت معظم صفحات ذلك الكتاب عن حرب أكتوبر، ونحن بعد 44 سنة من الحرب المجيدة، نتذكر كيف حدث التدخل الأمريكي، وكيف أعلن الرئيس نيكسون الاستعداد النووي ليمنع الاتحاد السوفيتي آنذاك من أي تدخل يقوي الجانب المصري، وقد نجح الدعم الأمريكي بدباباته الحديثة المحمولة بالجسر الجوي من اختراق الثغرة وتدمير بعض قواعد الصواريخ المصرية، مما أتاح تقديم المعاونة الفعالة للطيران الإسرائيلي لتدفق قوات شارون من خلال الثغرة بهدف الاستيلاء على مدينة الإسماعيلية من ناحية الجنوب والجنوب الشرقي.
ولكن بحكمة القائد الفذ وقيادته الحكيمة استطاع اللواء عبد المنعم خليل أن يدرك أبعاد الموقف، وفورًا أصدر الأوامر إلى وحدات الصاعقة والمظلات بسرعة نصب الكمائن على جميع الطرق المؤدية إلى الإسماعيلية، وتدمير ومنع أي قوات إسرائيلية من التسلل لدخول المدينة من جميع الاتجاهات، وبسرعة قامت قواتنا الباسلة بالتصدي العنيف لقوات شارون المتقدمة من كل الاتجاهات، وتم تدمير أغلبها، ولما قدر شارون موقفه، وجد أنه قد خسر معظم قواته، وأنه لن يقوى على تحقيق هدفه بالاستيلاء على مدينة الإسماعيلية، فانسحب بالقوة الباقية الضعيفة قبل آخر دقيقة من وقف إطلاق النار حسب اتفاقية الأمم المتحدة.
وبالرغم مما قدمته أمريكا من معونات ودعم قوي، كما ظهر في أوامر الرئيس نيكسون لقائد طيرانه، فلا يخفى على أحد أن أمريكا قدمت لإسرائيل كل شيء لإنقاذها من الهزيمة النكراء، فقد كانت مصر لا تحارب إسرائيل فقط، وإنما كانت تحارب أمريكا أيضًا، إلا أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يبين للعالم كله حقيقة قوة مصر والمصريين.
وفي تعليق على حرب أكتوبر، كتب الأديب الإسرائيلي "إسحاق بن نير" معبرًا عن الصدمة التي سببتها الحرب المجيدة إسرائيل في قصة "بعد المطر" قائلا:"إلهى لماذا تركتنا؟ ولماذا سمحت لكل هذا أن يحدث؟ ما هو خطؤنا؟ ماهو جرمنا؟ وما هو الطريق؟!!،إننا غارقون فى الخوف من المجهول، نعيش في جرم شديد ويأس عميق، فماذا يجب علينا عمله؟ لماذا أسمانا الرب "الشعب المختار" وكرهنا غير اليهود بسبب ذلك؟ هو الآنً يشيح بوجهه عنا".