الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

الإرهابيون يبحثون عن "الجنة المفقودة" في إسبانيا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
التنظيمات تفر إلى «جزيرة إيبيريا» بعد محاصرتهم فى الشرق الأوسط
«داعش» يسعى لاستغلال الحركات الانفصالية.. وأعلام التنظيم تنتشر على جدران سجن مدريد

وهددت الحكومة الإسبانية بفرض عقوبات قاسية على منظمي الاستفتاء، رافضة أي تقسيم للدولة؛ منعًا لإعطاء فرصة للجماعات الإسلامية للسيطرة على الإقليم، خاصة فى ظل التحركات الأخيرة التي رصدتها الحكومة الإسبانية، بتحويلات مالية لعناصر الإخوان من فرنسا إلى إسبانيا، بعد التضييق عليهم فى العديد من الدول الأوروبية، إضافة إلى إنشاء مدرسة وجمعيات خيرية بدعم قطري، وبإشراف مباشر من عناصر الجماعة.
دولة الأندلس
ويعود التخوف الإسباني من استقدام الإقليم المتمرد للإسلاميين، إلى الهدف الذي يعلن عنه سكان الإقليم، وهو السعي لبناء دولة الأندلس، وهي الدولة ذات «القدسية» فى نفوس الإسلاميين، ولتحقيق هذه الدولة ترحب بعض الحركات الانفصالية فى كتالونيا باستقدام أي مسلم بغض النظر عن توجهاته السياسية لتدعيم قضيتهم.
واستغل الإخوان من جانبهم حاجة هذه الحركات لتحقيق دولتهم، لتكوين وجود يعوض الوجود الإخواني فى أوروبا، الذي يتعرض فى الفترة الأخيرة لتقلبات.

تعاون مع الإخوان 
يؤكد هذا التوجه، تصريحات رئيس «التجمع الوطني الأندلسي» فى إسبانيا، بيدرو إغناسيو ألتاميرانو، الذي قال إن هدف «التجمع الوطني» الأساسي هو إقامة الأندلس الحرة، والاستقلال عن السلطات الإسبانية، لاستعادة قوتنا الاقتصادية والإنتاجية وثروتنا التي سرقتها مدريد، على حد وصفه، وعند سؤاله عن إمكانية استغلال جماعة الإخوان الإرهابية لذلك الانفصال لتوسعة نفوذها، أجاب: «نسعى لتوطيد علاقتنا مع العالم الإسلامي، فهم الإخوة الحقيقيون لنا فى حب الأندلس والجزء الأساسي لمستقبلنا».
ولم يرفض «ألتاميرانو» التعاون معهم لخدمة أهدافه، وأكد لـ«البوابة» التي تواصلت معه إلكترونيًا، أنه من المهم جدا استعادة كامل الشتات المسلم المنتشر فى أنحاء العالم، والعودة إلى وطنهم الأندلس والتعايش فى سلام، مشيرًا إلى أن إحياء الأندلس لا يعني إقصاء غير المسلمين، فالجميع مرحب به سواء كانوا مسلمين أو عربانًا أو مسيحيين. 
يذكر أن «التجمع الوطني الأندلسي»، هو تنظيم يطالب بانفصال الجنوب الإسباني عن السلطة المركزية فى مدريد، فى إطار مشروع يهدف إلى استرجاع أراض تنتمي إلى سيادة الإقليم الأندلسي، وإقامة دولة مستقلة تتضمن الجنوب الإسباني، وجزءًا من جنوب البرتغال ومحافظة مورسيا التي تتمتع بالحكم الذاتي فى إسبانيا، ومدن الريف المغربي، ويسعى التجمع لإنشاء «الجمهورية الأندلسية»، وذلك سيرا على خطى الحركات الانفصالية بإقليم كتالونيا.
الإرهابية والحركات الانفصالية 
وكشفًا للصعود الإخواني على أكتاف القضية الكتالونية، كان فيديو تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي وتناقلته الصحف الإسبانية، يتأكد منه أن الإخوان يخططون للتحريض على إحياء الأندلس، حيث أبرز الفيديو قيام شاب سوري يدعو الناس لترديد الأذان بمنتصف قصر الحمراء، أحد أهم المقاصد السياحية بالأندلس وسط عدد من السائحين، وهو الأمر الذى فسرته الصحف الإسبانية فى وقتها على أنه دعوات من الإخوان إلى السيطرة على الأندلس.
الأندلس وفلسطين
وأثار تصريح أيمن خميس، أحد أعضاء تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية، على إحدى القنوات، التكهنات بأن الإرهابية تسعى لاستغلال المشاعر الإسلامية تجاه دولة الأندلس، فى محاولة منها لإيجاد أرض جديدة لها فى القارة الأوروبية، حيث قال: «إن مكانة الأندلس عند المسلمين تعادل مكانة الأرض المقدسة فلسطين، ولن يهدأ المسلمون دون استرجاع أرضهم»، و«أن الإسبان ما زالوا يحتلون أرض المسلمين، فالأندلس مثل فلسطين، ولن ننسى أرضنا أبدا، ونحن نطلب العون من الله لمواجهتهم».

الجنة المفقودة
وفى سياق إحياء الأندلس أعرب زعيم القاعدة، أيمن الظواهري، فى تسجيل صوتي تم بثه على الإنترنت عن نيته فى انتزاع سبتة ومليلة، وهما مدينتان إسبانيتان على ساحل شمال إفريقيا المطل على البحر المتوسط، المحتلتان من الجانب الإسباني، ويذكر أن تنظيم القاعدة الإرهابي ناشط فى مواقع قريبة من مدينتى سبتة ومليلة، كما وصف تنظيم «داعش» الإرهابي إسبانيا بـ«الجنة المفقودة».
شرطة إسلامية
وتشير تقارير أمنية إسبانية إلى أن وجود الجاليات المسلمة خلق فى أوساطها خلايا متعاطفة مع الأفكار الإرهابية، وخصوصًا مع عمل جمعيات خيرية إسلامية تدعو إلى التطرف، وتتعارض فى أفكارها مع مبادئ المجتمع الإسباني، وتحصل على تمويل خارجي رصدته الأجهزة الأمنية فى إقليم كتالونيا.
إذ أنشأت مجموعة من المهاجرين المسلمين ما عرف وقتها بـ«دوريات الشرطة الإسلامية» التي قيل إن الهدف منها هو الضغط على المهاجرين للالتزام بتعاليم الدين الإسلامي، والتحذير من العيش على النمط العربي المخالف للتعاليم الإسلامية.
ورغم أن تلك الواقعة لم تكن قد اتخذت أبعادًا مقلقة بعد، إلا أن الحكومة الإسبانية خشيت مصير هولندا وبريطانيا، اللتين ازدادت فيهما العمليات الإرهابية والتشدد آنذاك، ورصدت أجهزة الاستخبارات والأمن خلال السنوات الأخيرة ارتفاع ظاهرة التطرف التي تجلت فى إحدى مدن إقليم كتالونيا، قبل أن تنتقل إلى مدن أخرى مثل تيراسا وبرشلونة من الإقليم نفسه الواقع شمال شرقي إسبانيا. 
تطبيق الشريعة
وكان تركيز أفراد «الشرطة الإسلامية» على البنات، لحثهن على ضرورة ارتداء الحجاب، إضافة إلى الشباب والتأكيد عليهم فى المواظبة على الصلوات وخاصة الجمعة، كما زعمت الأجهزة الأمنية قيام بعض هذه الدوريات بإجراء محاكمات على النمط الإسلامي فى بيوت سرية، ومنها ما ذكرته جريدة «الموندو» عن محاولة محاكمة امرأة مسلمة كانت تقيم فى منزل إسباني من دون عقد زواج. 
الأمر بالمعروف
وبعدما ذاع صيت الشرطة الإسلامية المزعومة، حاول أفرادها تفادي جلب الانتباه والعمل على شاكلة جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتركيز على الضغط النفسي والاجتماعي من تهميش للمهاجرين المغتربين غير الملتزمين، خاصة فى الأحياء التي تكون غالبيتها من المهاجرين.
وأكدت بعض الجاليات المسلمة أن فكرة تلك «الدوريات» بدأت بمغامرات شخصية وفردية لبعض الأشخاص المبالغين فى التشدد الديني، الذين لم يتورطوا فى أعمال عنف، ولكنهم مارسوا ضغطا اجتماعيا على من يصفونهم بغير الملتزمين.
اعتقالات بتهم التطرف
فى العام ٢٠١٥ سجلت كتالونيا أعلى نسبة من الاعتقالات بتهم التطرف والإرهاب وإرسال مقاتلين إلى الشرق الأوسط للالتحاق بالتنظيمات المتطرفة مثل داعش والقاعدة، وذلك عقب ارتفاع ظاهرة وجود سلفيين خلال السنوات الأخيرة، وهو ما جعل الشرطة الإسلامية تظهر فى هذا الإقليم دون غيره.
قطر فى إسبانيا 
فى إطار سعى الدولة القطرية لبسط نفوذها الاقتصادي فى العالم، ولم تستثن إسبانيا، فعملت الحكومة القطرية على الحصول على تسهيلات حكومية تمكنها من التوسع الاقتصادي لها فى إسبانيا من خلال الاستثمارات المتعددة لها.
فقد استحوذ صندوق الاستثمار القطري «ديار» على فندق «فيلا دي برشلونة» مقابل ٢٠٠ مليون يورو، ومنتجع ومرسى لليخوت «مارينا تاركو» مقابل ٦٥ مليون يورو.
وعن استثمارها فى النشاط الرياضي، فلا يخفى على أحد إعلان قطر الشهير على قميص الفريق الأهم فى العالم، حيث تدعم «مؤسسة قطر» نادي برشلونة الإسباني عبر اتفاق رعاية تقدر قيمته بـ١٧٠ مليون يورو.
وقد قامت قطر بالاستثمار فى الجانب الإعلامي أيضا، مستغلة إقامة كأس العالم ٢٠٢٠ على أرضها، ووقعت صفقة بملايين الدولارات مع الشركة الإسبانية «بريسا»، لإطلاق صحيفة إخبارية كبرى تعمل فى الحقل الرياضي فى المنطقة العربية للترويج للمونديال، ويدير هذه الصحيفة قيادات صحفية إخوانية.
مدرسة إسلامية
وذكرت التقارير الصحفية الإسبانية أن جماعة الإخوان تسعى لافتتاح أول مدرسة إسلامية فى إسبانيا، وسيكون موقعها فى وسط مدينة فالنسيا، وهي ثالث مدينة من حيث عدد السكان فى إسبانيا بعد مدريد وبرشلونة وستقوم المدرسة بتعليم اللغة العربية وتقديم الدورات العامة.
وكثف تنظيم الإخوان من حضوره فى كتالونيا الإسباني، ضمن استراتيجية بعيدة المدى تهدف إلى التوسع على حساب بيئة إسلامية ظلت محافظة على تقاليدها السلفية منذ عقود، مما لفت انتباه رجال الأمن، الذين رصدوا تكثيفا مريبا لأنشطة وتجمعات تهدف إلى اختراق الجالية المسلمة أيديولوجيا، وتقوم على تدفق كبير لأموال يكون مصدرها خارجيا فى الغالب.
الإغاثة الإسلامية
وشرع عناصر وقيادات الجماعة فى نقل الكثير من الأصول التي يملكونها، فى فرنسا خصوصا، إلى إقليم كتالونيا، بعد ممارسة الحكومة الفرنسية ضغوطا كبيرة على قادة التنظيم، وعلى الحكومة القطرية، من أجل خفض مستوى الدعم المالي والاستثمارات فى أنشطة التنظيم فى أحياء باريس المهمشة، كما حذرت الحكومة الفرنسية السفارة القطرية فى باريس من تمادي الاستثمار فى الشريحة الفقيرة من الجالية المسلمة لأهداف أيديولوجية.
وكشف مسئول فى وحدة الاستخبارات المسئولة عن مكافحة الإرهاب فى الشرطة الكتالونية، عن تنامي نفوذ الإخوان المسلمين فى الإقليم، مضيفًا أن بعض الجمعيات والمنظمات الدولية ترسل أموالا لكيانات تابعة للإخوان، من بينها «هيئة الإغاثة الإسلامية»، التي بدأت مؤخرا فى التكثيف من فعالياتها من أجل جمع التبرعات.

عمليات إرهابية 
عانت القارة العجوز من ويلات العمليات الإرهابية، إذ سجلت أوروبا ١٧ هجوما إرهابيا، وفقدت حوالى ٣٦٤ قتيلا ومئات الجرحى فى العمليات الإرهابية، التي ضربت مختلف أرجاء الدول الأوروبية خلال العامين الماضيين.
كان لإسبانيا نصيب من تلك العمليات، ومع أن العاصمة الإسبانية مدريد كانت تعرضت لأعنف العمليات الإرهابية خلال عام ٢٠٠٤، حين تم استهداف قطار للركاب، راح ضحيته ١٩٢ وإصابة١٨٠٠ شخص، إلا أن الآونة الأخيرة شهدت تغيرا تكتيكيا وجغرافيا للعمليات الإرهابية فى إسبانيا، حيث تركزت الهجمات الإرهابية على برشلونة وإقليم كتالونيا، الذى تنشط به حركات تدعو إلى الانفصال عن إسبانيا وجعل الدولة الكتالونية شأنًا منفصلًا، وهو ما تسعى التنظيمات الإرهابية، وخاصة الإخوان إلى استغلاله لإيجاد مساحة أرض جديدة بعد محاصرتهم فى الشرق الأوسط وبعض دول أوروبا.
وفى أغسطس٢٠١٧، دهست سيارة عددًا من المارة بشارع لارامبلا فى وسط برشلونة، مما أدى إلى مقتل ١٣ شخصًا جراء الدهس وإصابة ما لا يقل عن ١٠٠ شخص، وكانت شرطة إقليم كتالونيا قد كشفت عن أن سائقا دهس شرطيين عند نقطة تفتيش فى مدينة برشلونة؛ مما أثار المخاوف عن احتمالية استخدام الوضع المضطرب للإقليم وجعله منطقة جاذبة للتيارات الإرهابية، خاصة مع الخلفية التاريخية لإسبانيا والمرتبطة فى ذهن المسلمين بدولة الأندلس، حيث قبعت الأندلس تحت الحكم الإسلامي، وكانت خاضعة للخلافة الأموية كإحدى الولايات الرئيسة، وأطلق المسلمون اسم الأندلس على شبه جزيرة أيبيريا، التي افتتحت بقيادة طارق بن زياد وضمّوها للخلافة الأموية، واستمر وجود المسلمين فيها حتى سقوط مملكة غرناطة، ويبلغ عدد المسلمين الآن فى إسبانيا، ١.٩ مليون نسمة.
مخاوف من الإرهاب 
أفادت وزارة الداخلية الإسبانية بأن عدد الإسبان الذين توجهوا لسوريا والعراق قليلون جدا، بالمقارنة بالدول المجاورة، وأن عدد الإسبان الذين انضموا لتنظيم داعش ١١٦، وتم التعرف على ١٦ من العائدين، فإن هناك قلقًا فى الأوساط الأمنية والاستخباراتية الإسبانية عن زيادة المتحولين، وبخاصة النساء إلى صفوف داعش.
أصدرت إحدى دور النشر بإسبانيا كتابًا باللغة الإسبانية تحت عنوان «الإخوان المسلمون» من تأليف الكاتب الإسباني سيرخيو كاستانيو ريانيو، ويتحدث الكتاب الإسباني فى ستة فصول عن الموضوعات المتعلقة بالإسلام والتيارات الإسلامية والحركة الفكرية للإخوان وانتشار الحركة دوليًا والمشاركة السياسية للجماعة ومواقفهم من العنف ونفوذهم فى أوروبا. وتحدث الكاتب عن مخططات الجماعة الإرهابية للتوغل والاتساع فى العالم لنشر الفكر المتطرف للجماعة.
كما كشفت الداخلية الإسبانية أن من يقبعون بالسجن فى قضايا عامة مثل السرقة والجرائم غير المنطوية تحت الإرهاب يخرجون من السجن مؤهلين للقيام بعمليات إرهابية، أو يعملون لصالح الجهات الإرهابية، ويعود ذلك وفقا للتقارير الأمنية فى إسبانيا إلى أنهم يتم تجنيدهم فى فترة السجن تحت تأثير قادة متطرفين يعملون على تجنيدهم وإقناعهم بالأفكار المتطرفة.
ووفقًا لتقرير المحكمة الوطنية الإسبانية، فإن هناك حوالى ٢٢٦ سجينًا على الأقل لهم علاقة بالجماعات الإرهابية داخل السجون الإسبانية، كما أن هناك أكثر من ٨٠ آخرين تحت المراقبة خشية تجنيدهم لحساب هذه الجماعات 
وفى الآونة الأخيرة، عثرت الداخلية الإسبانية على شعار داعش مرسومًا على جدران أحد السجون فى مدريد، مما أثار مخاوف الحكومة الإسبانية من تفشى الفكر المتطرف للجماعات الإرهابية داخل الأراضي الإسبانية.
القضاء على الإرهاب 
فى ظل استخدام الحدود المغربية الإسبانية لعمليات الهجرة غير الشرعية، وتجنيد مقاتلين للجماعات الإرهابية، كشفت تقارير أمنية إسبانية اقتحام أكثر من ٢٠٠ مهاجر إفريقي سياجا من الأسلاك الشائكة، واشتبكوا مع الشرطة الإسبانية، وبعدما عبر الآلاف فى ٢٠١٤ و٢٠١٥ عززت إسبانيا الأمن وخصوصا الإجراءات الأمنية.
وفى ضوء محاولات الحكومة الإسبانية للقضاء على الإرهاب بالتعاون مع حكومات من الدول الأخرى، وخاصة المغرب التي تقع على حدودها، أعلنت الوزارات الأمنية فى فرنسا والبرتغال وإسبانيا والمغرب التزامها بتعزيز التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب، ومنع انتقال العناصر الإرهابية بين الدول وبعضها.
وتشغل المغرب مكانة خاصة فى منظومة الأمن الإسباني نظرا للقرب الجغرافى، وخاصة بعد اكتشاف الأمن الإسباني أن منفذ عملية الدهس فى برشلونة هما أخوان مغربيان يدعيان إدريس وموسى أوكابير.
وفى إطار سعى الدولة المصرية لتجفيف منابع الإرهاب والتقارب بين الدول لتعزيز الجهود الدولية فى مجال مكافحة الإرهاب والتعاون مع الدولة الإسبانية استقبل الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أرتورو أفيليو، سفير إسبانيا فى القاهرة، لبحث التعاون بين إسبانيا ودار الإفتاء فى مجال مكافحة التطرف والإرهاب.
وأصدرت إسبانيا فى عام ٢٠١٥ قانونًا يتيح اعتقال الأشخاص لمجرد الدخول على مواقع إرهابية، ومنذ ذلك الحين تم توقيف ١٦٣ شخصًا باعتبارهم «إرهابيين»، واشتبهت الحكومة الإسبانية فى إمكانية انتمائهم لشبكة دعاية وتجنيد لتنظيم «داعش» بغرض تنفيذ اعتداءات والإشادة بالانتصارات العسكرية ونجاحات داعش، وقدما كل ذلك فى شكل مرئي تحريضي بهدف جذب أكبر عدد ممكن من الإرهابيين.
وشددت السلطات الإسبانية على أمن مطاراتها، وأعلن وزير الداخلية الإسباني، خورخي فرنانديز دياز إنه «سيتم اعتماد سلسلة من الإجراءات بهدف تعزيز الأمن فى المطارات»، وترفع إسبانيا درجة الإنذار الأمني فى المستوى الرابع (من ٥ مستويات) وذلك بعد توصية بالإجماع لخبراء وطنيين.