الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

القوى المدنية في خدمة الإخوان!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ما الذي يراهن عليه الإخوان المسلمون؟
سؤال يجب طرحه ومحاولة الإجابة عليه.. ربما تقودنا تلك الإجابة الى الوصول لثغرة في ذلك الممر المظلم، وقبل المضي قدمًا في محاولات الإجابة، علينا أن نتأكد هل الإخوان كانوا مؤهلين للرئاسة؟
هناك من يرى أن الجماعة اكتفت بحصولها على الأغلبية في مجلس الشعب.. وكانت الجماعة صادقة وجادة في عدم تقديم مرشح رئاسي، وفصلت د. عبدالمنعم أبوالفتوح عندما ترشح.. ولم تكن هذه تمثيلية.
لكن الإدارة الامريكية حينما رصدت صعود شعبية حازم أبوإسماعيل صعدت من ضغوطها على خيرت الشاطر للترشح لكسر موجة “,”حازم لازم“,” وحدث ما حدث وصولا لوصول د. محمد مرسي الى القصر الرئاسي، ويربط بعض المحللين الأمريكيين بين ذلك الرأي وبين الصفقة التي تمت بين الشاطر والإدارة الأمريكية والتي سهلت الخروج للمتهمين الأمريكيين في القضية ا لشهيرة بالتمويل الأجنبي، ومن يرجع الى محضر الاجتماع المشترك بين لجنتي العلاقات الخارجية في الكونجرس والشيوخ سيجد من عبارات الشكر والثناء على الإخوان والشاطر من أقصى اليمين الى اقصى اليسار سواء كانوا من الديمقراطيين أو الجمهوريين.. بما يكفي لإثبات أن العلاقات الأمريكية الإخوانية لا يناظرها إلا العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، كان ذلك 29 يوليو 2011، بعدها سربت الصحافة الأمريكية خبرًا عن عدول الإخوان عن عدم تقديم مرشح رئاسي، وللكاتب مقال بمجلة “,”روزاليوسف“,” في هذا السياق، ودارت عجلة التوافق والاعتماد المتبادل بين الإخوان والأمريكان وصولاً لاتفاق التهدئة بين حماس وإسرائيل، ووصولاً الى ثقة اليمين الإسرائيلي والأمريكي في ضمان الإخوان لأمن إسرائيل.
ارتبط ذلك بتفعيل التنظيم الدولي جنبًا الى جنب مع نقل مقر التنظيم الدولي الى تركيا عضو الناتو، وبداية الاعتماد الأمريكي على الإخوان المسلمين في اتجاهين في دول ما سمي بالربيع العربي.. أولا: التصدي للتنظيمات المتطرفة، وكلنا نذكر تصريحات قادة الإخوان على أن الحرب على الإرهاب قد انتهت، في إشارة واضحة الى الدور الإخواني في ذلك، ثانيًا: ترتيب أوراق سوريا في انتظار القرار الأمريكي إما بالتدخل العسكري في سوريا أو إعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل بضرب إيران، مما سبق نكتشف أن الرهان الإخواني الأساسي هو الرهان على العلاقة بالولايات المتحدة الأمريكية وتقديم الخدمات لها بما يضمن أمن إسرائيل والمصالح الأمريكية في المنطقة.
داخليًا لا يراهن الإخوان على قدراتهم التنظيمية فحسب بل يراهنون على عدم فهم خصومهم لسيناريوهات وآليات عملهم، حيث لا يراهن الإخوان على الحركة الشعبية ولا يدعون ولم يدعوا أنهم يؤسسون لدولة القانون ومن يفحص الدستور الذي أسرعوا “,”بسلقه“,” سيكتشف أنهم يؤسسون لدولة دينية ذات مرجعية مدنية وليس العكس، كما أنهم يرون في الثورة وسيلة أو “,”عطية من الله“,” في حين تعامل معهم “,”عاصرو الليمون“,” على أنهم يمين الثورة.. وفريق آخر من اليساريين الطوباويين اعتبر الإخوان معبرًا لهدم النظام القديم دون تأصيل للطبيعة الطبقية للإخوان التي تعد امتدادًا اجتماعيًا للطبقات الحاكمة في عصر مبارك، ولكن من منظور ديني، حتى بلغ الأمر مداه بالتحالف ما بين الاشتراكيين الثوريين والناصريين ـ مع كامل احترامي لهماـ والإخوان المسلمين، وصولاً لاستخدام الإخوان لهما ولقواعدهما حتى الآن الذين لا زالوا ينظرون للإخوان من منظور ثوري برفضهما التحالف مع عمرو موسى والسيد البدوي عبر جبهة الإنقاذ دفاعًا عن الدولة المدنية رغم انهم قبلوا التحالف “,”الذيلي“,” مع الإخوان دفاعًا عن الثورة! رغم أن الإخوان وما يسمون بـ“,”الفلول“,” على أرضية طبقية واحدة، وعلى الجانب الليبرالي فلم يختلف الأمر كثيرًا، حيث تحالف د. البرادعي والجمعية الوطنية للتغيير من قبل مع الإخوان وكان أغلب قادة جبهة “,”فرمونت“,” من الليبراليين! أما قيادات حزب الوفد فهي أول من اسس مع الإخوان للتحالف الديمقراطي، لذلك كله يدرك الإخوان منهج وأساليب عمل كل مكونات جبهة الإنقاذ.. وأن إخلاصهم لقضية الوطن بشكل طوباوي وعدم إدراكهم للطبيعة البرجماتية الإخوانية تجعلهم دائمًا يعتبرون أن التناقض الرئيسي ليس مع الإخوان حتى إن شخصية لها وزنها واحترامها مثل الأستاذ عبدالغفار شكر قبل التعاون مع الإخوان في المجلس القومي لحقوق الإنسان ثم عاد واستقال وهو لا تنقصه البصيرة، ما يؤكد قصورًا في رؤية اخلص قادتنا، الأمر الذي أدى الى تمكين الإخوان من السلطة بشكل مشروع ولو أسرع الإخوان بالأخونة والإعلان الدستوري لكان الإخوان يتربعون على قمة السلطة دون مشاكل!
ولازالت القوى اليسارية مخلصة لقضية “,”الثورة المستمرة“,” بشكل طوباوي وغير عقلاني بتأييدهم غير المشروط للجيش الحر ولجيش النصرة في سوريا على حساب العلمانية والعقلانية! ولا يعني ذلك بأي حال من الأحوال أي تعاطف مع بشار الأسد، هؤلاء الرفاق يذكرونني بمصير “,”فدائيي“,” و“,”مجاهدي“,” خلق في إيران، أما الليبراليون من هم على شاكلة أيمن نور وبعض الأقباط فيشبهون “,”شهبور بختيار“,” آخر رئيس وزراء مدني إيراني قبل التعاون مع الثورة الخمينية، لذلك كله ولافتقاد الرؤية ولخيبة امل الثوار الشباب في سرقة الثورة والوطن من رفقاء النضال الإخوانيين السابقين فإنهم يقومون الآن بما يشبه العمليات الانتحارية “,”العدمية“,” التي لن تؤدي إلا الى مزيد من فقد أنبل وأهم قوى ثورية دون ثمن، والشعب المصري قطاعات كبيرة منه أصبحت تراهن على القوات المسلحة، ما يؤكد أنها فقدت الثقة في الإخوان وجبهة الإنقاذ!.