الخميس 23 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

انتخابات 2018

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعلم أن الحديث فى موضوع الانتخابات الرئاسية المقبلة، وإبداء الرأى فى مدى النجاح الذى حققه الرئيس السيسى للبلاد فى فترة رئاسته الأولى، التى لم يتبق منها سوى تسعة أشهر فقط، أعلم أن الخوض فى هذه الموضوعات أشبه بالسير فى حقل ألغام!
فإذا وضح من تناولى تأييدى للإنجازات التى حققها الرئيس السيسى خلال دورته الرئاسية الأولى وتأييدى له للترشح لدورة رئاسية جديدة، فسوف يسارع معارضو الرئيس بوضعى ضمن فئة المطبلاتية المنافقين، وإذا جاهرت برأى مخالف، فسوف يلاحقنى من يحسبون أنفسهم من مؤيدى الرئيس باتهامات ما أنزل الله بها من سلطان!
أعلم كل هذا.. ولكنى سأقول قناعاتى بصرف النظر عمن سيبارك ومن سيرفض، وبداية ومن دون لف أو دوران أقرر أنى اعتقد أن الرئيس اجتهد اجتهادًا محمودًا خلال فترة رئاسته الأولى، وأظن أن عليه التأهل لخوض معركة الانتخابات الرئاسية المقبلة.
أقول هذا رغم أن الرئيس السيسى ـ حسبما أرى ـ لم يحقق فى دورته الأولى طموح المصريين فى تحسين أوضاعهم الاقتصادية التى تأزمت بشدة، وبخاصة بعد تحرير سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية، ولكنى فى الوقت ذاته، أتفهم جدا أسباب عدم شعور الغالبية العظمى من أبناء الشعب بنتائج مجهودات الرئيس فى إصلاح الأوضاع، فالتراكمات رهيبة والأمراض التى يعانيها المجتمع تحتاج قدرات خارقة لعلاجها، وأظن أن تعمد الرئيس المضى لتنفيذ الإصلاح فى أكثر من مجال فى وقت واحد ربما يؤخر ظهور نتائج يلمسها الناس. 
الأمر الآخر الذى أراه مبررا لدعم الرئيس ومشروعه، وتأييد تقدمه للترشح للدورة الرئاسية المقبلة، هو البُعد الواضح جدا فى العديد من المشروعات القومية التى يجرى العمل فيها على قدم وساق من أجل الأجيال القادمة، فقد تصادف أن مررت خلال الأشهر القليلة الماضية بطرق عدة جديدة، وهى على سبيل الحصر، طريق الجلالة والطريق الدائرى الإقليمى ومحور الضبعة، لقد شاهدت على جانبى هذه الطرق خلايا العاملين من مختلف التخصصات يدشنون ويأسسون كمًا كبيرًا من المشروعات الزراعية والسكنية والسياحية، أتمنى أن تنجح فى توفير فرص حياة جيدة للأجيال الجديدة التى أوشكت على دخول معترك الحياة العملية، وأذكر أن تعدادنا تزايد بمقدار ما يقرب من عشرة ملايين نسمة فى السنوات الأربع الماضية.
أظن أن أجهزة الإعلام لم تنقل الصورة الكاملة لما يجرى فى المشروعات الجديدة، وقصرت تغطياتها على الترويج للطرق الجديدة على أنها سوف تقلل المسافات بين القاهرة وبين بعض المدن!
من ناحية أخرى، أعتقد أن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون معركة هادئة خالية من أية منافسة مؤثرة مع الرئيس السيسى، فالخواء السياسى الحادث ينبئ بأن القوى السياسية المعارضة والمؤيدة، على حد سواء، تحللت وتشرذمت ولم يتبق منها سوى مجموعة أبواق تردد شعارات خاوية المضمون والمعنى!
قد يرى البعض أن نظام الرئيس السيسى أسهم فى عدم مواجهة حالة الخواء السياسى، وقد يرى آخرون أن رموز الأحزاب والكيانات السياسية يتحملون المسئولية نتيجة ميلهم إلى الالتزام بحالة من اللامبالاة السياسية، مكتفين بوسائل الإعلام، التى يطلون منها بين الحين والآخر، لتذكرة الناس بأنهم لا يزالون على قيد الحياة!
والحقيقة أننى أرى أن نظام الحكم مسئول عن عدم مواجهة حالة الفراغ السياسى السائدة، وفى الوقت ذاته، أرى أيضا أن من يعتبرون من رموز السياسة أو النخبة مسئولون بالقدر ذاته عن هذه الحالة السياسية غير المستحبة.
وأختم بالتأكيد على ثقتى فى صدق الرئيس السيسى ووطنيته ومساعيه لبناء مستقبل أفضل لأولادنا.