الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

"منديس الدقهلية".. قبلة حجاج الفراعنة

منديس
منديس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يؤدي ملايين المسلمين في تلك الأيام فريضة الحج التي تعتبر أهم ركن من أركان الإسلام الخمسة حيث فرض الله عز وجل هذه الفريضة على المسلمين بقوله تعالى في كتابه العزيز "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " والحج في اللغة معناه قصد الشيء وإتيانه؛ والحج في الشريعة الإسلامية قصد بيت الله الحرام والمشاعر العظام وإتيانها في وقت مخصوص وعلى وجه مخصوص حيث إن الحج هو الصفة المعلومة في الشرع من الإحرام والتلبية والوقوف بعرفة والطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمرات كل هذا من أجل التقرب إلى المولى عز وجل لعله يغفر الذنوب.
عندما نبحث في صفحات التاريخ المصري القديم نجد أن المصريين القدماء كان لهم الأسبقية في هذه الفريضة.
حيث يؤكد الأثاري سيف العراقي عضو جمعية الأثريين المصريين ورئيس لجنة الثقافة والآثار بمؤسسة القادة للعلوم الإدارية والتنمية بالدقهلية أن (دين) هي كلمة مصرية قديمة تعني كلمة (د) في اللغة المصرية القديمة رقم (5) والنون دائمًا ما كانت توضع بمعنى أنها شعيرة دينية قديمة وهنا تعني رقم (5) والمقصود بها هنا أركان العقيدة الإسلامية الخمسة ومعناها (العقيدة الخماسية).
واضاف العراقي أن كلمة (كعبة) نجدها أيضًا في اللغة المصرية القديمة (كابا) حيث دخلت في اللغة الإنجليزية (Cubic) بمعنى مكعب الذي يشبه الشكل الهندسي للكعبة المشرفة مشيرًا  إلى أن مدينة (منديس) تقع فوق إحدى التلال الأثرية القديمة يسمي حاليًا (تل الربع) وهي تقع ضمن حدود الإقليم السادس عشر من أقاليم مصر السفلي ويبلغ امتداد التل ما يقرب من (230) فدان وكان يمتد حتى حدود آثار تل (تمي الأمديد) بمحافظة الدقهلية موضحًا أنه كان يطلق علي (منديس) في النصوص المصرية القديمة اسم (جدت) عاصمة الإقليم السادس عشر من أقاليم مصر السفلي والتي كانت مقر حكم الأسرة (29) الفرعونية. 
وأوضح ان (كبش منديس) كان المعبود الرئيسي للمدينة وكنتيجة مباشرة لارتباطة بالإلهة الكبار أمثال (رع وأوزير) نال قدسية واسعة بين المصريين بسبب الإعتقاد الذي كان سائدًا من أن أرواح الألهة الكبار تكمن في هيئة كبش (منديس) لما له من مقدرة فائقة في عملية الخلق والحياة ولذلك أصبح رمزا يشير للبعث والحياة وأصبح مظهرًا من مظاهر الخصوبة وتجدد الحياة.
وأشار إلى أن مدينة (منديس) اكتسبت أهمية خاصة ضارعت أهمية مدينة (أبيدوس /العرابة المدفونة) سوهاج كمقر أبدي للألة أوزير فقد غدت مدينة (منديس) بالدقهلية قبلة تحج إليها (موميات الموتي ) قبل موارتها مثواها الأخير إلى العالم الآخر كما عثر على نقوش عديدة تشير إلى اهتمام الملوك وعلى مر العصور المختلفة بداية من الدولة القديمة وحتى نهاية العصر اليوناني الروماني في مصر ويبدو واضحًا أن تاريخ مدينة (منديس) تل الربع حالياً موغل في القدم؛ فقد ذكرت هذه المقاطعة لأول مرة في النصوص المصرية القديمة في الأسرة الرابعة بداية (عصر بناة الأهرامات).
وأوضح أن هناك جبانة كاملة للكباش المقدسة حيث توجد توابيت جرانيتية ضخمة من (الجرانيت الأسود) لهذه الكباش حيث تدفن فيها ولا تزال هذة التوابيت باقية في التل حتي يومنا هذا حيث ضمت هذة المدينة (منديس) آثارا ثابتة تصلح أن تحول تلك المنطقة بأكملها إلى مزار سياحي ضخم نظرا لتوافر جميع شروط المقاصد السياحية العالمية والتي من الممكن أن تدر دخلا للبلاد حيث يوجد بها أيضاً بقايا أطلال المعبد الذي أقامة الملك (امازيس ) (احمس الثاني) (غنم_ايب_رع) خير شاهدا على عظمة وأهمية مدينة (منديس) إبان عصر الأسرة (26).
وأضاف أيضًا انه لا زال (الناووس) او كما يسميه اهالى المنطقة قصر بنت اليهود بقدس الأقداس الخاص بالمعبد قائما في مكانة من كتلة واحدة من الجرانيت الوردي بإرتفاع (7 مترات) مقام فوق قاعدة من الحجر الجيري حيث إن هذا الناووس تغطية الشروخ ومعرض للانهيار مع أي هزة أرضية يحتاج إلى ترميم وإلى الجهة (الجنوبية الشرقية) من (منديس) توجد (البحيرة المقدسة) الخاصة به وكان يربطها بوغاز بميناء المدينة الواقع بالناحية الشمالية الشرقية من التل حالياً وقد ردم وهجر هذا الميناء بنهاية (العصر البطلمي) حيث أقيمت بجزء منة جبانة إبان العصر الروماني وفي العصر المتأخر وصلت (منديس) إلى أوج عظمتها ومجدها حيث ظهر منها ملوك الأسرة 29 وأصبحت عاصمة لمصر ومقر حكم ملوك هذة الأسرة وأهم ملوكها (نفريتس الأول) ومقبرتة مازالت موجودة حتى الآن (شرق المعبد) ولازال أيضًا التابوت الذي دفن فية وغطاءة في موضعة حتي الآن.
وأشار إلى أن الدليل على أن هذه المنطقة (منديس) محط أنظار العالم عمل بها أشهر علماء الآثار في العالم منة علي سبيل المثال (نافيل) في عام 1871م حيث تم الكشف بالموقع عن لوحة عليها صور للملك وزوجته (ارسينوي) بتعبدان ويقدمان القرابين للألهة المحلية حيث تضم هذه اللوحة نقوشا (هيروغليفية) تؤرخ بالعام (21) من حكم (بطليموس فلادلفوس) (262 ق.م) وهذه اللوحة (معروضة حالياً في المتحف المصري بالتحرير).