الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

التجمع الإرهابي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بهدوء شديد مرت الأسبوع الماضي الذكرى الرابعة لفض اعتصام الجماعة الإرهابية فى ميداني رابعة العدوية والنهضة، فقط شهدت بعض المحاور المرورية تكثيفًا للتواجد الأمني، ولولا هذا التواجد الأمني ما تذكر غالبية المصريون هذا الأمر ولم يعد حتى يتعاطف معها أحد عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
ولكن الإنجاز الذى لا يقل أهمية عن الاستقرار الأمني هو تجاوز المجتمع المصري لأي تعاطف مع الجماعة الإرهابية وأعضائها والمتعاطفين معها، بعد ما اكتشف مع الوقت تلاعبهم القذر ومتاجراتهم بدماء الضحايا وخياناتهم للوطن ورغبتهم في اشعال الاقتتال الداخلي واغراق الوطن بدماء أبنائه، بهدف الوصول بالشارع المصري لحالة صدام عنيف، هذا الصدام الذي لم يرتضوا أن يقتصر فقط على أن يكون مع مؤسسات الدولة بل أيضًا بين مواطني الوطن الواحد.
كل التحقيقات التى تم الكشف عنها خلال الأربع سنوات الماضية، جميعها تؤكد استغلال الجماعة الإرهابية لعباءة الدين لتحقيق المكاسب في المعترك السياسي، جميعا اكتشف أن استخدام الجماعة الإرهابية للدين لم يكن لخدمة قضية عادلة منصفة تحترم إرادة الشعب وأصواته ورغبته، ولكن كان لجوئهم لاستخدام الدين هدفه فقط تحقيق مخطط أخونة الدولة المصرية والسيطرة على المؤسسات لتبدأ مرحلة جديدة من الفتن في الشارع المصرى، وكان واضحا للجميع إصرار الجماعة الإرهابية على تحويل اعتصامى رابعة والنهضة لصراع مسلح مع مؤسسات الدولة والشعب، كما أن كافة المقاطع المصورة التي تم تداولها والتحقيقات قد أظهرت التهديدات المباشرة والصريحة للمسئولين وللشعب المصرى، وكشفت عن الوجه القبيح للتدين الظاهرى للجماعة الإرهابية، ويكفى أن كل العنف الذى شهدته الدولة المصرية خلال عامين عقب فض الاعتصام المسلح في رابعة والنهضة، كان نتيجة خلايا إرهابية تشكلت جميعها خلال الاعتصام.
الأهم الآن أن الدولة المصرية قد استطاعت تحقيق إستراتيجيتها لمحاصرة منابع الإرهاب فكريا وماديا ولوجستيا، فالجماعة الإرهلابية وداعميها أصبحت محاصرة في كل مناطق الصراع في المنطقة، سواء ليبيا سوريا العراق اليمن، كما بدأ حصارها فكريا في تونس والجزائر والمغرب، ووضعهم تحت السيطرة وإلزامهم بالأجندة الوطنية في الأردن.
لم يعد لدى الجماعة الإرهابية ملاذا في المنطقة ولا التنظيمات الفرعية التى اعتمدت على نفس أدبياتها لتطلق العنان لفتاوى التحريم والقتل وسفك الدماء، تلك الأدبيات التى لا تعترف بوجود الأوطان وحق الجهاد في سبيلها، بل إن الاعتصام المسلح في رابعة وغرورهم بالسلاح الذى كانوا يحملونه، جعلهم يكشفون عن وجههم الحقيقي ورغبتهم في القتل والتدمير، وعدم وجود أي رادع أخلاقي أو ديني يمنع سفك دماء الأبرياء.
ولا تزال الدبلوماسية المصرية تستكمل الجزء المتبقى من حربها ضد الإرهاب، بإلزام باقى دول العالم وخاصة الأوروبية بالمشاركة بجدية في حصار العناصر الإرهابية، وتقييد تحركاتهم بين الدول، والحد من نقل الأموال وتقليص توفير الملاذ الآمن للعناصر الإرهابية الهاربة من المنطقة العربية مع تضييق الخناق عليهم.
ما استطاعت تحقيقه الدولة المصرية في الأربع سنوات الماضية لمواجهة الإرهاب هو انجاز يستحق أن يفتخر به كل من شارك في 30 يونيو والتى مثلت ظهيرا شعبيا للقيادة السياسية دعمتها في حرب الشعب المصرى ضد الإرهاب.