الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

اعتقلوه "ميتًا".. "محمد أبو غانم" شهيد أرعب الاحتلال

محمد أبو غانم وولدته
محمد أبو غانم وولدته
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"راح أخليكي ترفعي راسك"، بتلك الكلمات ودع والدته، وحمل حجارته، ورحل، ليستشهد على عتبات المسجد الأقصى المبارك.
"محمد أبو غانم"، ذاك الشهيد الذي قتلته قوات الاحتلال، اليوم، بدم بارد، و"اعتقلت" جثته، لم يكن يعرف أنه ذاهبًا للقاء ربه أمام الأقصى، الذي رفض أن يتركه منذ الجمعة الماضي، وذلك بحسب رواية والدته، التي قالت: "كان مرابطًا في الأقصى منذ أسبوع".
كان "محمد"، بحسب رواية والدته، يخرج كل يوم مع أصدقائه، للمواجهة مع شرطة الاحتلال، دفاعًا عن الأقصى، فيما قال والده: "طلب مني أن يخرج مع أصدقائه في الانتفاضة، وقتها قلت له انتظر حتى تأتي الجمعة، ولكنه كان يخرج معهم كل يوم، رافضًا التخلي عن الأقصى".
ساعات يقف فيها محمد وسط أصدقائه، يلقي بحجارته التي حملها واحدًا تلو الأخرى، عله يصيب أحدًا من شرطة الاحتلال، وهو لا يعلم أنه يعيش لحظاته الأخيرة، أمسك بحجره وهتف "الله أكبر"، وقبل أن يلقيه، أصابته إحدى رصاصات الاحتلال، لتصعد روحه إلى السماء.
"جثمان لا نفع منه ولا ضرر"، ورغم ذلك لم يتركه الاحتلال، فاقتحمت قوة من الشرطة مستشفى المقاصد، و"اعتقلت" جثته، ليتدخل أصدقائه، وبعض الشباب في المستشفى، وحملوا جثمانه، وهربوه من فوق السور.
بسجدة شكر، وعبارات من الفرح، والزغاريد، استقبل الأم والأب خبر استشهاد ابنهما، قائلين: "باركولنا عندنا شهيد"، وأكملت أمه: "فداء الأقصى ابني، طلبها ونالها".
تجلس أمه في بيتها بعد أن أتوا لها بقميصه الملطخ بالدم، تحتضنه بعد أن حرمها الاحتلال من أبسط حقوقها، وهو أن ترى جثمان ولدها، الذي هربه أصدقاْه من المشفى إلى القبر، قبل أن تلحقهم قوات الاحتلال.
تحكي الأم عن لحظة تلقيها نبأ استشهاده، قائلةً: "عدتُ من القدس بعد الصلاة، وسمعت صوت صراخ وإطلاق نار، فاتصلت بأختي في بلدة الطور، وقلت لها ماذا يجري، وإذا بها تقول: محمد حسن استشهد، أي ابني، نعم استمعت لخبر شهادته عبر الهاتف".
واستذكرت آخر موقف بينها وبين ابنها الشهيد محمد، فقالت: "جاءني بالأمس يقول لي، والله لترفعي رأسك فيا يا أمي بكرة، وفعلًا رفعت اليوم رأسي به، واستشهد، القدس كلها فخورة به".
قصة ليست هي الأولى ولن تكون الأخيرة في أرض لا زال يعيش عليها من لا يستحق، بوعد من لا يملك.