رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

"الأزهر" يحذر من توغل "داعش" بأمريكا اللاتينية ويوصي بالتوعية الدينية هناك

الأزهر الشريف
الأزهر الشريف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حذر تقرير صادر عن مرصد الأزهر، من خطورة توغل عناصر من تنظيم داعش، بدول أمريكا اللاتينية، مشيرًا إلى أن التنظيم الإرهابي، وبفضل الآلة الإعلامية التي يستخدمها، استطاع أن يستقطب بعض شباب هذه القارة، فضلًا عن نشر أفكاره ومعتقداته عبر وسائل التواصل الاجتماعي في دول القارة اللاتينية، ويحثّ مناصريه في تلك الدول على الجهاد بالمال لصالح التنظيم من خلال إرسال حوالات مالية إليه في سوريا والعراق، والتأكيد لهم أن مثل هذه الأعمال لا تَقِلّ إطلاقًا عن جهاد السلاح.

وتابع الأزهر في تقريره "مع العلم بأن العديد من المتطرفين يسعون لاستخدام دول أمريكا اللاتينية المختلفة كممرات للعبور إلى دول أخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية، فإن اعتماد التنظيم على الدعاية ووسائل التواصل الاجتماعي عن بُعد أكبرُ دليلٍ على عدم انتشار عناصرَ للتنظيم على أرض الواقع بشكل كبير في هذه المنطقة، الأمر الذي يُقلّل من احتمالية وقوع هجمات إرهابية بها". 

وأوصي "مرصد الأزهر"، بضرورة العمل على زيادة الوعي الديني لدى المسلمين الموجودين هناك من خلال البعثات والجمعيات الدينية الوسطية وعقد دروس وحلقات توعية لهم في المساجد والمراكز الثقافية الإسلامية المختلفة؛ وذلك لأنه حال عدم وجود أرضية دينية قوية تنبذ العنف وتوضح المفاهيم المغلوطة سيكون الاستقطاب لصالح التنظيم وتنفيذ أجندته أسهل وسيعمل على سرعة انتشار أفكاره المغلوطة

وشدد الأزهر على أهمية الاعتماد على السلاح نفسه الذي يبثّ به التنظيم أفكاره المسمومة، من خلال بثّ رسائل وحملات توعوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة لنبذ هذه الأفكار الضالة وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي يروجون لها هو أمر له مردود إيجابي ولا يمكن بأي حال التقليل من شأنه؛ وهو أمر يعمل عليه "مرصد الأزهر لمكافحة التطرف" في الداخل والخارج، حيث أصدر بعض الحملات التوعوية في هذا الصدد، ورغم ذلك لا يزال هناك الكثير مما يجب عمله.

وفي النهاية أشار "مرصد الأزهر"، إلى الأرض الخصبة في أمريكا اللاتينية والمستعدة لتلقي مناهج الدين الحنيف وتعاليمه السمحة، فهل يتحرّك ذوو الأمر قبل أن تمتد إليها الأفكار المتطرفة أو الأيادي الغادرة؟!.

مليون مسلم في رحاب القارة

تُشكّل الجالية المسلمة في دول أمريكا اللاتينية بشكل عام عددًا لا بأس به قد يصل في بعض الأحيان إلى أكثر من مليون نسمة كما هو الحال في البرازيل على سبيل المثال، أخذًا في الاعتبار أن تلك الأعداد في تزايد مستمر.

ولعل المتابع للعديد من التقارير التي أعدتها وحدة الرصد باللغة الإسبانية عن أحوال الإسلام والمسلمين في مجموعة من دول أمريكا اللاتينية مثل: الأرجنتين والمكسيك وكولومبيا وكوبا، سيلاحظ أن اعتناق الإسلام في تلك الدول قد تَنامى بشكل ملحوظ خاصة بعد اعتداءات 11 سبتمبر الإرهابية في الولايات المتحدة الأمريكية.

ومع تزايد الأعمال الإرهابية التي تُقترف باسم الإسلام من جانب جماعات تنتسب زورًا إلى هذا الدين الحنيف، على رأسها تنظيم "داعش" الإرهابي، يكثر الحديث عن الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمكتوبة والتي تتناولها في أغلب الأحيان بصورة سلبية تعمل على ترسيخ فكرة أن الإسلام والإرهاب وجهان لعملة واحدة، وأن المسلمين هم مجموعة من الإرهابيين يسعَوْن في الأرض فسادًا، وهو ما يتنافى مع حقيقة الأمر، ومن هنا ترسّخت في أذهان الكثير في معظم دول العالم هذه الصورة المشوهة التي كانت نِتاجًا لتلك الاعتداءات الإرهابية، فضلًا عمّا تبثّه الآلة الإعلامية

وفقًا لما رصدته وحدة الرصد الإسبانية بالأزهر، إن أمريكا اللاتينية كان لها نصيب كبير من ترسخ هذه الفكرة لدى شعوب تلك القارة، مما كان له الأثر السلبي على كثير من المسلمين هناك.

وأكد تقرير مرصد الأزهر لمكافحة الإرهاب على أنه رغم انتشار تلك الجماعات في دول أمريكا اللاتينية لم يكن على القدر الموجود في الدول الأوربية، إلا أنه تلاحظ انتشارًا كبيرًا للفكر المتطرف من خلال الجماعات الإرهابية في أمريكا اللاتينية، وهي غالبًا جماعات أهلية مسلحة مثل جماعة "القوات الثورية المسلحة" في كولومبيا و"الطريق المضيء" في دولة البيرو

وشدد على أن تهديدات "داعش" الأخيرة لمجموعة من دول أمريكا اللاتينية قد يجعل منها هدفًا لتنفيذ عمليات إرهابية وملاذًا جديدًا لتجنيد الشباب من هذه الدول عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتأهيلهم للانضمام إلى صفوف تنظيم "داعش" على وجه الخصوص.

ووفقًا لتقارير أمنية، فإن القارة اللاتينية، تشهد وجود بعض الجماعات الإرهابية، تقوم ببعض العمليات الإرهابية في البرازيل، والمثلث الحدودي في الأرجنتين، والباراجواي، والبرازيل، منها جماعة الجهاد الإسلامية، والجماعة الإسلامية المقاتلة المغربية، فضلًا عن القاعدة والكتيبة الإعلامية للجهاد

ففي الأرجنتين، رصدت وحدة اللغة الإسبانية عملية اختراق مجموعة قالت إنها تابعة لتنظيم داعش الإرهابي الموقعَ الرسمي الإلكتروني للجيش الأرجنتيني وقامت بوضع صورة تضم مجموعة من مقاتلي التنظيم بعنوان: "نحن الدولة الإسلامية، الله أكبر"، هذا تهديد داعش في الأرجنتين وسريعًا سيعرفوننا"، وقد أوضح المخترقون للصفحة أنهم ينتمون لتنظيم داعش.

وعلى الرغم من البُعد الجغرافي الذي يفصل بين دول أمريكا اللاتينية ومناطق النزاع في سوريا والعراق، إلا إن تنظيم داعش ألقى بظلاله على دول أمريكا اللاتينية في الآونة الأخيرة؛ حيث تشير بعض التقارير إلى وجود ما يقرب من 100 مقاتل داخل صفوف هذا التنظيم، قدموا من دول أمريكا اللاتينية، وأنه في حال عودتهم إلى بلادهم من مناطق النزاع في سوريا والعراق فمن الممكن أن تتعرض بعض دول أمريكا اللاتينية لاعتداءات إرهابية.