يحرص مريدو الطرق الطوفية على المجىء إلى مولد سيدى على الخواص فى الوقت نفسه من كل عام، باعتباره ذكرى مهمة يجب إحياؤها والتبرك بها، ليس من أهالى المنطقة فقط بل وإنما لقاطنى محافظات أسيوط وسوهاج وأسوان، والاحتفال بمولده وترديد الأذكار وتلاوة القرآن والاكثار من الدعاء.
علي الخواص البرلسي، عالم دين مسلم، وأحد أعلام التصوف الإسلامي في القرن العاشر الهجري، أخذ التصوف عن إبراهيم المتبولي بشكل أساسي وعن الشيخ بركات الخياط.
كان عالما أميا لا يقرأ ولا يكتب، فجمع تلميذه عبد الوهاب الشعراني ما كان يقوله في كتاب سماه "درر الغواص في فتاوى سيدي علي الخواص"، الذى قال عنه في المقدمة فهذه نبذة صالحة من فتاوى شيخنا وقدوتنا، ولي الله الكامل الراسخ الأمي المحمدى، سيدى علي الخواص، أعاد الله علينا وعلى المسلمين من بركاته وبركات علومه في الدنيا والآخرة، ولقب بالخواص لأنه كان يصنع المقاطف من الخوص والبرلسى وأيضا بالبرلس نسبة إلى البرلسى قرية فى شمال الدلتا.
والعارف بالله سيدى على الخواص كان يرى ذنوب الناس وهو يتوضاء للصلاة، وكان اذا جلس أمامه أى أحد عرف ذنوبه منذ ولدته امه، فهو شخصية صوفية تحتل الذروة في عرفانها وتحققها باسمى المقامات، فلو ذهبنا نتعرف على تلك المواهب التي منحها القطب الخواص لضاقت بنا السطور وتحيرت منا العقول ازاء هذه المنح الاصطفائية التي لا يحدها وصف ولا حصر، ولكن سنسير من عمق هذه الشخصية ما تهيأ لنا، اصطنع الحق تعالى احبائه لنفسه ورباهم على عينه وجعل قلوبهم خزائن معرفته فاودع فيهم من دقائق سره لا تدركه العقول. الا انهم انوار الله المتلألئة في سماء مملكته، وعباده الساجدون على بساط خدمته من دنا من ساحتهم أحلوه خير مقام ومن فاز بصحبته نال الوصال الى الملك العلام، من اولئك الواصلين والاعلام المربين، معدن التقى والاخلاص وصفوة الاولياء، وسيد من سادات القوم وركن من اركان الطريق، وشيخ تربى على يديه ائمة واعلام وحسبك ان من ابنائه في الطريق الامام العارف ترجمان التصوف عبد الوهاب الشعراني.
وتوفي في القاهرة في آخر جمادى الآخرة سنة 949 هـ ودفن سيدي علي الخواص -رضي الله عنه- بالقاهرة ويقع مقامه بحي شهير وعند أحد أسوار القاهرة القديمة، وسميت بزاوية الشيخ بركات الخياط واسمه باب الفتوح أو باب النصر فهو مقام شهير.
