الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

عم عبد الحميد: جوزت 5 بنات من "عربية الجيلاتي"

عم عبدالحميد
عم عبدالحميد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"العيال الصغيرة بتحب الجيلاتي وبتعرف إنني جيت لما يسمعوا زمارتي، واللي لها طريقة معينة مختلفة عن بتاع شعر البنات، والحمد لله الأهالي عشرة ومطمنين إن الجيلاتي بتاعى نضيف".
قالي لي أستاذ جامعة عراقي ذات يوم وأنا أجري معه حوارا لإحدى الصحف جملة ما زال صداها يتردد في أذني حينما سألته عن مصر: "إني رأيت الإسلام يمشي في شوارعها.. رأيته في شهامة الناس وتكاتفهم ومساندتهم لبعضهم البعض في الشدائد.. شهدته في فتح البيوت وفي سرادقات الأفراح والعزاء.. وجدته في طوابير التبرع بالدم.. وفي الهرولة عند الكرب.. رأيته في رضا الناس وحمدهم وشكرهم مهما ضاقت الأحوال".
وكأن صديقي العراقي حينما قال هذا كان قد سبقني ورأى عم عبد الحميد، ذلك الذي لو أردنا تعريفه لقلنا عنه إنه الرضا ذاته، قبل المغرب بنصف ساعة يجلس على الأرض في جانب الطريق يستظل بعربية «الجيلاتي»، مشهد يستحق أن نقف لنعرف حكاية الرجل السبعيني العمر، الذي يجابه الحياة بأبسط الإمكانيات.
السلام عليكم يا عم الحاج.. هو: وعليكم السلام يا بني لسه الجيلاتي بعد الفطار إن شاء الله، نفطر ونبدأ نبيع.. طبعا يا عم الحاج، بس أنا مش واقف علشان آخد جيلاتي.. أنا «على باب الله»، يرد: «كلنا على بابه طالبين المدد والعون وهو في ملكوته أبدا ما بيرد سائل»، مد عم عبد الحميد يده في جيبه وبها عشرة جنيهات، وهم أن يعطينى إياها وهو يقول: «ربنا يسهلك يا بني»، اندهشت وقلت له لأ يا حاج إيه ده؟.. أنت فهمتنى غلط، ليعود ويرد عليا: «كله بتاع ربنا يا بنى مفيش حاجة بتاعت حد إنت مش بتقول على باب الله يعنى فى ضيقة والموضوع مش باللبس الله أعلم بحال العباد»، ضحكت واقتربت منه وأخرجت «كارت شخصى وعددًا من جريدة البوابة» وقلت له: «يا عم الحاج عبد الحميد أنا صحفى وعاملين حلقات اسمها على باب الله، وأشرت إليه على الصحيفة، فقرأها وقال لي: «أيوا كده أنا فهمت.. بس أنا يا بنى مستور والحمد لله.. ربنا جعل لي باب رزق مكفيني وسترني أنا وبيتي».
«أنا يا بني والله ما نفسي في حاجة غير إن ربنا يكملها بالستر علينا وعلى مصر، أما غير كده مفيش، أنا عندي ٧ عيال ٥ بنات واتنين رجالة من سنك، البنات جهزتهم وجوزتهم من عربية الجيلاتي، إزاي معرفش لكن بركة ربنا لما بتحل بتخلي القليل كتير.. وأهو ولادي شغالين نفس شغلانتي وربنا يكرمهم».
ويتابع عم عبد الحميد: «العيال الصغيرة بتحب الجيلاتى وبتعرف إننا جيت لما يسمعوا زمارتي، واللي لها طريقة معينة مختلفة عن بتاع شعر البنات، والحمد لله الأهالى عشرة ومطمنين إن «الجيلاتي» بتاعى نضيف، لأنى بعمله بما يرضى الله، وبحط عليه عسل نحل وبخدمه فى السكر.. ولما بوصل لمكان كلهم بيحبوني، ويقولون لولادهم دى زمارة عمكوا عبد الحميد لأنى أنا بسرح من أيام ما كان الآبهات دول لسه عيال صغيرة، بس كانو بيقولوا دندورما مش جيلاتى.. صحيح نفخة الزمارة ما بقيتش زى الأول بس رنتها لسه معروفة.. وبعد الفطار بيبقى العيال مستنيانى أوصل بفارغ الصبر.. يشتروا جيلاتى ويزمروا ويلعبوا حوليا.. ربنا يفرح أهلهم بيهم وبشبابهم.. ويحفظ بلدنا اللى كلها خير.. وتفضل متصانة ويد واحدة ويبعد عنها كل شهر وكل سنة وأنتم طيبين.. لما الموضوع ينزل فى الجرنال علشان ما تدورش عليا كتير أنا يوم الجمعة بفطر عندك عمك جورج تاجر البيض.. اسأل عليه هو معروف ويوم الجمعة بنفطر عنده».