الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

بالصور.. "البوابة نيوز" ترصد تفرد جامع ابن طولون في البناء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد خبير الآثار، الدكتور عبدالرحيم ريحان، أن جامع أحمد بن طولون، يعد ثالث أقدم مساجد مصر، إذ بُني عام 265هـ، بعد جامع عمرو بن العاص بالفسطاط 21هـ، وجامع العسكر الذي شيده الفضل بن صالح بن علي عام 169هـ، وهو أكبر مساجد مصر في المساحة، وتبلغ مساحته ستة أفدنة.
بُني الجامع فوق ربوة صخرية تعرف بجبل يشكر، ليكون فوق أساس متين من الصخر وحتى يكون بمنأى عن فيضان النيل، ويحتفظ الجامع بأغلب عناصره المعمارية منذ تشييده، وقد تولى بناء الجامع مهندس مسيحي، يدعى سعيد بن كاتب الفرغاني، وللمسجد 42 بابًا وزعت توزيعًا مناسبًا على طول امتداد واجهات المسجد لتسهيل دخول وخروج المصلين وذلك طبقًا لدراسة أثرية للباحث الآثاري أبو العلا خليل.
وعرض ريحان، في تصريح خاص لــ"البوابة نيوز"، اليوم الأحد، معالم هذه الدراسة الهامة موضحًا أن الجامع يتميز بمميزات معمارية متفردة فهو الجامع الخالي من الأعمدة ويستند سقفه على دعامات بدلًا من الأعمدة الرخامية المستخدمة في أغلب المساجد وقد بلغت دعامات جامع ابن طولون 160 دعامة شيدت من الآجر أي الطوب الأحمر تأخذ أركانها الأربعة هيئة عمد مندمجة في الدعامة ذات تيجان ناقوسية الشكل وكسوتها الجصية مزخرفة برسوم أوراق خماسية الفصوص تلف حولها في صفين وتحمل الدعائم عقود من النوع المدبب على شكل حدوة فرس يرتكز عليها سقف الجامع.
وأضاف أن الجامع يتميز بميزة فريدة أخرى من وجود ثلاث زيادات حوله لتوفر للمصلين الهدوء والسكينة بعيدًا عن صخب وضوضاء الشارع وبأعلى جدران الجامع شرّافات فريدة في شكلها شيدت من الآجر تعرف بعرائس السماء لأنها تشبه أشكالًا آدمية صفت متجاورة ومتشابكة الأذرع ويتبع جامع أحمد بن طولون تخطيط المساجد الإسلامية الجامعة المنشأة على طراز مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة ويتكون من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة.
وأشار ريحان إلى العناصر المعمارية للجامع التي رصدتها الدراسة ومنها وجود ستة محاريب برواق القبلة أقدمها المحراب الرئيسي الذي يرجع لعهد أحمد بن طولون وهو محراب مجوف بأعلاه زخرفة بفصوص الفسيفساء بها كتابة بالخط النسخ نصها "لا إله إلا الله محمد رسول الله" وقد كسيت طاقية المحراب بالخشب الملون المنقوش من أعمال السلطان المملوكي حسام الدين لاجين عام 696هـ /1296م كما شملت عمارة لاجين للجامع بناء قبة فوق هذا المحراب وإلى يسار المحراب الرئيسي بنى السلطان لاجين محراب مسطح آخر من الجص يعرف بمحراب السيدة نفيسة كما بنى لاجين محرابًا مسطحًا على إحدى دعامات البائكة الثانية من الصحن مقلدًا ومستنسخًا لمحراب رابع يرجع لعهد الخليفة الفاطمي المستنصر بالله عام 487هـ/ 1094م وأما المحراب الخامس والسادس جهة واجهتي الدعامتين اللتين تكتنفان دكة المبلغ ويرجعان للقرن الرابع الهجري.
وأوضح أن ظاهرة تعدد المحاريب بالجامع الواحد يراها البعض نتيجة تعدد المذاهب الفقهية ويراها البعض الآخر نوعًا من التقرب إلى الله ويوجد على إحدى دعائم رواق القبلة بالبائكة الثالثة لوح تأسيسي يحمل اسم الأمير أبو العباس أحمد بن طولون وتاريخ الفراغ من الجامع عام 265هـ عثر عليه أثناء الحفائر بصحن الجامع الطولوني ويعد أقدم لوح تأسيسي في عمارة مصر الإسلامية والمنبر الحالي، من عمل السلطان المملوكي حسام الدين لاجين حسبما جاء في اللوحة الخشبية التي تعلو بابه ويتوسط صحن الجامع فسقية وهى من عمل السلطان لاجين عبارة عن حجرة مربعة تغطيها قبة كبيرة وتتوسطها فسقية من الرخام وبأعلى الفسقية لوحة خشبية كتب عليها الأعمال التي أجريت على يد حسام الدين لاجين بهذا الجامع.
وتابع ريحان أن الدراسة ألقت الضوء على مئذنة الجامع الشهيرة المبنية من الحجر وموقعها ملاصقة لحائط الزيادة الغربية ولها سلم من الخارج يصعد منه إلى سطح يليه سلم حلزوني يوصل إلى سطح آخر يرتكز عليه الجزء العلوى وهو على هيئة مبخرة ومن ثم تعرف المئذنة " بالملوية " متأثرة في ذلك بمئذنة مسجد سامراء المعروفة بالملوية وكان بناء جامع أحمد بن طولون سببًا في سن تقليد خاص بعمال البناء في مصر حيث رأى أحمد بن طولون الصناع يبيتون في الجامع عند العشاء وكان في شهر رمضان فقال متى يشترى هؤلاء الضعفاء إفطارًا لأولادهم اصرفوهم العصر فصارت سنة إلى اليوم فلما فرغ شهر رمضان قيل له قد انقضى شهر رمضان فيعودون إلى سمتهم فقال لا لقد بلغني دعاؤهم وقد تبركت به وليس هذا مما يوفر العمل علينا فصار انصراف عمال البناء عند العصر تقليدًا استمر إلى اليوم.