الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ننشر خريطة إمارات ومعسكرات "داعش" في ليبيا

داعش في ليبيا -صورة
داعش في ليبيا -صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحاول تنظيم داعش الإرهابي خلق فرع له في محافظات الصعيد، ونجح بالفعل في تكوين 5 خلايا عنقودية، يقودها الهارب عمرو سعد، من قنا، إلا أن الضربات الأمنية المتلاحقة حالت دون تمدد التنظيم، ما دفعه للاستعانة بقياداته الموجودين فى الجنوب الليبي، حيث إنهم هم المسئولون عن هذا الفرع المصرى.
ليبيا تمثّل «المورد البشري»، و«المالي»، و«اللوجستي» لداعش في مصر؛ بل أضحت البوابة الخلفية لهروب العناصر الخطرة، ومركزًا للقيادة الثانية والبديلة لهذه التنظيمات.
في ليبيا توجد (3) إمارات تسيطر عليها جماعات مسلحة، وهى إمارة درنة التى يسيطر عليها رجال الظواهري، وتنظيم القاعدة، والتي حصل داعش على أجزاء منها، ثم عاد وانسحب منها يوم (21) أبريل (2016م)، وإمارة سرت، التي نجح داعش في طرد الميليشيات منها، والسيطرة عليها، وطرابلس، التي يسيطر عليها عدد من ميليشيات الجماعة المسلحة، وقوات فجر ليبيا، وميليشيات أخرى كالزنتان.
إمارة درنة تسيطر عليها كتيبة شهداء أبو سليم، ومجلس شورى المجاهدين الذي قصفه الجيش أمس الأول، وهى جماعة من بين أوائل الجماعات التي ثارت على نظام القذافي في فبراير (2011)، وهى تابعة للقاعدة، ومؤخرًا تولّى أبو عبد الله المصري، وعمر رفاعي سرور، ابن القيادي الراحل رفاعي سرور، مؤسس الجبهة السلفية في القاهرة، والمفتي الشرعي لهذه الكتيبة، التى تخضع بالكامل لإدارة تنظيم القاعدة، وهى التى تقوم بإيواء عناصر مصرية.
في المدينة نفسها توجد كتائب راف الله السحاتي، وهو واحد من أوائل الليبيين، الذين قضوا نحبهم أثناء قتالهم قوات القذافي في مارس (2011م) في بنغازي، وبدأت الجماعة ككتيبة ضمن لواء شهداء (17) فبراير، قبل أن تتوسع وتصبح جماعة مستقلة بذاتها، ويقدّر عدد المنتسبين إليها بـ«1000» عضو ينتشرون في شرق ليبيا وفي الكفرة.
كما في درنة، أيضًا، توجد جماعة «أنصار الشريعة»، وأغلب عناصرها تابعون للقاعدة، وبعضهم انشقّ وبايع داعش، وتتركز أكثر في بنغازي ودرنة في الشرق الليبي، وتنتمي إلى السلفية الجهادية، وقد صنّفتها الولايات المتّحدة الأمريكية منظمة إرهابية رغم نفيها الانتماء إلى القاعدة، وهي تمتلك عدة مؤسسات خيرية وعيادات طبية، وسبق أن دخلت في اشتباكات مسلحة مع قوات الصاعقة، واتّهمت بتصفية أفراد من الجيش والشرطة الليبيين.
يتمركز في درنة مجلس شورى الشباب، وهو على صلة بتنظيم القاعدة، واللواء السابع عشر من فبراير التابع لتنظيم القاعدة أيضًا.
في وسط ليبيا، تقع الإمارة الأخطر، وهى إمارة سرت، التي تسيطر عليها (داعش) الآن، وتتمركز في نقاط عدة فيها، منها بعض مزارع منطقة الضهير وبوهادي، كما تحكم سيطرتها على قاعدة القرضابية، وتتخذ مجمع قاعات سرت الكبرى مركزًا لها.
أما إمارة طرابلس، فأغلب العناصر التى تسيطر عليها تابعة لجماعة الإخوان، وقواتهم، فجر ليبيا، التي يسيطرون على أغلب ميليشياتها، وكذلك قوة درع ليبيا، الأوسع انتشارًا في شتى أرجاء ليبيا، والتي تشبه تحركاتها وتصرفاتها كثيرًا وحدات الجيش النظامي الاعتيادية، وهي تحت قيادة وسام بن حميد، كما تسيطر ميليشيا بشير السعداوي على محيط الهضبة الشرقية، بالقرب من جامعة طرابلس، وباب بن غشير.
تتكون قوات فجر ليبيا من ميليشيات متنوعة، وهي ميليشيا مصراتة المدعومة من الإخوان، وكتائب إسلامية متحالفة معها، وغرفة ثوار ليبيا، وقوة درع ليبيا الوسطى، والمعسكر 27، وكتائب زليتن، ومن قاعدة معيتيقة والزاوية ومسلاته، إضافة إلى الحرس الوطني بقيادة خالد الشريف.
هناك كذلك عدد من الجماعات السلفية، التي يُقدّر عددها بالآلاف، وتنتشر في غرب طرابلس وضواحيها، وفي الزاوية، ومصراتة، والخمس، وزليتن، وبعد سقوط القذافي حاولت الاندماج في الحياة السياسية، وكوّنت حزب «الأصالة والتجديد» السلفي، وكذلك ميليشيات متفرّقة، منها مليشيا النواصي بقيادة عبد الرؤوف كارة، وتعدّ من أشرس المليشيات، وتسيطر على قاعدة معيتيقة، وبعض السجون، وعلى منطقة سوق الجمعة بالكامل ومحيطها؛ وميليشيا صلاح البركي، وتتبع إداريًا لميليشا غنيوة، وهي تجمّع لمجموعات، ومزيج من الثوار السابقين، واللاحقين، والإسلاميين.
تعدّ منطقة الصحراء الليبية الجنوبية، وأهمّ مدنها: الكفرة في الجنوب الشرقي، وسبها وغات في الجنوب الغربي، من أخطر المناطق التي تسيطر عليها مجموعات قبلية مسلحة صغيرة، والجماعات المسلحة العابرة للحدود مثل: تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، و«جماعة الموقعون بالدم»، وأعلنت مؤخرًا جماعة ليبية مجهولة تسمى «مجاهدي ليبيا» مبايعة أبي بكر البغدادي، زعيم تنظيم «داعش»، وانضمامها إلى ما يسمى «دولة الخلافة».
أما معسكرات الدواعش والقاعدة على حدود مصر فهناك (3) معسكرات يقودهم مصريّون من محافظة أسيوط.
كما يوجد معسكر الزنتان، ويَخْضَع لإدَارَة تَنْظيـم أنْـصَار الشَّرِيعَة في لِيبيَا، ومعسكر أبو سلِيم ويشرِف عليهِ أبُو دُجَانة الـموجود حالِيًّا في شَـمَال غَرب سورِية، وهُو مُـخْتَصّ في تحضِير الانتحاريين.
وكذلك يوجد ثكنة الجبل الأخضر دَاخِل مركز القيادة العسكرية للجَماعة الليـبية الـمقاتلة، بجوار مدينة درنَة، وهُو الـمُعَسْكَر الأكثَر تَطَوُّرًا وتَجْهِيزًا.
وهناك معسكر الإخوان، ويَقَع مَقَرهُ في مِنطَقة بوفَاخِر في بنغازي، ومِنهُ خَرَجَت طَلاَئِع غُرفَة عَمَلِيَّات ثُوَّار لِيبِيَا.
كما يوجد مخيم للسلفِية الجهادية، ومقرّه في منطقة الليثي في بنغازي، ومعسكر منطقة منطقة الظهير بمدينة سرت.
تعتبر هذه المعسكرات كلها هي المورد البشرى للقعدة وداعش ومجموعات الإخوان النوعية بمصر، وقد اعترف المقبوض عليهم بأنّهم تلقّوا تدريباتهم في ليبيا، كما أنّهم ذهبوا كمحطة انتقالية إلى السودان، ومنها للداخل المصرى، ففي فبراير عام (2015م)، تمكّن رجال قوات حرس الحدود، في أسوان في منطقة وادي العلاقي، من ضبط (7) من قيادات جماعة الإخوان أثناء محاولتهم الهرب بطرق غير شرعية من خلال التسلل إلى السودان عن طريق الدروب والصحاري.
أهمّ طريق استخدمته قيادات داعش للدخول لمصر هو طريق ارقين الحدودي، وطريق درب الأربعين، وحلايب شلاتين، حيث تتخذ الجمال والسيارات طرقًا وممراتٍ داخل دروب الصحراء المعروفة لدى القبائل الموجودة هناك، والتي من أهمّها قبائل الرشايدة.
ويبتعد المهرّبون مسافة (10) كيلو مترات عن نقاط التفتيش الحدودية الموجودة هناك، ثمّ يتمّ نقل البشر، وكميات السلاح عبر بحيرة ناصر، ومدينة أبوسمبل السياحية.
يسلك المهربون طريق درب الأربعين بين مصر والسودان بواسطة الجمال (الإبل)، وتستغرق الرحلة حتى الوصول إلى مدينة دراو وسط محافظة أسوان نحو (40) يومًا كاملة.
هناك منطقة جبلية في الحدود الشرقية بين محافظتي أسوان والبحر الأحمر، وهي المعروفة باسم برنيس، يتمّ استخدامها، أيضًا، في نقل الإرهابيين، الذين حاولوا، في الآونة الأخيرة، إقامة أكثر من معسكر تدريب، وتمركز، مثل معسكر مدينة ديروط، الذي تمّ رصده وتصفيته.
أما من ناحية الغرب، فهناك (4) طرق رئيسة كلّها موصولة بليبيا، أهمّها: طريق الفيوم، وسمالوط، وجلدة، وديروط، ومن خلالها تمّ دخول العناصر التي هاجمت كمين الفرافرة في الوادي الجديد.
ويستغل الدواعش جبل العوينات وهو منطقة وعرة ليهربوا منه إلى ليبيا او يعودون منه للداخل المصرى، ويكثر في محيطه نشاط للمهربين وتجار الأسلحة والمخدرات، وهو بمثابة نقطة حدودية هشة بسبب طبيعتها الجغرافية المعقدة. بينما يقع جبل عبد المالك داخل الأراضي الليبية وقرب شريط الحدود المصري، وعلى بعد نحو 160 كيلومترا من منطقة العوينات، وتوجد واحة الكفرة في شرق الصحراء الليبية في مواجهة منطقة الجلف الكبير المصرية.
يجد الأمن بمصر صعوبة كبيرة فى التأمين الكامل للمنطقة الحدودية الغربية، بسبب صعوبة التضاريس في بعض المناطق.
لا يتحدث أحد كثيرًا عن المصريين الدواعش في ليبيا، رغم أن المعلوم أنه يوجد حوالى 16 قياديًا مصريًا فى صفوف داعش بليبيا، ومنهم القيادى جويدة شريف من محافظة مطروح، مدينة برانى، كما يوجد 9 آخرون من محافظات كبيرة مثل الإسكندرية والقاهرة.
يتمركز المصريون فى الجنوب الليبي حتى يسهل لهم الانتشار والتغلغل داخل الحدود المصرية، لكن هناك مشكلات واجهتهم وهى حرس الحدود والقبائل العربية البدوية التى اصطدمت بهم وأبلغت عنهم الأمن فى أكثر من مرة.
من هنا يتبين لنا خطورة الوضع، وأن الإرهاب في الداخل المصري لا يرتبط بالظروف الداخلية بقدر ارتباطه خارجيًا.