الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

ننشر كلمة بابا الفاتيكان في قداس مئوية ظهور العذراء بـ" فاتيما"

بابا الفاتيكان
بابا الفاتيكان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نشرت الصفحة الرسمية للفاتيكان، تصريحات للبابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، خلال ترأسه صباح اليوم السبت القداس الإلهي في ساحة مزار العذراء بالبرتغال، بمناسبة المئوية الأولى على ظهورات العذراء مريم في فاتيما.
وقال البابا فرنسيس خلال القداس الإلهي قداسة الطوباويين فرانشيسكو وجاشينتا مارتو: يقول شاهد بطمس في سفر الرؤيا: "ثُمَّ ظَهَرَت في السَّماء اِمرَأَةٌ مُلتَحِفَةٌ بِالشَّمس"، ويشير على أنها كانت توشِكُ أَن تَلِد. من ثمَّ سمعنا يسوع في الإنجيل يقول للتلميذ: "هذه أُمُّكَ". لدينا أم! "سيّدة جميلة جدًا" كما كان شهود فاتيما يقولون في طريق عودتهم إلى البيت، في ذلك اليوم المبارك المصادف في الثالث عشر من مايو لمائة سنة خلت. وفي المساء لم تتمكن جاشينتا من الاحتفاظ بالسر فباحت به لأمّها قائلة: "اليوم رأيت العذراء". كانوا قد رأوا أمّ السماء، وفي الإتجاه الذي تحركت صوبه أعينهم تحرّكت أيضًا أعين الكثيرين.. لكنّهم لم يروها. إن العذراء الأم لم تأتِ إلى هنا لكي نراها؛ إذ أنّه سيكون أمامنا الأزليّة بكاملها لنتأمّل بها بالتأكيد إن ذهبنا إلى السماء.
وأضاف" فرنسيس " قائلًا: إذ تنبّأت وحذّرتنا حول خطر الجحيم الذي قد يقود إليه أسلوب حياة – غالبًا يقدّم لنا ويُفرض علينا – بدون الله ويدنّس الله في خلائقه، جاءت لتذكّرنا بنور الله الذي يقيم فينا ويغمرنا، لكي، وكما سمعنا في القراءة الأولى، "يُخطفَ الابن إِلى حَضرَةِ اللّهِ إِلى عَرشِه". وبحسب كلمات لوشيا، كان المُختارون الثلاثة يقفون داخل نور الله الذي كانت العذراء تُشعُّ به. لقد غمرتهم بمعطف النور الذي منحها الله إياه. وبحسب إيمان وشعور العديد من الحجاج، لا بل جميعهم تقريبًا، فاتيما هي قبل كل شيء معطف النور هذا الذي يغمرنا، هنا كما في أي مكان آخر على الأرض عندما نلتجئ إلى حماية العذراء الأم لنسألها، كما تعلّمنا صلاة "السلام عليك أيتها الملكة" أن ترينا يسوع!
وتابع "فرنسيس" أيها الحجاج الأعزاء، لدينا أمّ! وإذ نتمسّك بها كأبناء نعيش من الرجاء القائم على يسوع، لأنَّ، وكما سمعنا في القراءة الثانية، "أُولئِكَ الَّذينَ تَلَقَّوا فَيضَ النِّعمَةِ وهِبَةَ البِرِّ أَن يَسودوا بالحَياةِ بيَسوعَ المسيحِ وَحدَه" (روما 5، 17). عندما صعد يسوع إلى السماء حمل إلى الآب السماوي البشريّة؛ بشريّتنا التي اتّخذها في حشا العذراء الأم والتي لن يتركها أبدًا. كمرساة، نثبّت رجاءنا في تلك البشريّة الجالسة في السماء على يمين الآب (راجع أفسس 2، 6). ليكن هذا الرجاء دافعًا لحياتنا جميعًا! رجاء يعضدنا على الدوام حتى النفس الأخير.
واستطرد" فرنسيس " قائلًا: وإذ يقوّينا هذا الرجاء، تجمّعنا هنا لنرفع الشكر على البركات التي لا تُحصى والتي منحتها السماء لنا خلال هذه السنوات المائة التي مرّت تحت معطف النور الذي، وانطلاقًا من هذا البرتغال الغنيّ بالرجاء، نشرته فوق أربع زوايا الأرض. وكمثالَين نرى أمام أعيننا القديس فرانشيسكو مارتو والقديسة جاشينتا اللذين أدخلتهما العذراء في بحر نور الله الواسع وحملتهم على عبادته. من هذا الأمر أتتهم القوّة ليتخطّوا المعاكسات والآلام. وأصبح الحضور الإلهي ثابتًا في حياتهم كما يظهر بوضوح أيضًا في صلاتهم المتواصلة من أجل الخطأة والرغبة الدائمة بالإقامة مع يسوع المختبئ في بيت القربان.
تابع "فرانسيس: "كتبت الأخت لوشيا في مذكراتها كلمات جاشينتا بعد إحدى الظهورات: "ألا ترَين الدروب والطرقات والحقول مليئة بالأشخاص الذين يبكون بسبب الجوع وليس لديهم شيئًا يأكلونه؟ والأب الأقدس في كنيسة يصلّي أمام قلب مريم الطاهر؟ والعديد من الناس الذين يصلّون معه؟" أشكركم أيها الإخوة والأخوات على مرافقتكم لي! لم أستطِع ألا آتي إلى هنا لأُكرِّم العذراء الأم وأكِل إليها أبناءها وبناتها. فهم لا يضيعون تحت معطفها؛ ومن يديها سيأتي الرجاء والسلام اللذَين يحتاجون إليهما واللذين أطلبهما من أجل جميع إخوتي في المعموديّة والبشريّة لاسيما المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة والمساجين والعاطلين عن العمل والفقراء والمتروكين. أيها الإخوة الأعزاء، لنرفع صلاتنا إلى الله مع الرجاء بأن يصغي البشر إلينا؛ ولنتوجّه إلى البشر مع اليقين بأن الله يساعدنا ويعضدنا.
وقال "فرنسيس" إن الله في الواقع قد خلقنا كرجاء للآخرين، رجاء حقيقيّ ويمكن تحقيقه كل بحسب حالة حياته. وإذ تطلب من كلّ فرد منا أن يقوم بواجباته بحسب حالته تجنِّدُنا السماء هنا ضدّ هذه اللامبالاة التي تُجلِّد القلب وتجعل ضعف نظرنا أسوء. نحن لا نريد أن نكون رجاء فاشلًا! يمكن للحياة أن تعيش فقط بفضل سخاء حياة أخرى. "إنَّ حَبَّةَ الحِنطَةِ الَّتي تَقَعُ في الأَرض إِن لَم تَمُتْ تَبقَ وَحدَها. وإذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَرًا كثيرًا" (يوحنا 12، 24). هذا ما قاله وفعله الرب الذي يسبقنا على الدوام. وعندما نعيش خبرة الصليب لنتذكّر أنّه عاشها قبلنا؛ وبالتالي نحن لا نذهب نحو الصليب لنجد يسوع وإنما هو قد واضع نفسه وتنازل حتى الصليب ليجدنا ويتغلّب من خلالنا على ظلمات الشرّ ويعيدنا إلى النور.
واختتم "فرنسيس" عظته بالقول تحت حماية العذراء نحن في العالم رقباء للصبح يعرفون كيف يتأمّلون الوجه الحقيقي ليسوع المخلّص ذاك الذي يسطع في الفصح، ويكتشفون وجه الكنيسة الشاب والجميل الذي يُشعُّ عندما تكون مرسلة وحرّة، أمينة وفقيرة في الموارد وغنيّة في المحبّة.