الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

بابا الفاتيكان يبدأ زيارته التاريخية إلي مصر غدًا تلبية لدعوة السيسي

البابا فرانسيس بابا
البابا فرانسيس بابا الفاتيكان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدأ البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، زيارة تاريخية لمصر غدًا الجمعة؛ تلبية لدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.
وتأتي زيارة بابا الفاتيكان لمصر تحت شعار "بابا السلام في مصر السلام"، وهي الزيارة التاريخية التي استعدت لها كل أجهزة الدولة على كافة المستويات التنظيمية، وسيتابعها العالم كله، كما انتشرت في شوارع القاهرة لافتات للترحيب بالبابا فرنسيس تحمل صورته وشعار الزيارة.
ومن المقرر أن يصل البابا فرنسيس ظهر غدٍ الجمعة، في زيارته التي تستمر 72 ساعة، حيث من المقرر أن يستقبله الرئيس عبدالفتاح السيسي، كما سيشارك في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، حيث سيلقي كلمة في الجلسة الختامية مع شيخ الأزهر.
ويحضر بابا الفاتيكان حفلًا تنظمه الرئاسة المصرية على شرفه في أحد فنادق القاهرة بحضور كبار المسئولين المصريين، وعقب الحفل سيزور البابا فرنسيس الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، حيث سيلتقي بالبابا تواضروس الثاني، ويعقد اجتماعًا مع مجلس كنائس مصر، وسيرأس قداسًا في الكنيسة البطرسية لإحياء ذكرى ضحايا التفجير الإرهابي الذي وقع بها في شهر ديسمبر الماضي، وراح ضحيته 28 شهيدًا.
وفي اليوم الثاني للزيارة، سيرأس البابا فرنسيس قداسًا يشارك فيه أكثر من 30 ألف شخص، في استاد الدفاع الجوي بمحور المشير طنطاوي، وسيعقد اجتماعًا مع كهنة الكنيسة الكاثوليكية بمصر، قبل أن يغادر القاهرة عصر السبت.
من جانبه، أكد مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي (المتحدث باسم الفاتيكان) جريج بورك، أن بابا الفاتيكان لا يريد استخدام سيارة مصفحة خلال زيارته إلى مصر، مضيفًا - في بيان وزعته الكنيسة الكاثوليكية بمصر مساء أمس الأربعاء - أن البابا خلال زيارته لمصر سيستخدم سيارة مغلقة، ولكن غير مصفحة، وهذا وفقًا لرغبته، معربًا عن ثقته وثقة البابا فرنسيس في الخطة الأمنية التي أعدتها وزارة الداخلية المصرية لتأمين الزيارة.
وتبعث زيارة بابا الفاتيكان لمصر 4 رسائل للعالم: أولها التأكيد على أن مصر بلد آمن ودعم جهود الحكومة في محاربة الإرهاب، وثانيها دعم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعد الأحداث الإرهابية الأخيرة، وثالثها التأكيد على أهمية حوار الأديان عبر المشاركة في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، إلى جانب البُعد الرعوي للزيارة وهو خاص بالكنائس الكاثوليكية بمصر.
وللفاتيكان علاقات متميزة مع الدولة المصرية؛ إذ زار الرئيس عبدالفتاح السيسي الفاتيكان عام 2014، والتقى البابا فرنسيس، وفي العام الماضي زار الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب الفاتيكان والتقى البابا فرنسيس، ودار حوار مثمر بين الجانبين حول الحوار بين الأديان، كما أنهت تلك الزيارة القطيعة بين الأزهر والفاتيكان التي استمرت 7 سنوات بسبب تصريحات البابا السابق بنديكت السادس عشر المسيئة للإسلام.
وعقب التفجيرات الإرهابية التي استهدفت كنيستي مارجرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية شكك البعض في إتمام زيارة بابا الفاتيكان لمصر، إلا أن البابا فرنسيس أكد إصراره على إتمام الزيارة في موعدها ووفقًا لجدولها المقرر، في تأكيد منه على شعار الزيارة أن مصر هي أرض السلام.
وفي رسالة بالفيديو بعث بها بابا الفاتيكان إلى المصريين وبثتها الكنيسة الكاثوليكية اليوم، أعرب البابا فرنسيس عن سعادته بزيارته المرتقبة إلى مصر، وقال "يشرفني أن أزور الأرض التي زارتها العائلة المقدسة".
وقال: "يا شعب مصر الحبيب، السلام عليكم، بقلب فرح سأزور بعد أيام قلائل وطنكم العزيز مهد الحضارة وهبة النيل وأرض الشمس والضيافة، حيث عاش الآباء البطاركة والأنبياء وحيث أسمع الله صوته لموسى.. إني لسعيد حقًا أن آتي كصديق ومرسل سلام وحاج على الأرض التي قدمت منذ أكثر من ألفي عام ملجأ وضيافة للعائلة المقدسة التي هربت من تهديدات الملك هيرودس، ويشرفني أن أزور الأرض التي زارتها العائلة المقدسة".
وتابع بابا الفاتيكان: "أحييكم بمودة وأشكركم على دعوتكم لي لزيارة مصر التي تسمونها أم الدنيا، أشكر الرئيس عبدالفتاح السيسي والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الكاثوليك على دعوتهم لي".
واعتبر بابا الفاتيكان أن زيارته لمصر "تشكل إسهامًا مفيدًا في حوار الأديان مع العالم الإسلامي وفي الحوار المسكوني مع الكنيسة الأرثوذكسية العريقة والحبيبة.. إن عالمنا الممزق من العنف الأعمى الذي ضرب قلب وطنكم العزيز يحتاج للسلام والمحبة والرحمة، يحتاج لصانع السلام لأشخاص أحرار ومحررين، لأشخاص شجعان يعرفون كيف يتعلمون من الماضي ليبنوا المستقبل دون أحكام مسبقة، إنه يحتاج لمد جسور للسلام والحوار والأخوة والعدل والإنسانية".
ُيُشار إلى أن للكنيسة القبطية الأرثوذكسية علاقات متميزة مع الفاتيكان في إطار الحوار المسكوني بين الكنائس، والذي يجمع الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية عبر لجنة الحوار بين الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية الشرقية، والتي عقدت عدة اجتماعات شارك فيها ممثلون عن الكنائس المختلفة بهدف حل الخلافات وبحث الوحدة بين الكنائس.
ويُعد البابا الراحل شنودة الثالث هو أول بطريرك للكنيسة الأرثوذكسية يزور دولة الفاتيكان عام 1973، بعد اعتلائه الكرسي البابوي بعامين، وفي 2000 زار بابا الفاتيكان الراحل يوحنا بولس الثاني مصر، وفي عام 2013 حرص البابا تواضروس الثاني أن تكون أول زيارة خارجية له بعد تنصيبه بطريركًا للفاتيكان، حيث التقى البابا فرنسيس، واتفق الجانبان على اعتبار يوم 10 مايو كل عام (تاريخ الزيارة) يوم المحبة الأخوية تحتفل به الكنيستان الكاثوليكية والأرثوذكسية.
وحرص البابا فرنسيس على تعزية البابا تواضروس عقب حادث البطرسية وتفجيري طنطا والإسكندرية، معربًا عن تضامن الكنيسة الكاثوليكية مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصابها.