"وثب.. قفز.. قذف.. قتله"، هذه كانت الكلمات التي استيقظ عليها المصريون بعد مرور يوم على واحدة من أفظع مذابح الآلة الصهيونية الغادرة، والتي لم تجد أمامها سوى أرواح الأطفال الأبرياء لتفرغ فيهم رصاصها وقنابلها الغاشمة، حيث إنه في صباح يوم 8 أبريل عام 1970، قامت قوات الاحتلال الصهيوني بقصف مدرسة بحر البقر، بمدينة الحسينية بمحافظة الشرقية، لتؤكد عنصرية هذه الفئة الضالة التي عاثت وما زالت تفسد وتدمر كل ما هو حي في هذه المنطقة البائسة.
ولم تقف السينما ساكنة تشاهد هذه المذبحة في صمت، ولكنها تفاعلت مع الحدث باعتباره أمرًا جللًا هز كيان كل شخص ما زالت تنبض الإنسانية بداخله.
وكانت بداية التوثيق الفني لهذه المذبحة علي يد الشاعر الكبير "صلاح جاهين"، والذي نعى أبرياء الشرقية بدموعه في أحد أروع قصائدها والتي حملت عنوان "مذبحة البقر"، وكتب جاهين القصيدة ثم توجه للإذاعة المصرية، وهناك تم التواصل مع الملحن سيد مكاوي، والفنانة شادية للعمل على هذه الأغنية، والتي سار العمل فيها على قدم وساق هذه الليلة دون أجر لأي منهم.
ولم ينس فيلم "العمر لحظة" هذه المذبحة، حيث وثق في طيات مشاهده، مشاهد بالغة الأثر في نفوس مشاهدي الفيلم، والذي قامت ببطولته الفنانة ماجدة والفنان أحمد مظهر، ومن إخراج محمد راضي.
