الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حته شيكولاتة ياريس!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حد يفهمنا، معلش ثقافتى على أدّى ومش فاهمة، وعايزا حد يفهمنى وأكيد فى ناس كتير زى حالاتى مش فاهمين، مش فاهمين إيه اللى بيحصل فى بلدنا، وعايزين حبايبنا من ذوى الخبرة والعقول النابغة والمسؤولين اللى أصبحوا غير مسؤولين عن الى بيتقال بين الناس ومش فاهمينه، يفهمونا.
حد يفهمنا هو مش الضرب فى الميت حرام؟ فأصبح المواطن المصرى البسيط كالميت الذى تقوم الحكومة والدولة بضربه كل يوم، وتقوله صباحه عسل، فمع الحكومة المصرية وقراراتها «مش هتقدر تغمض عنيك» وتغمض ازاى مع وجع الأسعار والارتفاع لغلاء العيشة وأزمة الخبز الأخيرة، التى تظاهر فيها البسطاء، ثم يأتى هذا الحدث ويوجع قلوبنا، فهى حالة إنسانية شديدة الخصوصية، فالعنوان «سرقة يعاقب عليها القانون جعلونى مجرمًا»، ولكنها سرقة من نوع خاص تجمع ما بين الرحمة والعطف على السارق الجانى وليس المجنى عليه السوبر ماركت، فقد تأثر الكثيرون، وأنا منهم عندما قرأت عن سرقة أحد الآباء شيكولاتة من أحد المتاجر لابنه، وما أدراك ما متعة طعم الشيكولاتة للكبار والصغار»، حيث إنه غير قادر على شراء الشيكولاتة أو الحلويات لابنه، وقد تكررت سرقته أكثر من مرة، فأنا لن أتحدث عن مدى تفاهة السرقة، وهى حتة شيكولاتة (وحتى لو علبة)، ولكننى أتحدث عن ما وصلنا إليه من التناقض الكبير لمن يضبط بسرقة الملايين، وأى ملايين، فالملايين أصبحت فكة الحيتان الكبيرة التى لم تعد حكرًا على رجال الأعمال، بل تعدى هذا إلى بعض الموظفين فى الدولة الذين يشغلون مناصب حساسة، وتم ضبط بعضهم، فوجدوا فى منازلهم «مغارة على بابا والأربعين حرامى» من أموال تفوق مائة وخمسين مليون جنيه (دهب ياقوت مرجان أحمدك يارب).. حد يفهمنا، هل لا يزال البحث جاريًا عن الأربعين حرامى أم لا؟ فهناك أكثر من حادثة لضبط مئات الملايين من قوت الشعب (ياجبابرة)، وتقولى شيكولاتة (دى خسارة فيا؟.. لا دى خسارة ليا) ونقف بعد ذلك لنحاكم أبًا بسيطًا ليس لديه من مال ليشترى لابنه شيكولاتة بخمسة جنيهات فيقوم بسرقتها؟ حد يفهمنا، فبأى منطق نقف ونحاكمه على فعلته من أجل أن يرسم على شفتى ابنه ابتسامة المتعة بأكله الشيكولاتة لثوانٍ معدودة؟ حد يفهمنا لماذا لا يصدر الرئيس السيسى قرارًا بالبدء فى إنشاء مصنع لعمل الحلويات والشيكولاتات تحت قيادة القوات المسلحة بأسعار رمزية، لأبناء الطبقة الفقيرة، ولو حتى بفتح باب التبرع أو تخصيص جزء من صندوق تحيا مصر لهذا المشروع الإنسانى، حتى لا نخلق منهم جيلًا محرومًا حاقدًا على أطفال الآباء القادرين، فيتجهون إلى الإرهاب وتدمير المجتمع، نعم فالشيكولاتة والفقر والجهل والحرمان والحقد والظلم هى بداية صناعة المتطرفين فى الوطن لفقرهم المدقع، وجهلهم وغياب التعليم والوعى، فكيف نحاكم الأب على سرقة الشيكولاتة ولا نحاكم الدولة وأنفسنا فى الأول؟ سرقها من أجل ابنه لتدهور الحالة الاقتصادية فى البلاد، فكبار الفاسدين الحيتان فى الدولة لا يزالون يعيثون فى الأرض فسادًا، فاصبح الفساد سمة من سمات الدولة المصرية، نتوارثه جيلًا بعد جيل، فمنذ وقف صادرات الدول من الخضروات والفاكهه، لأنها لا تتسم بالمواصفات والشروط العالمية منذ ٢٠١٦، ونحن لا نسمع أى تحقيقات تخص هذا الموضوع الذى له نتائج خطيرة على اقتصاد الدولة وخسائر بمئات الملايين، واحنا فى عرض جنيه مش من التبرعات، بل من خزينة الدولة. حد يفهمنا لماذا تم وقف صادرات الدولة المصرية من الخضار والفاكهة لست دول، وهى «روسيا واليابان وأمريكا والسعودية والسودان، وأخيرا الكويت». حد يفهمنا إيه اللى بيحصل؟ حتى السودان أصبحت تخشى على صحة مواطنيها من الغذاء المصرى، فما بال المواطن المصرى حد يفهمنا إذا كانت روسيا زى ما سمعنا قد اتخذت هذه الخطوة ردًا على الحكومة المصرية فى رفضها دخول صفقة قمح مصابة بفطر الأرجوت من روسيا، فما بال الكويت والسعودية وأمريكا واليابان والسودان، هل كل هذه الدول داخل نظرية المؤامرة (دائرة الانتقام) على مصر أم الدنيا، مشكلة مع الحاصلات الزراعية المصرية المسممة المرشوشة، فبعد إصابة مواطنين أمريكان وتناولهم عصير الفراولة المصرى وإصابتهم بالتهاب الكبد الوبائى، فحتى الآن لم نجد خطوات فعالة لتحسين هذه الصادرات وعودة استئناف صادرات مصر لتلك الدول ومعالجة أسباب تدنى الصادرات المصرية من الغذاء وعلاقته بصحة المواطنين. حد يفهمنا هل استجواب النائب فرج عامر لكل من وزير الزراعة ووزير الصناعة والتجارة الخارجية، الذى جاء متأخرًا من نواب مجلس الشعب هيقدر يفهمنا لماذا السكوت على هذا الملف الخطير؟ لماذا تجمد ولم يناقش إلى الآن رغم خطورته وسوء صورة مصر أمام العالم، بأنها غير صالحة لاستيراد الفاكهة والخضروات (فهى غير صالحة للاستعمال الآدمى) طب البنى آدميين اللى واكلين شاربين نايمين فيها، يعملوا إيه؟ فاهمين؟ ولا محتاجين لحد يفهمنا؟.
Hend.farahat12@gamil.com