الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الدور على إيران!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى الولايات المتحدة يقولون إن الدور على إيران. وفى أوساط الإدارة الأمريكية هناك من يتكلم عن أن ترامب غير أوباما، وإذا كان عهد أوباما قد انتهى، وبين طهران وواشنطن اتفاقية، فإن الولايات المتحدة فى عهد ترامب سوف تنقلب على إيران، وعلى النظام الإيرانى.. وبسرعة. 
منذ أيام، نشرت نيويورك تايمز، تقريرا، بدا منه أن المواجهة فى الطريق، حسبما يرى خبراء، وأن البداية سوف تكون من عند الحرس الثورى، والحرس الثورى، هو مركز التحكم فى أخطبوط نظام الملالى فى إيران، ولو حدث، ووجه ترامب ضربة إلى هذا المركز، فإنها لن تكون شديدة فقط، إنما أيضا سوف تكون لها تداعيات فى كل من سوريا ولبنان، والعراق، إضافة إلى آثار متوقعة على تركيا. 
حسب النيويورك تايمز، أغلب المستشارين حول ترامب شديدو العدائية لنظام طهران. ترامب نفسه، فيما يبدو يرى أن الاتفاقية الأمريكية مع إيران لم تكن عادلة، خصوصا وأن الأخيرة تعمدت خرقها أكثر من مرة، آخرها إطلاق صاروخ باليستى طويل المدى، فى تجربة لم تكن ضمن التوقعات، ترامب «مش ناقص»، بينما النظام الإيرانى، لا يكف عن حك أنفه. تجربة طهران الصاروخية، أضافت مزيدا من الحشد داخل البيت الأبيض بحثا عن وسيلة للمواجهة، زاد عدد الأصوات التى لم تعد راضية عن استمرار الاتفاقية التى أحدثت كل سوء، وعكرت المياه مع الدول الحليفة للولايات المتحدة فى الخليج العربى. 
لا أحد يعرف كيف سيتصرف ترامب، لا فى ملف طهران، ولا فى غيره، هذا صحيح، تقارير صحفية تقول إن كل من تبقى من مستشاريه بدأوا دفعه فى اتجاه إجراءات «أكثر صرامة» ضد إيران. لا إجراء أكثر صرامة مع طهران، إلا وتبدأ من عند الحرس الثورى. 
الإجراء الأكثر صرامة يعنى تصنيف الحرس الثورى ومنظماته حركات إرهابية، لو حدث فسوف يضع طهران فى مأزق أكثر شدة من عقوبات سبق وفرضتها عليها الأمم المتحدة. 
الأسابيع الماضية، بدأ مسئولون فى البيت الأبيض يتكلمون عن النشاط الملحوظ للحرس الثورى الإيرانى، فى كل من العراق، وسوريا، بدأت نبرة الدبلوماسية الأمريكية تشير إلى قلق واشنطن من دعم الحرس الثورى لحزب الله فى لبنان، والصواريخ التى ينقلها له من على الساحل اللبنانى، 
يقول مستشارو ترامب، إن نشاط عناصر الحرس الثورى فى دول الجوار، لم يعد مقبولا، ولا منطقيا استمراره. 
كأن تدخلات الحرس الثورى فى دول الجوار حديثة عهد، أو كأن دعم الحرس الثورى لحزب الله، وتواجد عناصره على الأرض فى الداخل السورى أمر جديد. 
لا هذا جديدا، ولا ذاك، لكن الحديث فى هذا الاتجاه يشير إلى قرب ما يسمونه بالإجراءات «الصارمة»، لو حدث، ودخلت إدارة ترامب على خط المواجهة، فسيكون إعلان الحرس الثورى منظمة إرهابية له تأثيره الخطير على طهران إقليميا ودوليا. 
أول الآثار اقتصادية، فالحرس الثورى، يهيمن على قطاعات كبيرة فى الاقتصاد الإيرانى، وإدخاله قائمة الإرهاب، سيشل أنشطته المالية فى دول الجوار. 
إعلان الحرس الثورى «منظمة إرهابية»، سيؤثر على الاستثمارات الخارجية للنظام الإيرانى، ويضربها فى مقتل، فالمؤسسات الحاكمة فى طهران، تدير إمبراطورية اقتصادية ضخمة، حول العالم، خصوصا فى أوروبا، ولو كانت إدارة ترامب جادة، فالمعنى أن تنسيقا مع أوروبا، سيدفع دولا مثل ألمانيا وفرنسا وبلجيكا إلى وضع حد لصفقات كبيرة مع طهران تحسبا للعقوبات. 
واضح أن مستشارى ترامب، يعملون على مواجهة من نوع «هادئ» مع طهران، فى جولة جديدة، ليس فيها جعجعة، ولا مناوشات دون ضربات قوية مثلما كان يحدث فى الماضى. 
الحرس الثورى هو الذراع الحديدية، لنظام الملالى، تقييد تلك الذراع عمليا، يعنى الحد من نطاق تصدير الإرهاب الإيرانى إلى دول الجوار، على الأقل فى سوريا.. والعراق ولبنان.