الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

مزارعو قصب السكر رفعوا راية العصيان.. الفلاحون يرفضون توريد المحصول للدولة بعد تحديد سعره بـ500 جنيه.. خبير زراعي: 800 جنيه السعر العادل للطن.. والنقابة تحذر من عواقب تعسف الحكومة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رفض عدد من مزارعي قصب السكر توريد المحصول للدولة، بعد تحديد سعر الطن بـ 500 جنيه فقط، مطالبين رئيس الوزراء برفع سعر طن القصب إلى 800 جنيه كحد أدنى، نظرا لما يتعرضون له من ارتفاع أسعار الأسمدة ومدخلات الإنتاج.
وقال الدكتور نادر نور الدين الخبير الزراعي وأستاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة: إن أزمة السكر ستتفاقم خلال الأيام المقبلة، بعد رفض المزارعين توريد القصب للدولة، بعدما حددت الحكومة سعر 500 جنيه فقط لطن القصب الذي يعطي 110 كيلوجرامات سكر مقابل 15 جنيها للكيلو يعني 1650 جنيها فقط، متسائلا: كيف تشتري الدولة طن القصب بسعر 500 وتستخرج منه سكر فقط بسعر 1650 جنيها؟

وأوضح نور الدين، أن السعر العادل لا يقل عن 800 جنيه؛ لأنهم يستخرجون منه أيضا 28 سلعة أخرى، مثل الكحول الأبيض، والخل والعسل الأسود، والمولاس والباجاس، وسكر النبات، وكوز السكر، والسكر البني، وغيرها، مطالبا الدولة بإعطاء الفلاح حقه، وإلا سيتحول لزراعة الموز الأعلى ربحية.


من جانبه طالب حسين عبدالرحمن إبوصدام رئيس المجلس الأعلى للفلاحين، الحكومه، برفع سعر طن قصب السكر إلى 1000 جنيه بعد أن زاد سعر كيلو السكر إلى الضعف، مؤكدا أن الفلاحين يفضلون بيع المحصول الآن للعصارات بدل مصانع السكر بعد أن ارتفعت تكاليف زراعة فدان القصب من 16 ألف جنيه إلى 20 ألف جنيه بعد اتجاه المزارعين لشراء السماد من السوق السوداء لخلو الجمعيات الزراعية من الأسمدة المدعمة، وارتفاع تكاليف كسر القصب بعد تعويم الجنيه.
وحذر أبوصدام، من أن موسم القصب المقبل سيقل المحصول لاتجاه الفلاحين لزراعة محاصيل أخرى بدل القصب، مثل الموز لتدني الأسعار التي حددتها الحكومة، وقال: إن السياسة الزراعية الحالية سوف تؤدي لدمار الزراعة في مصر، مشيرا إلى أن قرارات رئيس الوزراء بشأن الزراعة كلها ضد الفلاح والزراعة بوجه عام، وأن سياسة إرضاء المستثمر على حساب الفلاح سياسة فاشلة.
وأشار أبوصدام إلى أن الفدان ينتج حوالي 40 طن قصب، والطن ينتج 120 كيلو سكر، ويستخرج من القصب أكثر من 20  منتجا آخر غير السكر، منها الورق، لافتا إلى أن سعر فدان الأرض الذي يزرع بالقصب حوالي مليون جنيه، وبالسعر الحالي لطن القصب فإن الفدان ينتج 40 طنا في 500 جنيه تساوي 20 ألفًا وتكاليفه تقترب من العشرين ألفًا، ويمكث القصب في الأرض عام، فهل يعقل أن يزرع الفلاح أرضه لمدة عام ليجني ما صرفه فقط في حين بجني التجار مكاسب بالملايين؟

وفي ذات السياق قال فريد واصل نقيب الفلاحين والمنتجين الزراعيين: إن مزارعي قصب السكر في مصر يتعرضون لضغوط كثيرة من الدولة بدلا من مساعدتهم للارتقاء بزراعة هامة كقصب السكر خاصة في ظل ما تتعرض له مصر من أزمة نقص السكر، وارتفاع أسعاره، مؤكدًا أن زراعة قصب السكر في مصر أصبحت مهددة بالانقراض بسبب سياسات الحكومة، مطالبا رئيس الوزراء برفع سعر توريد المحصول إلى 800 جنيه كحد أدنى.
وأشار نقيب الفلاحين، إلى أن 50% من مزارعي الوجه القبلي يعتمدون على زراعة قصب السكر، حيث تعتمد عليها 7 محافظات بالوجه القبلي، مؤكدا أن المزارعين لجئوا إلى زراعة الموز بدلا من قصب السكر مما يهدد باختفاء محصول رئيسي في مصر، ثم نلجأ إلى استيراد السكر من الخارج مع ارتفاع أسعار الدولار.