الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

سجل جرائم قطر في دعم "إرهاب داعش والنصرة"

اشتباك خاص على هامش بيان مجلس التعاون الخليجى

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يكن ما قاله أحد المنشقين عن تنظيم القاعدة بسوريا من فراغ، بل هو الحقيقة بعينها فوفق ما ورد فى تقارير نقلتها صحف أجنبية، أن قادة من جبهة النصرة ذهبوا من تركيا إلى قطر وجلسوا مع أميرها فى زيارة خاطفة قبل العودة إلى تركيا فحلب، حيث قال لهم تميم اصمدوا فى حلب ولا تنسحبوا، يجب أن تصمدوا حتى نهاية الشهر المقبل، ونحن نضغط على واشنطن كى تضغط على روسيا ويتم لجمها، وهذا ما سيحصل، إياكم والانسحاب من أمام بشار، قاتلوا حتى النهاية والله ينصركم، ولو كلفنا الأمر 30 أو50 مليار دولار سندفعها لأمريكا وندفعها لروسيا، كى يتم تغيير ما يحصل. لن نجعل بشار يحكم، والله يشهد على كلامى.
العلاقات القطرية مع القاعدة قديمة، فـ«رويترز» قد أفادت من قبل بأن عدة لقاءات جمعت ما بين الجولانى ومسئولين قطريين، حيث عرضت الدوحة تمويل الجبهة، مقابل الانفصال عن القاعدة، والتحالف مع جبهات أخرى، ومحاربة «داعش»، وقد وافق الجولانى.
وأفادت معلومات عن وساطة قام بها حزب الأمة الكويتى السلفى بين جبهة النصرة الموالية للقاعدة فى سوريا والمنشقة عن «داعش» وبين أجهزة مخابراتية خليجية، تهدف إلى خلع بيعة النصرة للقاعدة مقابل رفعها عن قوائم الإرهاب واندماجها فى فصائل إسلامية توصف بالمعتدلة فى سوريا.
وأكدت مصادر أن أبومحمد الجولانى، زعيم جبهة النصرة، قال لأتباعه إنه يرغب فى إعلان إمارة، وخلع بيعة القاعدة منذ وقت طويل، وأنه صرح لعناصر جبهته بأن بيعته لأيمن الظواهرى، زعيم القاعدة، هى بيعة قتال وليست بيعة عامة، وهو ما يترتب عليه جواز خلع البيعة ما دام استطاع إعلان الإمارة، وهو ما يرفضه «الظواهرى»، بعدها أرسلت الدوحة مندوبًا للنصرة، حيث التقى قادتها ومنهم أبوالفرج المصرى (قتل مؤخرًا) للترتيب لعقد لقاء تلفزيونى مع الجولانى، وتسويق الأخير، كمعتدل، وهذا ما حصل حيث ذهب أحمد منصور للقاء أمير الجبهة، إلا أن الأخير أصر على أن يخفى وجهه، وتم اللقاء، وبدا أمير جبهة النصرة، فى لقائه مع أحمد منصور، مهتزًا بعض الشىء، لكنه عاد للتماسك فى آخر اللقاء.
لا بد أن نشير إلى أن المقابلة صورت فى محافظة إدلب فى الداخل السورى، وجلس الجولانى على نفس مقعد المحافظ السابق للمدينة، ورغم أن المكان والزمان معلوم، إلا أن الأمريكان لم يقصفوا الموقع، بتنسيق وضغوط مع الدوحة.
بعد تلك الحوارات مع الدوحة تشققت جبهة النصرة، ووقع انقسام داخلى، مع رفض الفصيل الأول الذى يقوده أبوقتادة الفلسطينى، بظهور أبو محمد الجولانى، زعيم الجبهة على شاشة قناة «الجزيرة» القطرية مع الإعلامى أحمد منصور، وهو ما خالفه، ودعمه أصحاب الاتجاه الثانى الذى يقوده أبوماريا القحطانى، المسئول الشرعى المنفصل عن الجبهة.
فقيه القاعدة أبوبصير الطرطوسى كان من الفريق الداعم للجولانى، وبعدها بدأت سلسلة اغتيالات لقادة النصرة، وكان آخرهم أحمد سلامة مبروك أبوالفرج المصرى، واتهم «داعش» الجولانى بتسليمه كشوفًا بأسماء وأماكن قادته للدوحة، مقابل مزيد من الدعم، وأموال وإمدادات وخلافه، والجبهة لا حل أمامها سوى الموافقة.

كيف تمت الصفقة؟
فى الخامس من مارس عام ٢٠١٥ اجتمع عدد من كبار قيادات جبهة النصرة فى ريف إدلب شمال سوريا، كان الهدف من عقد الاجتماع مناقشة انفصال الجبهة عن تنظيم القاعدة، فى ظل انقسام داخلى بين أمراء النصرة حول هذه القضية بين مؤيد ومعارض، لكن فجأة، وفى ظروف غامضة، استهدفت غارة جوية مجهولة المصدر مكان الاجتماع، فقُتل أبرز أمراء الجبهة العسكريين فى مطلعهم أبوهمام الشامى القائد العسكرى العام لجبهة النصرة، وأبو عمر الكردى أحد مؤسسيها، وأبوالبراء الأنصاري، وأبومصعب الفلسطيني، فيما تضاربت الأنباء حول وجود زعيم النصرة أبومحمد الجولاني، وقت التفجير، فمن رواية تتحدث عن إصابته، إلى رواية تتحدث عن مغادرته الاجتماع، قبل الانفجار.
أكدت المنارة البيضاء (المؤسسة الإعلامية للنصرة) نبأ مقتل أبوهمام إلى جانب ثلاثة قادة آخرين، قائلة: «قاتل الله التحالف الصليبى العربي»، فى إشارة إلى أن التحالف الدولى الذى تقوده الولايات المتحدة الأمريكية هو من نفذ هذه الغارة، لكن المتحدث باسم التحالف نفى فى اليوم ذاته أن يكون التحالف قد قام بأى عملية عسكرية، مشيرًا إلى مؤامرة للتخلص من القادة الذين يرفضون الانفصال عن القاعدة.
ما نريد الإشارة إليه، أن هناك تيارين متصارعين داخل الجبهة حول هذا الأمر، الأول تيار الرافضين، وهم مجموعة المقاتلين الذين قدموا إلى سوريا من خراسان، وكان غالبيتهم يعملون تحت إمرة الظواهري، ومن أبرزهم الطبيب سامى العريدي، شرعى عام الجبهة فى سوريا، ويلقب بينهم «بداعش النصرة»، حيث يرفضون رفضا قاطعا فكرة انفصال النصرة عن تنظيم القاعدة، أما التيار المؤيد فهم ممن يغلب عليهم العنصر السورى الذى انضم إلى الجبهة خلال سنوات الثورة، ومن أبرزهم أبوماريا القحطاني، ويرون ألا مشكلة فى الانفصال عن القاعدة، والانخراط ضمن المجتمع المحلى والعمل على تعزيز القاعدة الشعبية فيه، وقبول التنسيق مع الفصائل المعارضة الأخرى تحت شعار إسقاط النظام، ومن ثم الانتقال إلى المرحلة الأهم، وهى «مرحلة إنشاء الدولة الإسلامية». (تماما كما هى غاية داعش، الفرق فى الأساليب فقط).
فى ظل هذه الأجواء المحتقنة بين عناصر الجبهة، نشرت وكالة رويترز خبرا مثيرا فى الرابع من مارس ٢٠١٥ - أى قبل يوم واحد فقط من الانفجار الذى استهدف قادة النصرة - ذكرت فيه نقلا عن مصادرها أن مسئولين من أجهزة «مخابرات دولة عربية صغيرة» اجتمعوا مع أبومحمد الجولانى زعيم جبهة النصرة عدة مرات فى الأشهر الماضية لتشجيعه على التخلى عن تنظيم القاعدة مقابل وعد بتقديم التمويل حين يتم الانفصال»، تضيف الوكالة: «إن تلك الدولة تتمتع بعلاقات طيبة مع الجماعة وهى تعمل على تشجيعها للمضى قدما فى هذه الخطوة التى ستيسر لها الحصول على التمويل».
نقلت «رويترز» عن شخص يدعى مزمجر الشام وهو شخصية جهادية على صلة وثيقة بجبهة النصرة، قوله إن «الكيان الجديد سيرى النور قريبا وسيضم جبهة النصرة وجيش المجاهدين والأنصار وكتائب صغيرة أخرى، وسيتم التخلى عن اسم النصرة. لكن ليس كل أمراء النصرة موافقين ولهذا السبب تأجل الإعلان».
ما حدث فى الوساطة أنه وقع اتصال مباشر بين القطريين وجبهة النصرة التابعة للقاعدة منذ عام ونصف من أجل انسحابها من التنظيم فى مقابل دعم مادى ولوجيستى، وفى مقابل الاعتراف بها كحركة سياسية، وقد قبلت بالعرض حركة أحرار الشام الملقبة بطالبان سوريا، وحركة جند الأقصى الملقبة بحماس سوريا، وكلاهما تابعان للقاعدة أيضًا، وامتدت المفاوضات والاتصالات، حتى وصلت إلى الوساطة بين القطريين والقاعدة بسوريا للإفراج عن العسكريين اللبنانيين المخطوفين من جرود عرسال، وهذه ليست الوساطة الأولى بالمناسبة، فقد توسطت قطر من قبل بين داعش والجيش السورى الحر، وبين الأخير ولبنان أيضًا، وكما هو معروف أن لديها قنصلية لحركة طالبان بالدوحة، ومن ثم فالعلاقات بينهما قديمة منذ عهد بن لادن الذى كانت تفتح له قناة الجزيرة منبرًا رسميًا.
ولا تقف حدود الدوحة عند الوساطة فقط بل امتدت لتشمل التمويل، فقد كشف مسئول أمريكى معنى بالعقوبات الخاصة بالإرهاب، عن أن اثنين من أكبر ممولى تنظيم القاعدة، يتمتعون بحصانة قطر، على الرغم من وضع أسمائهم على القائمة السوداء العالمية للإرهاب، وبحسب ديفيد كوهين، نائب وزارة الخزانة الأمريكية لشئون الإرهاب والاستخبارات المالية، فى لقاء صحفى عقب كلمة ألقاها فى واشنطن، فإن القطريين خليفة محمد ترك السباعى، الموظف فى البنك المركزى القطرى، وعبدالرحمن بن عمر النعيمى، الذى يعمل مستشارا للحكومة القطرية وعلى علاقة وثيقة بالأسرة الحاكمة، يتحركان فى الدوحة بحرية كما يحلو لهما.
عندما احتجزت جبهة النصرة عددا من الراهبات فى عام ٢٠١٣، قدمت قطر المساعدة لإنقاذهم عن طريق لبنان حيث أشيع بأنها دفعت حوالى مليون دولار لإطلاق سراح كل راهبة، الأمر الذى أثار الشكوك والتساؤل حول الأسباب التى تدعو القطريين إلى السيطرة على المعارضة السورية المسلحة.

الدوحة توظف الإخوان
وفقًا لـ«نيويورك تايمز» فإن الإخوان كان لهم دور فى الوساطة مع الجولانى، وإقناعه بتحويل اسم جبهته لفتح الشام، عن طريق شخصية كانت حاضرة فى المؤتمر الأول لتنظيم المعارضة السورية، الذى عُقد فى أنطاليا بتركيا فى مايو ٢٠١١.
وللإخوان مجموعات مسلحة وغير مسلحة داخل سوريا، منها: الاتحاد الوطنى لطلبة سوريا الحرة، بزعامة حسن درويش، رابطة علماء بلاد الشام، التيار الديمقراطى الإسلامى المستقل، بزعامة غسان نجار، رابطة علماء سوريا، بزعامة محمد فاروق البطل، اتحاد منظمات المجتمع المدنى وهى كتلة من ٤٠ جماعة تنتسب إلى الإخوان، المجلس القبلى لعرب سوريا، بزعامة سالم المسلط وعبدالإله ملهم، مجلس الثورة فى حلب وريفها، بزعامة أحمد رمضان، وهيئة حماية المدنيين، بزعامة عمار الحكيم نذير، وجبهة العمل الوطني، بزعامة رمضان وعبيدة نحاس، وجبهة العمل الكردية، بزعامة حسين عبدالهادي، صفحة الثورة السورية على الفيسبوك، التى تقرر أسماء الاحتجاجات فى يوم الجمعة، تجمع حماة الثورة، الائتلاف الوطنى لحماية المدنيين، بزعامة هيثم رحمة، الجمعية السورية للإغاثة الإنسانية، التى أسسها حمدى عثمان.
وتضم المجموعات الأخرى التى تمثل منافذ للإخوان، لكنها غير ممثلة فى الكيانات السياسية: مركز الشرق العربى للدراسات الاستراتيجية والحضارة، برئاسة المتحدث باسم جماعة الإخوان زهير سالم، واللجنة السورية لحقوق الإنسان، برئاسة ممثل الإخوان وسفير المعارضة لدى بريطانيا وليد صفور، وتقود ابنة محمد فاروق طيفور نائب المرشد العام لجماعة الإخوان فى سوريا مجموعةً تمثل النساء والأطفال أيضًا.
فى نهاية سبتمبر ٢٠١١، عندما التقت شخصيات من المعارضة والقوى السياسية فى فندقين منفصلين فى تركيا، قسمت جماعة الإخوان نفسها إلى مجموعتين، واحدة فى كل فندق، للتأثير على كل جانب من حيث شكل الكيان السياسى المطلوب: ذهب زعيم الإخوان المسلمين، رياض شقفة، إلى فندق بينما توجه نائبيه طيفور وعلى صدر الدين البيانونى إلى الفندق الآخر. وقام الدروبى برحلات مكوكية ذهابًا وإيابًا. نجحت الاستراتيجية، وتم وضع قائمة بالأعضاء المتفق عليهم فى أحد الفنادق، وأضيف مزيد من أعضاء الإخوان والجماعات المنتسبة للإخوان قبل إعلان تأسيس المجلس الوطنى السورى فى ٢ أكتوبر، وشملت فصائل القتال المسلحة المدعومة من قِبَل الإخوان: لواء التوحيد، المدعوم من قِبَل قادة الإخوان فى حلب، ولا سيما البيانونى ورمضان، وبعض العناصر فى كتائب الفاروق القوية، وهيئة حماية المدنيين، التى تعتبر الجناح العسكرى للإخوان بقيادة الحكيم، وأنصار الإسلام، ومقرها فى دمشق والمناطق الريفية المحيطة بها.
وتمتلك جماعة الإخوان المسلمين كتائب فى جميع أنحاء سوريا، والتى عادة ما تتضمن أسماؤها كلمة «درع»، مثل درع الفرات، درع العاصمة، ودرع المسجد الأقصى. كما يقومون بالتنسيق فى بعض المناطق الأخرى مع جماعات متشددة مثل جبهة النصرة وأحرار الشام، وفقا لمنشقين عن الجيش.
والتقت الجماعة عبدالقادر الصالح ومحمد بهايا المعروف بـ«أبوخالد السوري»، ويقال إنها أخذت بعد اجتماع عقد فى تركيا وتم خلاله تأسيس جبهة النصرة من جماعات متعددة عامودها الفقرى لواء التوحيد وتم الاتفاق فى هذا الاجتماع أن يقوم التوحيد بعمليات تحت اسم جبهة النصرة فى كل أنحاء سوريا، وهذا هو السبب الأساس فى اختفاء لواء التوحيد فجأة بين الأعوام ٢٠١١ ومنتصف ٢٠١٣.

دور قطر المشبوه في التمويل
مع مرور الزمن تتأكد الشبهات التى كانت تحوم حول جماعة الإخوان المسلمين فى سوريا، ودورها وارتباطاتها المشبوهة، التى تكشفت عبر سلسلة علاقات سرية، حيث سبق للعميد حسام العواك، مسئول استخبارات الجيش السورى الحر، أن أكد أن عددًا كبيرًا من السوريين من أعضاء جماعة الإخوان عملاء للمخابرات العالمية، مشيرًا إلى أنه وبعد أن طردهم حافظ الأسد فى الثمانينيات انتشروا فى أوروبا وتزوجوا من أجنبيات، وأبناؤهم يعملون الآن فى المخابرات الغربية، مضيفًا أن الإخوان المسلمين سرقوا أموال الثورة السورية التى تقدر بالمليارات.
وأشار إلى أن القطرى عبدالرحمن النعيمى أرسل مبلغ ٦٠٠ ألف دولار إلى «أبوخالد السوري» مبعوث أيمن الظواهرى فى سوريا، وكان ينوى إرسال ٥٠ ألفًا أخرى، كذلك أعطى فى وقت سابق ٢٥٠ ألف دولار لقادة حركة الشباب الصومالية.
وتتهم وزارة الخزانة الأمريكية القطرى النعيمى بتمويل تنظيم القاعدة منذ عام ٢٠٠٣ على الأقل، وباختصار، النعيمى لديه علاقات عديدة مع النخبة الحاكمة فى قطر.
وفى تقرير «اللجنة الوطنية حول هجمات ١١ سبتمبر»، إشارة إلى دور بعض المؤسسات القطرية مثل «الجمعية القطرية الخيرية» فى تمويل «قاعدة» أسامة بن لادن منذ بدايات التسعينيات. كذلك يستند التقرير إلى معلومات وزارة الدفاع الأمريكية و«اللجنة الوطنية»، ليسلّط الضوء على دور الأمير عبدالله بن خالد بن حمد آل ثانى فى إيواء ودعم وحماية خالد الشيخ محمد «أحد المهندسين الأساسيين لهجمات ١١ سبتمبر»، و«الضالع فى تمويل الجهاد فى البوسنة وفى إرسال أموال من الأراضى القطرية لتستخدم فى التفجير الأول لمركز التجارة العالمى عام ١٩٩٣». عمل الشيخ محمد لفترة كموظف فى وزارة الطاقة والمياه القطرية فى التسعينيات، وحسب التقرير، طالبت السلطات الأمريكية مرارًا من وزارة الخارجية القطرية بتوقيفه، وعندما حصلت على الإذن بذلك بعد مماطلة من قبل الدوحة، كان المتهم قد غادر البلاد.
وبأوامر الدوحة يقف القطريان سالم حسن كوارى وعبدالله غانم خوار على إحدى أهم لوائح شبكات تمويل «القاعدة» فى الشرق الأوسط وجنوب آسيا، التى أصدرتها وزارة الخزانة الأمريكية عام ٢٠١١، واصفة الشبكة بـ«الأنبوب الأساسى لأموال القاعدة».
كوارى وخوار عملا على خطّ نقل الأموال- المقدّرة بمئات آلاف الدولارات- من قطر إلى مسئولى «القاعدة». وتلك الأموال كانت تنتقل بعدها إلى «القاعدة» فى أفغانستان وباكستان والعراق. القطريان أسهما أيضًا فى تسهيل دخول عدد من المتطرفين للقتال فى أفغانستان، حسب التقرير.
فى عامى ٢٠٠٩ و٢٠١١ أعلنت السلطات القطرية اعتقال كلّ من كوارى وخوار، وفى المرّتين قامت منظمة «الكرامة» (التى أسّسها عبدالرحمن النعيمي) بالضغط من خلال الأمم المتحدة للإفراج عنهما، وتمّ ذلك.
كما فى عام ٢٠٠٧ صنف خليفة محمد تركى السبيعى كأحد «أرفع موظفى الدولة القطرية»، إذ كان يعمل فى المصرف المركزي. لكن فى بداية عام ٢٠٠٨، يذكر التقرير أن السبيعى حاكمته السلطات البحرينية غيابيًّا بتهمة «تمويل الإرهاب والانتماء إلى منظمة إرهابية والخضوع لتدريب إرهابى وتسهيل خضوع الآخرين لمثل هذا التدريب».
بعد أشهر على حكم البحرين، يذكر التقرير الأمريكى أن وزارة الخزانة الأمريكية اتهمت السبيعى بـ«تقديم دعم مالى لخالد الشيخ محمد، أحد مهندسى هجمات ١١ سبتمبر ٢٠٠١- كما تصفه واشنطن- وإلى قادة «القاعدة» فى باكستان، وبنقل الإرهابيين الذين تمّ تجنيدهم إلى مركز تدريب «القاعدة» فى باكستان. كذلك عمل كصلة وصل دبلوماسية بين «القاعدة» وأطراف أخرى فى الشرق الأوسط».
فى ٢ أكتوبر ٢٠١٤ كشف تقرير لــ«نيويورك تايمز» ضلوع قطر فى دعم بعض التنظيمات المتشددة التى تعمل فى سوريا عن طريق بعض الأشخاص والجمعيات الخيرية التى تقوم بجمع التبرعات وتوجيهها لجماعات بعينها، على رأسها جماعة جبهة النصرة فى سوريا، كما كشف مساعد وزير الخارجية التونسية أن عديدًا من الجمعيات القطرية ضالع فى تمويل الإرهاب فى تونس، على خلفية القبض على ١١ عضوًا تونسيًا ينشطون بإحدى الجمعيات بتهمة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتلك الاتهامات فى الحقيقة ليست جديدة على نظام جمع التبرعات والجمعيات الخيرية القطرية، ففى عام ٢٠١٢ وجهت جريدة «فورين بوليسي» اتهاما لجمعية «قطر الخيرية» بدعمها جهاديين من تنظيم القاعدة فى دولة مالي، وهؤلاء الجهاديون لم يكونوا مسلحين تسليحا جيدًا فقط، بل كانوا ممولين بشكل جيد أيًضا.
قد يكون كل ما سبق هو جزء يسير من معلومات كثيرة جدًا حول تمويل قطر لإرهابيين فى العالم، إلا أن الزمن والمستقبل سيكونان كاشفين لما يجهله العالم، وما سبق فقط هو باب ندخل منه إلى بحر الدوحة ودعمها للجماعات المسلحة، علنا نكشف ما كان خفيًا.