الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

ننشر تفاصيل خطة إنقاذ ٣٥٠ ألف مريض بـ "السكتة الدماغية" سنويًا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اعتماد عقار يذيب الجلطة خلال ٣ ساعات من التعرض للإصابة
قسم المخ والأعصاب يطلق أول وحدة مركزية متخصصة فى الطب عن بعد
تدريب الاستشاريين على طرق العلاج فى ١٣ دولة إفريقية


بدون مقدمات، 350 ألف مصرى يصابون سنويًا بالسكتة الدماغية أو «جلطات المخ»، هذه الأرقام الهائلة ليست افتراضية، لكنها إحصائيات رسمية، الأرقام تبدو مزعجة، إلا أن المضاعفات الناجمة عن الإصابة بالمرض أكثر إزعاجًا، حيث لا ينجو من هذه الأعداد، سوى نسبة ضئيلة جدًا، تمثل 15% فقط من المصابين، وهؤلاء هم الذين يتلقون الدواء المذيب للجلطات، أما الباقون وتبلغ نسبتهم 85% فيتعرضون للإعاقة، لأنهم لم يحصلوا على العلاج، ولم يتمكنوا من الوصول للمراكز المتخصصة فى الوقت المناسب، بما يجعل تكلفة علاجهم باهظة، وفرصة شفائهم تكاد تكون منعدمة، إن تمكنوا من الحصول على العلاج بالأساس، أو كانت لديهم القدرة على الاستمرار فى شراء الدواء، الذى لا يباع فى الصيدليات.
لذا لم يكن غريبًا أن يلجأ بعض المصابين بهذا المرض من طلاب الجامعات، للرسوب أو الاعتذار عن أداء الامتحانات، كوسيلة متاحة للبقاء أطول فترة ممكنة فى كلياتهم، بهدف الحصول على ميزة العلاج المجانى الذى توفره لهم «المراقبة الطبية»، لأنهم لو أنهوا دراستهم، سيفقدون بالتبعية تلك الميزة.
تعد «السكتة الدماغية» أحد أكثر الأمراض الخطرة ليس فى مصر فقط، بل على مستوى العالم، لكونها سببًا مباشرًا للإعاقة، كما أن قلة الوعى المجتمعى تؤدى لارتفاع معدلات الإصابة بها وزيادة المضاعفات الناتجة عن حدوثها، فهى تحدث لسببين، الأول انسداد الشريان ويطلق عليه «جلطة فى المخ» وتبلغ نسبة الذين يصابون بها نحو ٨٥٪، أما النوع الثانى فهو نتيجة لانفجار الشريان، وهو ما يطلق عليه «نزيف فى المخ» وتبلغ نسبة الذين يصابون به ١٥٪، أما أسبابها فتنتج لعدة عوامل، منها ارتفاع نسبة الدهون الضارة فى الدم، التدخين، أمراض القلب، السكر، وتصيب الشباب وفئات عمرية بين الخمسينيات والستينيات، نتيجة لانتشار هذه الأمراض بالإضافة إلى عادة التدخين، كما يمكن الوقاية منها بالتخلص من الأمراض التى تؤدى للإصابة بها، ويمكن التعرف عليها إذا حدث التواء للوجه وثقل فى اللسان وعدم قدرة اليد والساق على الحركة.
هذه القضية الخطيرة، كانت الشغل الشاغل للعلماء فى قسم المخ والأعصاب بطب عين شمس، حيث انبعث من أروقته، شعاع من الضوء، اخترق النفق المظلم وبدد جزءًا من مساحة العتمة التى سيطرت على حياتنا فى كل المناحى، ففتح الباب أمام أمل طال انتظاره، خاصة للذين أصيبوا بالمرض ويعانون من الإعاقة، فكل واحد منهم يحتاج إلي علاج مستمر، بتكلفة قدرها ١٠ آلاف جنيه شهريًا، فضلًا عن صعوبة الحصول على الدواء الوحيد لعلاج الجلطات، فهو غير متاح بالمرة، أما الأكثر بريقًا ولمعانًا فيما توصل إليه علماء طب المخ والأعصاب بجامعة عين شمس، وهو إنقاذ الحالات المصابة فى مهدها عن طريق ما اصطلح على تسميته بالطب عن بُعد، فضلًا عن توسيع دائرة المستفيدين بالعلاج، ممن لا توجد مظلة تأمينية لهم، فقد أصبح علاج الجلطات مشروعًا قوميًا، أى أنه يتم على نفقة الدولة، ما الذى جرى، وكيف جرى؟.
التفاصيل تقودنا لأبعاد متنوعة، علمية، اقتصادية، اجتماعية، مرورًا بالشأن السياسى ودواعي الأمن القومى، فالأمر لم يتوقف عند حدود الابتكار العلمى وحده، لكنه امتد إلى الدور الاجتماعى والإنسانى، للتغلب على المرض بأقل تكلفة اقتصادية من ناحية وترسيخ مفهوم، الدور الريادى للدولة المصرية من ناحية أخرى، باعتبار أن الطب ليس رسالة إنسانية نبيلة فحسب، لكنه أحد أهم عناصر القوة الشاملة للدولة المصرية، باعتبار أن الصحة أمن قومى.

أما عن الإنجازات فى هذا المجال، فهى متعددة، منها أن العلاج لم يكن متوفرًا من قبل، فبدأ قسم المخ والأعصاب بطب عين شمس إرساء الفكرة بالجهود المجتمعية، فالدواء لا يباع فى الصيدليات، لذا طلبوا من وزير الصحة التدخل لتوفير الحماية الاجتماعية لغير القادرين، فأقر العلاج على نفقة الدولة، فور التقدم إليه بدون تعقيدات روتينية، وهذا يعنى أن أى مريض بدون مظلة تأمينية تتكفل به الوزارة.
خاض الدكتور مجد فؤاد زكريا رئيس القسم شوطًا كبيرًا لدخول الدواء مصر، فهو لم يكن معتمدًا فى الإدارة المركزية للصيدلة بوزارة الصحة، رغم أنه متداول فى أوروبا وأمريكا، وبعد اعتماده، تم الاتفاق مع وزير الصحة على توسيع دائرة المستفيدين من العقار تدريجيًا، فقد كانت نسبة المرضى الذين يحصلون على العلاج المذيب للجلطات واسمه «أكتى لايس» لا يتجاوز عددهم نسبة الـ١٥٪ فقط من المصابين الذين يتوجهون للعلاج خلال ٣ ساعات من تعرضهم للجلطة، أما الباقون وتبلغ نسبتهم ٨٥٪ فهؤلاء يتعرضون للإعاقة، لأنهم لم يحصلوا على العلاج، ولم يتمكنوا من الوصول إلى المراكز الطبية فى الوقت المناسب، فالشرط الأساسى لعلاج الجلطة أن تكون فى بدايتها، لذا تكمن الأهمية فى التوعية بضرورة تكاتف الجهود الشعبية والرسمية لمواجهة السكتة الدماغية، خاصة إذا علمنا أن الإحصائيات الرسمية، كشفت حجم الكارثة، فهى تؤكد أن عدد الذين يتعرضون للجلطات الدماغية ٣٥٠ ألف سنويًا، لأن العوامل المؤدية للمرض كثيرة، بهذه الجهود الباعثة على الأمل، أصبحت وحدة السكتة الدماغية بطب عين شمس رائدة فى استخدام هذا العلاج، لأنها تستخدم ٢٥٪ من استهلاك العقار فى الشرق الأوسط، كما أن الوحدة أصبحت رقم ٣٠ على مستوى العالم وفق تصنيف «بورنجر أنجل هايم»، وهى الشركة المنتجة للعقار الوحيد، حيث لا يوجد ابتكار لأى دواء جديد.
يقول الدكتور مجد فؤاد زكريا: خطورة المرض وتكاليف علاجه حفزتنا على البحث فى جميع السبل لتوفير العلاج فى إطار مشروع قومى تتبناه الدولة، لذا تمت مخاطبة الدكتور أحمد عماد وزير الصحة، لتبنى الفكرة، وبالفعل ذلل جميع العقبات الروتينية، وأقر علاج الذين يتعرضون للإصابة بهذا المرض على نفقة الدولة، ولأن عنصر الوقت له أهمية قصوى، تم ربط المنظومة العلاجية بالإسعاف، حيث يتمكن سائق سيارة الإسعاف التى تنقل الحالة، من تحديد الأماكن الشاغرة بالمستشفيات فى أسرع وقت حتى لا تمر الساعات الـ ٣ من لحظة الإصابة، وللوصول إلى تحقيق برنامج ربط المنظومة العلاجية بالإسعاف، كان لا بد من إخطار الأجهزة السيادية، وبالفعل تم الاتفاق مع المخابرات العامة نظرًا لاستخدام أجهزة اللاسلكى فى السيارات، وتم تفعيل البرنامج.

وبالانتقال مرة أخرى للموضوع الأكثر أهمية فى تلك القضية «الطب عن بُعد»، ففى وقت مبكر من العام الجارى، نظمت جامعة عين شمس بالتعاون مع جامعة الدول العربية، المؤتمر العربى الإفريقى الأول للطب عن بُعد، والذى خصصت جلساته فى مجال المخ والأعصاب، انعقد المؤتمر تحت عنوان «علّم وعالج» بمقر جامعة الدول العربية، لإلقاء الضوء على تقنية جديدة يمكن من خلالها إذابة الجلطة فى الساعات الأولى من الإصابة بها، يطلق عليها «تلى ستروك»، لأن الجلطات الدماغية من أكثر الأمراض انتشاراً وشيوعًا، وعلاجها لا يتم إلا من خلال العقار الوحيد الذى تم اعتماده لإذابتها خلال ٣ ساعات من التعرض للإصابة، كما لا يمكن إعطاء العقار للمريض إلا فى مركز متخصص لعلاج الجلطات الدماغية، الأمر الذى تضيع فيه الفرصة على كثير من المرضى بما يعرض حياتهم للإعاقة، لذا خرج ضوء آخر، هدفه الاستفادة من الوقت المحدد لإعطاء العقار، وإذا كانت الفكرة أثبتت حقيقة الريادة فى مجال المخ والأعصاب لكلية طب عين شمس، فإن تلك الريادة تشير إلى مفهوم كاد أن يتلاشى من أدبياتنا بفعل تهميش الكفاءات وإهدارها، بما يحرضها على الهجرة بحثًا عن أماكن توفر المناخ للإبداع العلمى، مفاد ما يرمى إليه هذا المفهوم، أن القيادة الواثقة من إمكانياتها العلمية، لا تدخر جهدًا فى دعم الكفاءات وتشجيعها على الإبداع والابتكار، عبر إزالة كل عوامل الإحباط من أمامهم، وهو ما حدث بالفعل، عندما احتضن رئيس قسم المخ والأعصاب بطب عين شمس الفكرة البراقة من أحد مرؤوسيه، والتى من شأنها توسيع دائرة التعلم والتدريب للأطباء فى المناطق النائية لإنقاذ المصابين بتقنية حديثة وبأقل التكاليف.
من خلال هذه التقنية الحديثة يمكن توفير الكثير من الوقت عبر التواصل مع الوحدة المركزية، مهما كانت المسافة، حيث يتم أخذ رأى استشارى متخصص وعرض الأشعة المقطعية عليه، مع تقييم حالة المريض عن بعد، وإعطاء المريض حقنة إذابة الجلطة فى الساعات الأولى دون الحاجة إلى مركز متخصص فى الجلطات الدماغية، وهذه التقنية مستخدمة بكثرة فى الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك لعدم إضاعة الوقت خلال نقل المريض من منزله إلى أماكن بعيدة، حيث يتم وضع كاميرا على جهاز كمبيوتر وعن طريق الإنترنت، يمكن التواصل مع الطبيب الذى يتعامل مع الحالة والوحدة، فهذه التقنية يتم استخدامها عبر نقل صور الأشعات وتصوير فيديو للمريض بسرعة عن طريق وسائل اتصال سريعة من خلال الإنترنت بأجهزة حديثة، وفريق طبى متدرب على هذه التقنية التى تم تطبيقها لأول مرة فى مصر بطب عين شمس. المثير للدهشة أن التكلفة وعمليات الربط لا تحتاج سوى ٦٠ ألف جنيه، وهى عبارة عن جهاز حديث وكاميرا، فمن خلال هذه التقنية تتم إذابة الجلطة فى الساعات الأولى، كما أن هذا النظام له مزايا اقتصادية، فالتكلفة واحدة، سواء كان العدد ضئيلا أو كبيرا، بمعنى أن هذه الأجهزة لا تتغير بتعدد المرضى، فهى ثابتة فى المستشفيات.

فى هذا السياق، يقول الدكتور مجدى فؤاد زكريا، رئيس قسم المخ والأعصاب بطب عين شمس، إن فكرة العلاج عن بعد لم تكن موجودة فى مصر، وقد تبناها داخل قسم المخ والأعصاب أحد الشباب، وهو الدكتور تامر عمارة، الأستاذ المساعد بالقسم، ولأهميتها من الناحية العلمية والعملية، دعمنا الفكرة الهادفة، لتلافى القصور فى الخدمة الطبية لمرضى جلطات المخ، فضلا عن التمكن من تذليل المعوقات التى تواجه الأساتذة والاستشاريين فى المدن المختلفة داخل النطاق الجغرافى للدولة وخارجها، خاصة البلدان الإفريقية، فالخدمة الطبية لهذا النوع من الأمراض ليست موجودة بالأساس فى العديد من بلدان القارة.
الفكرة هدفها التواصل العلمى والانفتاح على إفريقيا، بعد أن توافرت الإرادة السياسية، أجرينا اتصالات بعدد من البلدان الإفريقية، وحضر إلينا الدكتور «أبشير»، عميد كلية طب شرق إفريقيا فى الصومال، ووقعنا بروتوكولا علاجيا وتعليميا، لأن الفكرة قائمة أساسا على التدريب والتعلم، الهدف ١٣ دولة إفريقية لا يوجد بها أخصائيون فى المخ والأعصاب، توجه الجامعة صوب القارة الإفريقية يرمى إلى نواح عدة، منها المردود الاقتصادى المتمثل فى السياحة العلاجية على وجه الخصوص، ومن ناحية أخرى استعادة الدور الريادى للدولة المصرية فى محيطها الإفريقى، باعتبار أن الطب أحد أهم عناصر القوة الناعمة للدولة، كما أن الطب عن بعد يجعل الطبيب فى إفريقيا يتمكن من تلقى المحاضرات وهو موجود فى بلده، عن طريق الـ«فيديو كونفرانس»، فضلا عن تلقيه التدريب العملى على المرضى، فهو يتضمن أن يكون القرار سريعا، أى فى خلال ٣ ساعات، وهذا هو العمود الفقرى للطب عن بعد.
خدمات علاج جلطات المخ أو السكتة الدماغية فى مصر كانت مقتصرة على الجامعات الكبيرة فقط، وتكاد تكون منعدمة فى المحافظات والمناطق النائية، خاصة القرى والنجوع، لعدم وجود إمكانيات، أما فى إفريقيا، فهى منعدمة تماما، والذين يتعلمون هذا النوع من الطب لا يعودون إلى بلادهم مرة أخرى، لأسباب متعلقة بالظروف البيئية والاقتصادية فى العديد من بلدان إفريقيا.
تكمن أهمية المبادرة التى خرجت من قسم المخ والأعصاب بطب عين شمس، فى أنها ترجمة حقيقية لترسيخ مفهوم قوة مصر الشاملة وعودتها لتبوء مكانتها اللائقة بها، ودورها المؤثر على مستوى القارة الإفريقية، فالمبادرة كما يقول الدكتور تامر عمارة، صاحب فكرة الطب عن بعد، تقوم على محورين رئيسيين، هما التعليم والعلاج، حيث يتيح هذا النظام رؤية المريض صوتا وصورة، سواء كان فى مستشفى كبير أو مستشفى صغير فى المناطق النائية داخل حدود جمهورية مصر العربية، أو فى كينيا أو الصومال أو تنزانيا، فعن طريق جهاز كمبيوتر مثبتة عليه كاميرا، يمكن التحاور مع الطبيب الذى يستقبل الحالة المرضية، وفى هذه الحالة يمكن تقديم خدمة طبية أفضل.

يواصل د. تامر: «الطب موجود منذ سنوات، لكن هناك بعض المعوقات تحول دون تقديم الخدمة للمريض، ولأننا جامعة، استطعنا دمج العلاج مع التعليم، وبالتالى يمكن إتاحة الفرصة أمام الأطباء أن يتعلموا فى بلادهم».
الجزء الأخير من المبادرة يتعلق بالطبيب نفسه، فهو لا يتعلم بنسبة مائة بالمئة، لكن يتم استدعاؤه للحصول على كورس تعليمى وتدريبى فى مدة قصيرة، كما يمكن تبادل زيارات الوفود الطبية.
القوافل الطبية للتوعية فقط، لكنها لا تترك أثرا، فهى لا تعلم أطباء، خاصة إذا علمنا أن الهدف من الفكرة هو عمل نظام به تنمية مستدامة، لكى نقدم أفضل خدمة فى الجامعة، نريد عدالة فى التوزيع واستفادة من الخبرات المتراكمة فى الجامعة للتنمية المستدامة.
أما الدكتورة عزة عبد الناصر، أستاذ المخ والأعصاب ومدير وحدة الجلطات بمستشفيات جامعة عين شمس، فتقول: «نحن فريق عمل متكامل، الأطباء بدرجاتهم العلمية المختلفة، والتمريض بدرجاته الأكاديمية والفنية، ولا يمكن العمل فى هذا المجال الدقيق بدون تناغم بين الفريق الطبى، لأن علاج الحالات يحتاج سرعة فائقة ودقة متناهية، وبالنسبة للوحدة التى احتلت مكانة فى اهتمامات الدوائر الطبية، كانت موجودة، لكنها لم ترق لمستوى الوحدات المثيلة فى الدول الكبرى، لكن تم تجديدها وتطويرها منذ ٣ سنوات، وفق المواصفات العالمية، باعتبارها متخصصة على غرار الوحدات الموجودة فى الدول المتقدمة».
فى سياق فكرة العلاج عن بعد، لا يمكن بحال من الأحوال إغفال جوانب أخرى مرتبطة ارتباطا وثيقا بمشروع العلاج عن بعد، أبرزها التمريض، فهناك ضرورة لتواجد فريق التمريض فى الغرفة المركزية بهدف التواصل مع فريق التمريض المصاحب للمريض فى أى منطقة نائية، لإرشاده بالتعليمات، خاصة إذا علمنا أن تمريض مريض السكتة الدماغية يختلف فى تدريبه عن بقية أنشطة التمريض الأخرى، تمريض السكتة الدماغية يحتوى على كل فئات التمريض من بكالوريوس وفنى مساعد تمريض بخلاف بقية الأقسام فى المستشفيات، لذا يتم انتقاؤهم وفق معايير تتضمن الخبرات والمستوى التعليمى، لكى تكون لدى الممرض القدرة على استيعاب النصائح والإرشادات الطبية الخاصة بمريض السكتة الدماغية وتطبيقها بمستوى مهنى دقيق.
تقول هناء موسى، رئيس فريق التمريض بقسم المخ والأعصاب والسكتة الداغية، إنها تقوم بعقد دورات تدريبية لفريق رعاية السكتة الدماغية، لإكسابه مهارات فنية وعلمية، وتدريبه على كيفية التعامل مع المريض، والتمريض يمثل جزءا رئيسيا فى وحدة الطب عن بعد، لتوجيه الممرض المصاحب للمريض، لأنه يقوم بحقن الحالة، وهو مدرب على خطوات الحقن، حيث يسبق ذلك إعطاء الممرضين دورات عملية فى الوحدة المركزية.
لم يكن الطب عن بعد أو إقرار الدواء الوحيد لعلاج الجلطات أو تحقيق حلم المشروع القومى بالعلاج على نفقة الدولة، هى كل ما تم إنجازه فى قسم المخ والأعصاب بطب عين شمس، فالدوائر الطبية العالمية أصبحت مهتمة بصورة ملموسة بكل ما ينتجه العلماء والمتخصصون من أفكار علمية، فقد خرجت مؤخرا أول دراسة علمية فى الشرق الأوسط ومصر، تلقى الضوء على الخصائص الإكلينيكية لمرض التهاب الأعصاب المتناثر، الدراسة أجريت فى قسم المخ والأعصاب والطب النفسى بجامعة عين شمس، ونشرت فى واحدة من كبرى المجلات الدولية المتخصصة فى علوم الأعصاب، وأشرف على فريق الدراسة والبحث الدكتور مجد فؤاد ذكريا رئيس القسم، بمشاركة وحدة المس فى القسم التى تديرها دكتورة دينا عبد الجواد.