الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

فخ الإحباط ورائحة التفاؤل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هل وقعنا فى الفخ المنصوب؟ أم ما زلنا نترنح فى مرحلة ما قبل السقوط؟ هل ما زلنا فى مرحلة اللا وعى واللا إدراك واللا ذاكرة؟ هل ما زالت غدة الإنكار تفرز هرمونات الاستنكار؟ هل ما يجرى حولنا يجرى صدفة أم أن الأمر يسير وفق ما هو مرسوم ومخطط؟ 
إن العبث بمواضع الروح المعنوية للأمة يجرى على قدم وساق.. إنهم يجرون المجتمع بأسره نحو هاوية الإحباط ويحاولون إبعاده عن دائرة التفاؤل بكل قوة وعنف، ومن الجنون أن يعلن هؤلاء أنهم يهدفون إلى إنهاك المجتمع عن طريق قتل الأمل ووأد فرص التفاؤل.. هم ليسوا أغبياء أن تكون مخططاتهم على الهواء، إنهم يتسللون من خلال نقاط محددة سلفا للوصول إلى تلك الغدد التى تستطيع إفراز كل أنواع الهرمونات فى نفس الوقت، هذه الإفرازات المتداخلة والمتناقضة يمكنها أن تمحو مثلًا أى أثر لهرمون السعادة فى لحظات، من خلال إفراز هرمون التشكيك. كما يمكنها محو أى شعور بالراحة أو التفاؤل فى لحظات من خلال إفراز هرمون الشائعات الذى لا يتوقف، إن هؤلاء لديهم القدرة على تحويل الإيجابيات إلى سلبيات، وتحويل الأمل إلى إحباط، هذه إمكانياتهم ولكن كيف يتسلل هؤلاء إلى نقاط التأثير على الروح المعنوية للأمة؟ وما أدواتهم؟ وكيف تكون المواجهة؟ 
بيد أن الهجوم على الجيش ومحاولة التشكيك فى عقيدته، من خلال اختلاق أكاذيب وحكايات من الخيال، هما الوسيلة التى يبذل هؤلاء فى سبيلها الغالى والنفيس. 
والأخطر من ذلك هذا الكم الهائل من الأخطاء التى يرتكبها بعض راكبى قطار الوطن، خاصة من هم فى عربة المسئولية جالسين على كراسى السلطة، شعبية كانت أو تنفيذية أو قضائية.
«قاضى المخدرات»
- فالقاضى المتهم بحيازة مخدرات ثارت حوله العديد من الأقاويل.. فهناك من قال إنه قد تم إخلاء سبيله نظرًا لعوار فى إجراءات الضبط، وهناك من قال إنه يدير شبكة بها مسئولين وضباط مهمين.. وهناك من قال بأنه.. وبأنه.. وبأنه!! 
فكثرة الأقاويل فى ظل غياب المعلومة يؤدى إلى ترعرع الشائعات السامة والمغرضة. 
«فتنة المصالحة»
تردد خلال الفترة الماضية أن هناك إمكانية لتصالح الدولة مع الإخوان.. وزيد على ذلك بأن هناك اجتماعات تمت ومباحثات تمت برعاية المخابرات السعودية فى عزاء الأمير ترك!! 
الناس فى مصر يقبلون كل شىء وأى شىء إلا أن تضع الدولة يدها فى يد الإخوان، مهما كانت الشروط والضوابط لهذه المصالحة المزعومة.. فلماذا أيضا لا تخرج الدولة ببيان حول ما تردد وما نشر وما يدور حتى يتم وأد الفتنة فى مهدها. 
«نائب الختان وكشوف العذرية» و«نائبة قسم مدينة نصر» 
ماذا جرى لهما وما نتائج التحقيقات، وهل حقا تم لم الموضوع بشكل سرى؟ ولمصلحة من؟ 
وأخيرًا ذلك النائب الذى تطاول على مصر من خلال تطاوله على رموزها الفكرية والثقافية والأدبية «نجيب محفوظ نموذجًا لهذا التطاول». 
بيد أن إفرازات غدد الإحباط والتشاؤم تزيد على الحد المسموح به بشكل قاطع، والحل الوحيد هو المواجهة الشاملة لأسباب ومسببات هذه الإفرازات حتى لو قمنا بعملية استئصال لهذه الغدد بشكل فورى! 
يا سادة مصر تتعرض لعملية إنهاك وإشغال وإرباك من أجل إحداث حالة الارتباك الذى يؤدى إلى الأخطاء، وهكذا لا تتفرغ الدولة إلا لإطفاء الحرائق وتتوقف عن الانطلاق والتحرك إلى الأمام. 
رغم كل هذا.. لم أقع فى فخ الإحباط، بل تحيطنى رعاية الله، وأشتم رائحة التفاؤل التى تخرج من ثنايا الصدق والإخلاص والنوايا الطيبة.