الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مغامرة "البوابة نيوز" تكشف العالم السري لـ "الفيس بوك".. .. أنشأنا حسابًا وهميًا باسم ضابط شرطة .. سيدة تنصب على البنات بعروض زواج غريبة.. وطبيب أسنان يبتز النساء بتسجيل مكالمتهن

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما تم إطلاق موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" اشترك فيه المواطنون لكونه وسيلة للتواصل الاجتماعي وتبادل الأفكار والآراء، ولم نكن نعرف أن الموقع سوف يتحول لمقر إلكتروني كبير يمارس فيه النصب والخداع من خلال إنشاء صفحات وهمية توضع بها صور لأشخاص ليسوا حقيقيين، وذلك لخداع الآخرين والإضرار بهم.
محررة "البوابة نيوز" قامت بإنشاء حساب وهمي لاقتحام هذا العالم وكشف خباياه، ومعرفة كيفية استخدام البعض لصور الفيس بوك الوهمية في خداع غيرهم، وعندما قامت بإنشاء حساب باسم وظيفته ضابط شرطة وجدت الفتيات هن اللاتي يقمن بالإضافة، وكأنهن يبحثن عن من يخدعهن وينصب عليهن.
والسبب في إنشاء الحساب الوهمي أنه منذ 3 شهور أثناء جلوسي بمترو الأنفاق، وجدت إحدى الفتيات تبكى لصديقتها، وتشتكى لها من حبيبها الذى تعرفت عليه منذ عام من خلال الفيس بوك، وأوهمها أنه ملازم شرطة ويحبها ويريد الارتباط بها، واكتشفت بعد ذلك أنه خريج مدرسة صنايع وليس ضابط شرطة، وقالت لها السيدات بالمترو: "تستاهلي إنتي اللي جبتيه لنفسك".
وبعد فترة، تحدثت معي سيدة تستقطب الفتيات وتستخدمهن في النصب، وهكذا عرفتنى بنفسها وكان اسم صفحتها الشخصية "منى" على فيس بوك، وحاولت الحديث معي، وفي بداية الأمر تجاهلتها لكوني لا أتحدث مع الغرباء، فأسرتي وأصدقائي المقربون وزملائي هم فقط من أتحدث معهم،ولا أسمح لغريب بالاقتراب منى.
وعندما وجدتها مصرة على التحدث قمت بالرد عليها، وبدأ التعارف بيننا، وقالت إن اسمها منى من السعودية وتقيم بالقاهرة، وأضافت أنها رئيسه اتحاد النساء العرب، والغرض من حديثها معي أنها تقوم بإنشاء موقع يتحدث عن المرأة وتريد مساعدتي لها بصفتي صحفية.
لم تنتظر كثيرا بالإفصاح عن نواياها، وقالت إنها تعرف رجل أعمال سعودي وطالبتني بالعمل معه، أو الزواج منه، حينها ضحكت بيني وبين نفسي لكوني وجدت ضالتي التي أنتظرها، وسألتها هل سأعمل معه؟ فأجابتني: أيوة في مجال الإعلام، وهل سأذهب للسعودية وارتدى النقاب؟ أجابت: كلا إنه رجل متحرر وعصري ويحب الفتاه المتحررة.
وعندما سألتها عن كيفية التعرف عليه، ردت على قائلة: "أنا سأعرفك عليه بنفسي، فهو لديه شركة مقاولات بالسعودية والإمارات ويبلغ من العمر 38 عاما ومن أب سعودي وأم مصرية"، مضيفة: "ممكن يتجوزك"، فلسألتها بسخرية قائلة لها: "إشمعنى"، فقالت أنه يحب المصريات جدًا، حينها بدأ الشك يراودني هل هذه فعلا سيدة؟ أم شاب ينتحل صفة بنت للإيقاع بالفتيات واستخدامهن في أغراض مشبوهة.
واستكملت حديثي وسألت عن شكل رجل الأعمال السعودي، فأجابتني نصا: "قمورة"، وأكملت: الراجل ليس بالشكل فانتي كل ما يهمك هو فلوسه لا أكثر، وقمت بعد ذلك بسؤالها: "لماذا ترك فتيات السعودية ويريد الزواج من مصرية لا يعرفها"، فجاءتني بإجابتها: "إنه تزوج أكثر من مرة وانفصل بسبب "بروده الجنسي".
وقالت: "حبيبتىى إنتى هتكسبي من وراه ذهب وهتعملى مصلحة، حينها قمت بقراءة الرسالة ولم أجبها بشيء وتركتها بحجة أننى مشغولة وقمت باستخدام حساب آخر خاص بي وباسم مختلف، وتحدثت معها من خلاله وقامت بعرض نفس الطلب بنفس الطريقة.
هناك حساب، آخر لطبيب أسنان اسمه أحمد أخبرني أنه يتابعني منذ شهر ونصف، ويحاول التعرف علي.. هكذا بدأ حديثه معي، واستكمل كلامه، بأنه تخرج من الجامعة وسافر إلى إحدى الدول الأوروبية والعمل بها وجاء لمصر قريبا، وعند رؤيته لصفحتي الشخصية "فيس بوك"، انجذب لى وقرر التعرف على، لافتا إلى أنه لم ينجذب إلى فتاة أخرى وأول مرة يعجب بفتاة ويريد التقرب منها والارتباط بها.
سألته كيف تحب فتاة لا تعرفها، فأجابني قائلا: "أنا لست ساذجًا، فأنا ناضج بما فيه الكفاية"، فقلت له بسخرية: "أنت بالفعل ساذج"، وكنت أقصد بهذه الكلمة أنه أتى ليخدعني في الوقت الذى أقوم فيه بخداعه لاستكمال تحقيقي الذى بدأته منذ 3 أشهر".
مر يومان، وبعد ذلك قام بمحادثتي وطلب منى رقم الموبايل للتحدث معي هاتفيا، وقمت بالفعل بإعطائه الرقم دون تردد، أو رفض، فكل ما يهمني هو استكمال تحقيقي، وقال لي إنه تحدث مع أسرته بشأني ووالدته هي من طالبته بالحديث معي ومصارحتي بكل شيء، حتى لا يستمر في الإعجاب بي عن بعد، وينتهى به الحال الى "الوجع".
استمر في الحديث وأنا أسمعه بدقة لكى استطيع تكوين فكرة عن شخصيته، ولم يستمر الحديث بنا طويلا، لأنه كان يتخيل أننى سأتفاعل معه في حواره، ولكنه وجد فتاه حادة في ردودها، وليست الفتاة الشقية التى كان يبحث عنها، لكى تقوم بتدليله وتناديه بالاسم الذى يعشقه وهو "حمادة".
وكشف حمادة عن وجهه الآخر لأنه قام بتسجيل المكالمات بيننا وحاول ابتزازي ونشرها، وعن طريق حساب وهمي، وقام بتهديدي إذا لم أستجب له في كل شيء يطلبه مني سيقوم بفضحي، لكنه لا يعلم أنني أجاريه من أجل موضوع صحفي، وأخبرته أنه لا يهمني نشر التسجيلات، وبعدها أغلقت صفحته علي فيس بوك.
"مازن نور الدين" هكذا كان اسم الحساب الوهمي الذي قمت بإنشائه، واستخدمت فيه بيانات ضابط شرطه، واشتركت في جروبات خاصة بالضباط، وقمت بنشر صورة لجذب الانتباه، فوجدت بعض الفتيات قمن بالحديث معي والترحيب بي.
نظرت إلى تلك الفتيات وقمت باختيار إحداهن وأضفتها، وبالفعل قبلت إضافتي وتحدثت معها بعد قبول طلب الصداقة بيومين، وعرفتها بنفسي على أنى ضابط شرطة يعمل بشرم الشيخ ويبلغ من العمر 35 عاما، ولست متزوجا، حينها قاطعتني متسائلة: "لماذا لم تتزوج وأنت تبلغ 35 عاما، حينها تذكرت فتاة المترو وحديث حبيبها لها وقلت: "الشغل أخذني من نفسي والوضع السيء الذى تمر به البلاد وتركيزي فى العمل فقط"، إضافة إلى أننى لم أجد الفتاة التي تجذبني إليها وأعشقها.
ومر يومان عن حديثنا سويا، ثم عدت وحدثتها ووجدتها تطلب رؤيتي وأرسلت لها صورة حملتها من الإنترنت لشاب وشعرت بإعجاب الفتاة بها، ثم عرضت عليها الزواج، رغم أن المعرفة بيننا لم تتعد أياما قليلة لكني فوجئت بموافقتها على الزواج دون سابق معرفة بيننا.
وبسؤالي لرواد الفيس بوك عن أغرب المواقف التي أتعرض لها، فقال شخص أنه ارتبط بإحدى الفتيات لفترة محددة، ثم انفصل وعندها قررت الفتاة الانتقام منه بأن قامت بعمل أكاونت باسم شاب وحاولت التعرف عليه ومصادقته حتى تتمكن من معرفة إذا كان يحب فتاه أخرى أم لا، وكم صديقه لديه، وبعد شهور من حديثهما قامت بكشف هويتها له.
وفتاة فلسطينية روت لنا قيام شخص بايهامها أنه يعمل مع الموساد الإسرائيلي ويقوم بشراء السلاح لهم، وعندما طلبت منه إبلاغ الجهات الأمنية فأجابها أنه يخشى القبض عليه.