بدأت، أمس الثلاثاء، الدورة الـ٣٨ من مهرجان القاهرة السينمائى بدار الأوبرا المصرية، برئاسة الناقدة السينمائية ماجدة واصف.
يعتبر مهرجان القاهرة السينمائى الدولى من أهم المهرجانات السينمائية فى مصر والوطن العربى، بل والشرق الأوسط بأكمله، بل ويعد من أهم ١١ مهرجانا سينمائيا على مستوى العالم.
أهمية المهرجان لا تعود فقط لمكانة مصر الفنية وريادتها السينمائية، بل تعود فى جانب منها لظروف إنشاء المهرجان وتوقيته، وما قدمه للفن المصرى بشكل خاص والفن بشكل عام، مما منحه مرتبة المهرجان الثانى للعواصم العالمية عام ١٩٩٠ بعد مهرجان لندن السينمائى الدولى.
تأسيس المهرجان
تأسس المهرجان فى سبعينيات القرن الماضى على يد الكاتب والناقد والباحث كمال الملاخ، الذى اكتشف مجموعة مراكب الشمس بمنطقة الأهرامات بالجيزة، وذلك عقب انتصار أكتوبر المجيد، وعودة الحياة الفنية للنشاط داخل مصر، بعد تعثرها قليلا عقب نكسة ٦٧، وظهرت الفكرة الأولى للمهرجان من خلال جمعية كتاب ونقاد السينما التى أسسها الباحث كمال الملاخ عام ١٩٧٣.
وعقب تأسيس الجمعية، بدأ الملاخ فى تحقيق الجزء الأهم من حلمه، وهو إقامة مهرجان سينمائى دولى يليق بمكانة مصر الفنية والتاريخية والاستراتيجية، ليبدأ المهرجان دورته الأولى عام ١٩٧٦ بجهد الجمعية، ليتحول مع مرور السنوات إلى مهرجان دولى سنوى يقام فى القاهرة، بحضور العديد من دول العالم التى تشارك من خلال أعمالها السينمائية فى مسابقة وتظاهرة فنية كبيرة.
استمر المهرجان حتى عام ١٩٨٣ تحت رعاية جمعية الكتاب السينمائيين، ليدخل بعدها مرحلة تطور جديدة، بالمشاركة بين جمعية نقاد السينمائيين واتحاد النقابات الفنية بمشاركة وزارة الثقافة المصرية، ليصبح المهرجان تحت رعاية المؤسسة الفنية المعتمدة من الدولة.
رؤساء المهرجان
تولى رئاسة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى سبعة من كبار فنانى مصر منذ تأسيسه عام ١٩٧٦، أولهم مؤسسه كمال الملاخ، وهو كاتب وناقد فنى، إضافة إلى كونه مكتشف مجموعة مراكب الشمس الفرعونية بمنطقة أهرامات الجيزة، وهو حاصل على بكالوريوس فنون جميلة قسم عمارة عام ١٩٤٣، ثم ماجستير معهد الدراسات المصرية، وهو مؤسس المهرجان من خلال جمعية كتاب ونقاد السينما، وتولى رئاسته منذ تأسيسه عام ١٩٧٦ حتى عام ١٩٨٣.
يعد سعد الدين وهبة ثانى رئيس لمهرجان القاهرة السينمائى، وتولى رئاسته عقب الملاخ فى بداية ثمانينيات القرن الماضى حتى رحيله عام ١٩٩٧، وهو كاتب وسيناريست مصرى، كتب كثيرا من القصص القصيرة والمقالات الفنية، إلى جانب وضعه للسيناريو والحوار لبعض المسرحيات والأفلام السينمائية، ومنها «زقاق المدق، كوبرى الناموس، كفر البطيخ، أدهم الشرقاوى، مراتى مدير عام».
تولى الفنان القدير حسين فهمى رئاسة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى الفترة من ١٩٩٨ حتى عام ٢٠٠١، بعد رحيل الكاتب الكبير سعد الدين وهبة، ليصبح ثالث رئيس لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى. تولى الصحفى والكاتب شريف الشوباشى رئاسة مهرجان القاهرة عقب الفنان حسين فهمى، ليصبح الرئيس الرابع للمهرجان فى الفترة من ٢٠٠١ حتى ٢٠٠٤، ثم استقال من رئاسة المهرجان. الفنان عزت أبو عوف هو خامس رئيس لمهرجان القاهرة السينمائى، وتولى رئاسته عقب الكاتب شريف الشوباشى، فى منتصف العقد الأول من الألفية الثانية.
جاء الناقد والكاتب سمير فريد فى الترتيب السادس بين رؤساء مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، عقب الفنان عزت أبو عوف، وتولى رئاسة المهرجان لدورتين شاركه خلالهما الفنان الراحل عمر الشريف كرئيس شرفى للمهرجان.
تعد ماجدة واصف الرئيس السابع لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته «٣٧» منذ عام ٢٠١٤، وتستمر فى رئاسة المهرجان فى دورته الـ ٣٨ لهذا العام، وهى صحفية وناقدة سينمائية، لها العديد من المقالات النقدية والفنية فى الكثير من الصحف المختلفة، إلى جانب توليها رئاسة مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية منذ تأسيسه عام ٢٠١٣.
