الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

المأزق العربي في سوريا!! "1-2"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استمرار الأزمة السورية يعكس إشكالية حقيقية لا يواجهها العرب وحدهم بل العالم كله، لأنها أزمة فى واقع الأمر ارتبطت بعدد من المشكلات الإقليمية التى أدت تداعياتها إلى تفجر أزمات تلو الأزمات، وبناء عليه يمكن القول إن الأزمة السورية تبلورت نتيجة أوضاع نحصرها فى ثلاثة متغيرات مرتبطة نسوقها على النحو التالى: 
أولا- عدم قيام النظام السورى من بداية الأزمة فى عام ٢٠١١ بعملية احتواء للمشكلات فى مهدها وترك الأمور تتفاقم إلى حد خلق حالة تناقض رئيسى فى الإقليم السورى جراء استخدام العنف فى مواجهة المعارضة لنظام حكم بشار الأسد، الأمر الذى أدى إلى خلق تيار قوى مثل تهديدا مباشرا للنظام الذي انتقل من العنف المحدود إلى استخدام المزيد من العنف اللامحدود. 
ثانيا- فقدان السيطرة أدى إلى خروج الموقف فى النهاية عن حدود الاتفاق على الحل ولم تفرق بعض الأطراف فى التعامل مع الأزمة السورية بين النظام الحاكم والشعب السورى من ناحية، أو الخلط بين المعارضة والشعب السورى من ناحية أخرى ما ترتب عليه وجود تناقضات خطيرة فى المواقف الإقليمية والدولية تجاه تطورات الأزمة السورية. 
ثالثا- تراوحت التناقضات فى إدارة الأزمة بين تناقضات رئيسية أثرت فى صنع القرارات وتناقضات ثانوية أدت بشكل أو بآخر إلى توقف عجلة الحياة فى معظم المدن والبلدات السورية، وأصبح المواطن السورى هو الضحية خاصة الذى يعيش خارج دمشق حيث يعانى من حالة أزمة حقيقية نقول إنها فاقت كل حدود القبول الانسانى. 
وهكذا تحولت الأوضاع فى سوريا إلى درب من المآسى التى تتنافى مع الأعراف الدينية والإنسانية، وتحول هذا الجزء من العالم العربي إلى ما يمكن تسميته بأرض محروقة يراق على ثراها الدم العربى المسلم ما يجعلنا نقول إن الضمير العربى والعالمي يتحمل المسئولية، وبات واضحا أن إصرار بشار الأسد على الاستمرار فى السلطة يؤدى إلى جعل المواطن السورى ضحية له للمرة الثانية، ويدفع ثمن جرم لم يرتكبه لأن الإجراءات العقابية سواء من هذا الطرف أو ذاك انعكست بالتبعية على تحميل الشعب السورى وطأة عقوبات من الطبيعى عدم وجودها كان سيؤدى إلى التخفيف النسبى من الضغوط الحياتية والكوارث الإنسانية اليومية التى يعانيها السوريون داخل وطنهم.
وبالتالى كان أمرا طبيعيا أن تتعقد المشكلات خاصة على المستوى اللوجستى الذى من المفترض أنه المستوى المتاح والمستمر فى كل منطقة ساخنة من مناطق العالم التى تعانى من أزمة ما، حيث يتفاقم الصراع بشكل يجعل من سوريا بيئة طاردة لأى شكل من أشكال الحياة، ومن هنا كانت ظاهرة النزوح الجماعى إلى خارج الأرض المحروقة تشكل هربا من وضع غريب هو فى واقع الأمر أصبح «وصمة عار» ليس فقط فى جبين الأمة الناطقة بلغة الضاد بل فى جبين العالم أجمع. 
والأسبوع القادم نكمل.