رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"المال الحرام" يدير سجن "المستقبل بالإسماعيلية".. حادثتان في عامين.. الأولى بالرشوة.. وفي الثانية أطلقت النيران على الشرطي المصاب.. واستشهاد رئيس مباحث أبو صوير خلال مطاردة الجناة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
للمرة الثانية يشهد سجن المستقبل بالإسماعيلية خلال عامين واقعتي هروب للمساجين وسط حالات من الانفلات الأمني وغياب الرقابة، وسط اتهامات لبعض العناصر بتلقي رشاوى من أجل تهريب المجرمين والمحكوم عليهم.
ففي يوليو 2014 تم تهريب عنصرين شديدي الخطورة بمساعدة أحد أفراد الحراسة عبر سيارته، حيث كشفت كاميرات المراقبة، أن المتهمين الهاربين خلعا ملابس السجن قبل ركوب السيارة، وارتديا ملابس مدنية أحضرها لهما أمين الشرطة في السيارة، فيما اعترف أمناء شرطة ومجندين بأن السجن يدار بالأموال، وأن أي سجين يمكنه أن يفعل أي شيء حتى شرب المخدرات، بحسب التحقيقات. 
وتبين أن الهاربين هما خالد رياض منصور والمحبوس على ذمة الجناية رقم 3584 لسنة2011 جنايات ثان الإسماعيلية، وسليمان زايد حسن والمحبوس على ذمة الجناية رقم 822 لسنة2012 جنايات أبو صوير، محكوم على الأول بالإعدام والثاني بالسحن المؤبد، وتمكنا من الهرب بمساعدة أمين شرطة ثبت تلقيه رشوة مالية، وأسندت النيابة إلى مأمور السجن ونائبه ومعاون مباحث السجن، تهم الإهمال الجسيم في أداء واجباتهم الوظيفية بما أضر بمصالح جهة عملهم، على نحو أدى إلى هروب المحكوم عليهما، نتيجة مخالفتهما لأحكام قانون ولائحة تنظيم السجون.
كما أسندت النيابة إلى أحد أمناء الشرطة المتهمين، تهم تقاضي رشوة مالية نظير إعانة أحد السجناء المحكوم عليهم على الفرار من محبسه، والتربح، والإضرار العمد بمصالح جهة عمله، في حين أسندت النيابة إلى أفراد الشرطة المتهمين تهم الإهمال في تأمين بوابات السجن، بسماحهم بدخول أمين الشرطة المتهم بسيارته إلى داخل السجن وعدم تفتيش السيارة أثناء خروجها.
وقال عريف الشرطة المسئول عن البوابة الخارجية، أحد المتهمين بالقضية: إنه شاهد أمين الشرطة المتهم يقود السيارة ويدخل من البوابة الخارجية، ولم يوقفه، قائلا: "ده أمر عادى، كل الأمناء بيدخلوا كل يوم بسياراتهم ومفيش حد من الضباط أعطى لى تعليمات بتفتيشهم".
وأضاف العريف: "كمان سيارات خاصة بأسر متهمين تدخل السجن أثناء الزيارات ولا أحد يمنعهم.
وتابع: ” لما خرج أمين الشرطة بالسيارة من البوابة كان زجاج السيارة داكنا، ولم يظهر من بداخلها ولم يشاهد المتهمين الهاربين معه، وتوقف أمين الشرطة أمام البوابة وفتح الزجاج المجاور له وسلم على نائب المأمور الذي كان يجلس إلى جوار الباب ليشرب الشاى، ورد عليه نائب المأمور السلام ولم يطلب منى أن أفتش السيارة”.
وقال رقيب شرطة آخر في التحقيقات: إن المتهيمن الهاربين اعتادا الجلوس في الخفاء مع أمينى الشرطة المتهمين بتهريبما، كما اعتادا أن يتم معاملتهما معاملة خاصة، حيث إنهما كانا يسيران دون قيود، وكانا يتعاطيان المخدرات داخل السجن ومعهما أجهزة موبايل ولاب توب، وقال رقيب الشرطة: إن المتهمين الهاربين أصدقاء.
وأضاف رقيب الشرطة أن أفراد أسرتى المتهمين كانوا يحضرون بسياراتهم الخاصة ويدخلون بها داخل السجن ولا أحد يمنعهم،
وأرجع الرقيب ذلك إلى أن أسر المتهمين كانت تدفع في كل زيارة مبالغ مالية تتراوح من 2000 إلى 3000 جنيه رشوة في كل زيارة.
وأوضح الشرطي في التحقيقات أن ليلة الحادث كان المسئول عن إدارة السجن 4 أمناء شرطة و5 مجندين ورقباء شرطة، وأن نائب المامور غادر إلى منزله والضباط النوبتجية كانوا يتابعون التليفزيون في غرفة الإدارة، وأمناء الشرطة هم من كانوا يتخذون القرارات داخل السجن.
وبعد إجراء التحقيقات اللأزمة أحالت النيابة العامة المتهمين لمحكمة الجنح، التي قضت بالحبس 3 سنوات وكفالة 5 آلاف جنيه على 12 ضابطا وأمين شرطة من قوة تأمين سجن المستقبل بالإسماعيلية من بينهم مساعد مدير أمن الإسماعيلية السابق للترحيلات، ومأمور سجن المستقبل السابق ونائبه و2 من ضباط المباحث بالسجن و7 أمناء شرطة المكلفين بتأمين العنابر والبوابات الداخلية والخارجية للسجن.
وفي الساعات الأولى من صباح الجمعة أحبطت قوات أمن الإسماعيلية، محاولة هروب جماعى لعدد من المساجين، الذين يقضون فترة عقوبتهم داخل سجن "المستقبل"، الكائن بمركز أبو صوير، وذلك بعد تبادل لإطلاق النار مع مجهولين، استقلوا سيارة ربع نقل، وتمركزوا بجوار سور السجن، في محاولة منهم لتهريب مساجين.
وتلقى اللواء على العزازى، مدير أمن الإسماعيلية، من مسئولى سجن "المستقبل"، إخطارًا يفيد بسماع طلقات رصاص من داخل السجن وخارجه، مما أدى إلى إصابة شرطى بطلقات نارية، نتيجة للمواجهات، وتم نقله للمستشفى لتلقى العلاج اللازم، وعلى الفور انتقلت تعزيزات أمنية مكثفة لتأمين السجن من الداخل والخارج لمنع هروب المساجين.
وقالت مصادر أمنية: إن الشرطي المصاب، أطلق عليه النار من داخل السجن، ولا يوجد أي محاولات لاقتحام السجن. 
وأكدت المصادر أن مسجونا ادعى المرض داخل أحد العنابر، وعند قيام الشرطى محمد أبوالفتوح، المكلف بالتأمين، بفتح العنبر قام المتهمون بخطف السلاح الشخصي للشرطى المصاب وقاموا بإطلاق النار على قدميه، فأصيب بطلقات نارية بالفخذين، وهرب متهمون.
تم نقل الشرطي إلى مستشفى الإسماعيلية العام انتقلت على الفور القيادات الأمنية بالمحافظة، وتعزيزات أمنية من الأمن المركزى، وقوات التدخل السريع، وتم تأمين السجن من الخارج والداخل، وفحص النزلاء داخل السجن، وتشكيل فريق بحث لضبط الهاربين.
وقد تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على أحد الهاربين ويدعى "ع م "، وهو من ضمن التشكيل العصابي المتخصص في سرقة محال الذهب في التل الكبير وأضاف مصادر أمنية، أنه تم رصد سيارة بمحيط السجن تقلها سيدة وتبين أنها زوجة أحد الهاربين ومشتركة معهم بالواقعة لتسهيل هروبهم، وعلى الفور تم مهاجمتها والقبض عليها. 
وأكد شهود عيان، أن أحد الهاربين من سجن المستقبل بالإسماعيلية، لاذ بالفرار داخل أحد المزارع في قرية الواصفية.
وأضاف شهود العيان، أن المتهم الأول تخفى وسط أحد الأفراح التي كانت مقامة داخل القرية وعقب وصول سيدة تقل سيارة فر هاربا، وتم تبادل إطلاق النار مع الأجهزة الأمنية لأكثر من ساعة ونصف.
فيما تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط الهارب الأول بعد تبادل لإطلاق النار بين قوات الأمن وأحد الهاربين من السجن تم القبض على المتهم الهارب وبحوزته سلاحا ناريا.
وأثناء الملاحقات الأمنية أصيب الرائد محمد الحسيني رئيس مباحث قسم أبو صوير بطلق ناري استقر في المخ وفشل الفريق الطبي في نقله إلى القاهرة وخضع للعلاج لساعات في عنايه المخ والاعصاب داخل مستشفى جامعه قناة السويس التخصصي حتى لفظ أنفاسة الأخيرة ظهر اليوم الجمعة، ومن المقرر تشيع جثمانه في جنازة عسكرية ودفنه في مقابر أسرته في مدينة بورسعيد.
كما لقي المواطن أحمد عبد الوهاب رزق من أبناء القرية مصرعه، إثر إصابته بطلق ناري في الرقبة والصدر وإصابة اثنين آخرين واحتشد الأهالي داخل مستشفى الإسماعيلية العام، في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، لاستلام جثة الضحية ابن قرية الواصفية.
وقالت مصادر طبية بالإسماعيلية: إن المواطن "أحمد عبدالوهاب رزق" (35 عاما) ومقيم بعزبة الواصفية بدائرة مركز أبوصوير توفي إثر إصابته بطلق ناري بالصدر والرقبة أثناء تبادل لإطلاق النار بين قوات الأمن وبين الهاربين من سجن المستقبل.
وأضافت أن المتوفي نقل إلى مستشفى الإسماعيلية العام وتوفي متأثرًا بإصابته بطلقات نارية بالرقبة والصدر، وتم التحفظ على الجثة تحت تصرف النيابة العامة.
وفي صباح يوم الجمعة وصل فريق من النيابة العامة إلى سجن المستقبل لمعاينة موقع الأحداث وسؤال المساجين وشهود العيان عن واقعه هروب المساجين التي وقعت في الساعات الأولى من الصباح.
وتم انتداب فريق من خبراء الأدلة الجنائية والطب الشرعي والتحفظ على فوارغ طلقات الرصاص لضمها إلى التحقيق وأمرت النيابة العامة، بفحص جميع كاميرات المراقبة الخاصة بسجن المستقبل، لكشف تفاصيل هروب 6 مساجين على الأقل في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة.
وقالت المصادر: إن النيابة طلبت التحفظ على كاميرات المراقبة وفحص الأيام السابقة لعملية الهروب وجدول النوبتجيات الخاصة بالحراسة من الضباط وأمناء الشرطة وعناصر الأمن ومحيط السجن والكاميرات الداخلية والخارجية.
وكشف مصدر أمني، عن أن عدد المساجين الهاربين من سجن المستقبل بالإسماعيلية وصل إلى 6 مساجين تقريبا، منهم 4 محبوسين على ذمة قضايا جنائية و2 آخرين.
وأكدت مصادر بوزارة الداخلية، اليوم الجمعة، التحفظ على جميع القيادات الأمنية في سجن المستقبل بالإسماعيلية وبدأت النيابة العامة التحقيق معهم.