الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

بالصور .. "البوابة نيوز" داخل شقة محمود عبدالعزيز في حي العجوزة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فجأة ودون سابق إنذار تعرض النجم الكبير محمود عبد العزيز لأزمة صحية حادة، أعقبها تدهور حالته الصحية، ما تطلب نقله إلى أحد مستشفيات القاهرة، ومنه إلى مستشفى بالعاصمة الفرنسية باريس، وسط حالة من التكتم الشديد التى فرضتها أسرته، ورغم ذلك سرعان ما ذاع الأمر وانتشر، لتسود حالة من الحزن لدى محبى وعشاق الفنان الكبير، الذى ترك بصمة لا تمحى فى تاريخ الفن والسينما المصرية من خلال أعمال رائعة، ناقشت كثيرا من القضايا فى حياتنا، وابتعدت عن الوقوع فى فخ الابتذال، منها دوره الرائع الذى جسد فيه شخصية «الشيخ حسنى» فى فيلم «الكيت كات»، أو المزجانجى فى «الكيف» أو «رأفت الهجان» أو فيلم «العذراء والشعر الأبيض» الذى لقب بعده بـ«دنجوان السينما المصرية»، وغيرها من الأدوار التى أدهشنا الساحر فيها بالشخصيات التى جسدها، وتمرد فيها على وسامته التى ميزته بين أبناء جيله، ليقدم العديد من الأدوار التى تبرز موهبته الثقيلة. 
ذلك هو محمود عبد العزيز الفنان، إلا أن محمود عبد العزيز الإنسان لم نعرف عنه الكثير، فحياته الشخصية والإنسانية تعد لغزا كبيرا، ربما لأنه ومنذ بداياته فرض سياجا من السرية التامة على حياته الشخصية والأسرية، ولم يسمح لأحد بالاقتراب منهما، الأمر الذى دفعنى لمحاولة اللقاء به، وهو ما تحقق بعد جهد، حيث التقيته وقتذاك فى شقته التى تقع بحى العجوزة، وهى شقة ورثها من والده وحولها لمكتب يعقد فيه اجتماعاته، اللقاء كان عقب وفاة شقيقه، حيث كان عائدا لتوه من مسقط رأسه الإسكندرية بعدما شيع جثمان شقيقه، لذلك بدا عليه الحزن والإرهاق، وتزامن ذلك مع تصويره لمسلسل «رأس الغول» الذى عرض فى رمضان الماضى وحقق نجاحا كبيرا، وقبل أن أطرح أسئلتى وجدته يتحدث عنه، وعن الصعوبات التى واجهته فى تصوير بعض المشاهد الخارجية، شارحا أسباب تحمسه لتقديم هذا العمل، مؤكدا فى سياق حديثه، أنه سيترك بصمة مميزة عند جمهوره ومحبيه، كما تحدث عن السينما بشوق كبير، وأمنياته فى العودة لها سريعا، موضحا أن ما يعرض عليه ضعيف منها، ويعتذر عنه لضعف السيناريو الخاص به، كما تحدث عن كواليس مجهولة تخص مسلسل «محمود المصرى»، موضحا أن الدور الذى جسده هو لشخص موجود فى الحقيقة، مشيرا إلى أنه رجل أعمال عربى صديق له تعرض لأزمات كثيرة وفقد أمواله، لكن سرعان ما استرد عافيته وتوازنه، ولكونه معجب به قرر تقديم سيرته.
عودة إلى المكان الذى اجتمعت فيه معه، حيث الشقة التى دار فيها حديثنا، موضحا أنه يحب الجلوس فيها، حيث يقرأ سيناريوهات أعماله ويستقبل ضيوفه وأصدقاءه المقربين، وهو يفضلها لأنها تذكره بوالديه، ويختفى فيها بعيدا عن الأضواء التى تزعجه أحيانا، معتبرا أن كل ركن فيها يعبر عن شخصيته الفريدة، أتذكر وقتها أننى حينما خطوت إلى الشقة تعجبت كثيرا من اللوحات المعلقة فوق الجدران، والتحف الأثرية التى تملأ أرجاءها، فضلا عن «جرامفون» قديم يبدو أن له اعتزازا خاصا لديه، قال بسرعة حينما رأى دهشتى «إنه يعشق كل ما هو كلاسيك، ويحب الاحتفاظ بالأشياء القديمة، وسألته عن مغزى وجود تمثال السيدة العذراء، فأكد أنه يعشق التمثال، ويحترم كثيرا الديانة المسيحية، مؤكدًا أنه يقرأ فى الأديان ولا تقتصر قراءته ومعرفته على دين واحد فقط، مؤكدًا أن الدين لله والوطن للجميع. 
ما سبق ربما يلقى ضوءا على جانب بسيط من الحياة الشخصية والإنسانية لهذا الفنان الكبير، الذى تم تداول معلومات ربما مغلوطة عن حالته الصحية، حيث لا أحد يعرف تحديدا حقيقة ما أصابه وألمّ به.. فيما إذا كان ورمًا سرطانيًا فى مكان ما بالجسد؟ ومدى سوء حالته، وهل سافر بالفعل أم لا يزال فى القاهرة؟ ربما لأن أسرته وابنه الأكبر محمد فرضوا سياجا من السرية التامة على حالته، واكتفى محمد بالقول: «إن والدي فى حالة صحية مستقرة إلى حد ما، ويعانى من أنيميا»، طالبا من الجميع الدعاء له. 
ولم يكن أمامنا وسط تلك الحالة من الغموض إلا أن نذهب إلى شقته بالعجوزة، حيث كان الحزن يخيم على المكان ويعلو الوجوه، التقينا جيرانه والسائق الخاص به والحارس الخاص بالعقار، الذين كشفوا لـ«البوابة» بعضا من جوانب لا يعرفها الكثيرون عن شخصية الفنان الكبير. 
البداية كانت مع «محمد سائقه الخاص»، حيث أعرب عن حزنه على تدهور الحالة الصحية للفنان الكبير، مضيفا أنه لا يعلم ما إذا كان موجودا فى القاهرة أو سافر لفرنسا، مشيرا إلى أن الفنان الكبير كان يعانى من آلام فى «اللثة» منذ شهور، حيث دخل المستشفى لفترة، واصفا إياه بأنه كان مثالا للإنسان الخلوق المحترم، ويتمتع بالطيبة والشهامة، مضيفا أنه طوال عمله معه لمدة خمس سنوات كان يعامله ببساطة شديدة، متمنيا له الشفاء.
نفس الكلمات أكدتها حارسة الجراج الخاص بالفنان الكبير وتدعى «أم شادية» التى أعربت عن انزعاجها لخبر مرضه، مضيفة أنها استفسرت مرارا عنه، واتصلت به كثيرا دون رد من جانبه، مشيرة إلى أنها لم تره منذ عيد الأضحى، قائلة: «أعرف الفنان محمود عبد العزيز منذ جاء من الإسكندرية واستقر فى تلك الشقة، وهو إنسان فى تصرفاته، وله مواقف نبيلة مع الناس، حيث يعطف على الجميع ويقوم بأعمال خيرية كثيرة»، بعدها انخرطت فى بكاء حاد، وهى تردد «ربنا يشفيه، لأنه إنسان كريم وطيب ويحب مساعدة الآخرين». 
من جهته، أكد خالد الحارس الخاص بالعقار أنه لم ير النجم الكبير منذ أربعة شهور، لافتا إلى أنه لا يعلم هل هو فى مصر أم سافر لفرنسا، مضيفا أنه إنسان على خلق، يتعامل مع الناس ببساطة وتواضع رغم شهرته، متمنيا الشفاء العاجل له.