رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تكسب يا خيشة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هى هزلية شعبية شبه سياسية وكانت قد بدأت تتخمر فى ذهنى منذ عام ١٩٨٤ حتى ١٩٩٣، جاء مبارك بعد السادات للحكم وبدأت أفكر وماذا بعد؟ وفى أوائل التسعينيات كانت الفكرة تتطور فى ذهني، ماذا لو حكمنا يوما عامل لا يفقه شيئا بل هو يجعل من نفسه «أراجوز» ليضحك الناس فلا يؤذونه، ثم اخترت له أن يكون عاملا فى غرفة ملابس فى أحد النوادى فى الأقاليم، إذن كيف يصبح هذا العامل هو رئيس النادى وعروسه المقبلة التى تخدم فى غرفة السيدات تصبح بالتالى حرم الرئيس؟! 
فى البداية راوى: حضرات المتفرجين والمتفرجات نقدم لكم مسرحية غير رمزية ومفيهاش والحمد لله إسقاطات، الرواية حصلت فصولها فى بلدها، ما فيش داعى لذكر اسمها. 
والحكاية أصلها أنه من كام سنة، اتبنى عندنا نادى اجتماعى رياضى -هو نادى الوادي- ورأس مجلس إدارته فى أول بدايته، عبدالقوى السكرة، كان شخصية عجيبة، كل الخلق بتحبه أو بتخاف منه وكان بيترشح لوحده وينجح كل مرة بنسبة مية فى المية أو أقل شوية وبعد ما قضى كام مدة فجأة الراجل اتوفى، خدتنا الحيرة، وأصبح لزاما علينا نختار خلفه، مين بعده يترأس نادينا؟ ده موضوع مسرحية الليلة، نرجوكم تشاركونا فيها ولا تكتفوا بالفرجة علينا.
وعندما بدأت لم آخذ وقتا كثيرا فى الكتابة، فالانتخابات الرئاسية فى أى مكان تحتوى على الكثير من التفاصيل المثيرة والعجيبة، وعن طريق المكر والخبث يكسب المعركة لأن الأعضاء زهقوا من بقية الشخصيات التى تعودت الترشيح. 
وكان منهم مدير النادى وجيه بيه وبالطبع رشح نفسه، لكن جاءت من الخارج أخته بوسى هانم التى كانت تعيش فى الغربة لتأخذ نصيبها من تركة المرحوم. 
ولكنها وجدت أخاها يحوم حول تركتها لنفسه، فتقف أخته إلى جوار خيشة ضد أخيها لأنها أحست بغدره، وفكرت أن تحرمه من رئاسة النادى فطلبت من خيشة أن يرشح نفسه وساعدته ببعض المال وبعض الهتيفة لينتخبوه، ولما كان كثير من أعضاء النادى قد ملوا من الناخب الذى كان يكسب الانتخابات فى الماضى بشتى الطرق قبل أن يموت فقد فكرت أن ترشح أقل الناس لتدفع به إلى ترشيح نفسه فربما ينجح خيشة لأن بقية المرشحين من الكثرة بحيث سيحتار الناخبون من بينهم، وتتفتت الأصوات بينهم، فلماذا لا تراهن على خيشة، فحتى إذا خسر الانتخابات قد ينجح غيره المهم ألا يفوز أخوها الذى أكل حقها فى التركة.
وهكذا استقطبت خيشة لكى يرشح نفسه وتقف معه وتتحدث نيابة عنه وتكتب له شعارات براقة وجريئة تختلف عن شعارات الآخرين، ورغم ضيق أخيها منها إلا أنه لم يأخذ حذره، فمن غير المعقول أن يفوز عليه خيشة أو على أى أحد، لكنها استطاعت أن تجعله محترما فى عين البعض ويسألها بعضهم لماذا لا يكون خيشة المتواضع الذى يغير الموقف، خاصة أن باقى المرشحين من علية القوم ومتغطرسين، بينما هو فرد متواضع ويبشر بحقبة جديدة، ولكن رغم كل هذا قاطع جمع كبير من الناخبين الانتخابات أصلا وقد رأوا فيها المهازل، ونزلت بوسى هانم فى آخر لحظة ضد أخيها، وفى يوم الانتخابات وبعد جهد ينجح خيشة فى كسب الانتخابات! ويشكل مجلس إدارة النادي، ويأتى بالأقزام ومشرفا أيضا حتى على فريق الكرة وتكون النتيجة أن ينهزم فريقه الذى وضع له الخطة بنفسه بخسارة مذلة، ويتدخل فى كل كبيرة وصغيرة أو يعهد لزوجته حلاوتهم بأمور السيدات،
وتتردى كل أمور النادى فى كل شيء ويضيق الناس به وبزوجته وكل أعماله، لكنه يحضر نفسه ليجدد الترشيح لمدة أخرى وهنا تنتهى المسرحية،
لكن بمجرد أن نزلت الإعلانات وقبل عرضها بكثير أثار الاسم (تكسب يا خيشة) على الإعلانات سخرية بعض الصحفيين لمجرد اسمها قبل أن يشاهدها بل حكموا عليها من عندهم وعجبت لهؤلاء النقاد العظام الذين أثبتوا أن بعض النقاد عندنا لا يختلفون عن خيشة نفسه!
وبقى أن المسرحية جاءت بجمهور غفير جدا، ولكن بمجرد تصوير المسرحية أعلن بطل المسرحية أحمد بدير عن ضيقه أو هكذا ادعى بأن هناك إعلانا له فيه إعلان أكبر من إعلانه لنجمة أخرى فى مسرحية أخرى، وأصر على هذا لأنه كان يتعلل لأنه سيعمل فى مسرحية أخرى لدواعى يعلمها هو.