الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

تحركات "بوتين" في الشرق الأوسط تثير قلق إسرائيل

الرئيس الروسي فلاديمير
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تل أبيب: عودة العلاقات «التركية الروسية» تُغيّر خريطة التحالفات
«ميلمان»: موسكو تهدف إلى انتشار استراتيجي كبير فى المنطقة مستغلة سياسة «أوباما» المترددة

تثير التحركات الروسية فى الشرق الأوسط قلق صناع القرار فى إسرائيل، لذا تخضع جميع الخطوات الروسية فى المنطقة للتحليل العميق من جانب الأجهزة الإسرائيلية المتعددة، تخوفا من تأثيراتها المحتملة القريبة والبعيدة على الدولة العبرية، وفى هذا الصدد، أبدت الإدارة الإسرائيلية وأجهزتها الأمنية اهتماما كبيرا بخطوتين قامت بهما روسيا مؤخرا، الأولى حيال تركيا والثانية حيال إيران.
حيث أبدت إسرائيل اهتماما كبيرا بعودة العلاقات بين تركيا وروسيا، عقب اللقاء الذى تم بين الرئيس التركى رجب طيب أردوغان مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، متوقعة أنه سيغير من جديد خارطة المصالح والتحالفات فى الشرق الأوسط، بعد عودة العلاقات الودية بين الدولتين اللتين كانتا على شفا حرب محدودة بينهما سابقا، حين رأى كل منهما الآخر بمثابة تهديد مباشر على مصالحه فى سوريا، عدا حادث إسقاط طائرة روسية فى نوفمبر ٢٠١٥.
ورغم تحسن العلاقات بين الدولتين، إلا أن هناك خلافات ما زالت قائمة بينهما بحسب ما ذكره المحلل الإسرائيلى «آنشل بابر» فى مقاله بصحيفة «هآرتس» مشيرا إلى أن بوتين يعد الراعى المركزى لنظام الأسد فى دمشق، فيما يريد أردوغان التخلص منه، كما أن روسيا تدعم الأكراد وتسلحهم، فيما تعاديهم تركيا، ورغم تلك الخلافات يبدو أن المصلحة للبلدين كما قال تتمثل فى تحسين العلاقات الاقتصادية بينهما، حيث إن حجم التجارة الكبير بينهما مهم للدولتين.
من جهته رأى المحلل الإسرائيلى «عومر دوستري» فى مقاله بصحيفة «إسرائيل اليوم» أن التقارب بين الدولتين، هو نتيجة لسياسة تركية جديدة تريد التصالح مع دول استراتيجية قريبة يمكن لتركيا الاعتماد عليها فى الحرب الأهلية السورية ومحاربة الإرهاب، لافتا إلى أن التقارب الروسى التركى يعنى ابتعاد تركيا عن الغرب، خاصة فى ضوء الخلافات بين تركيا والاتحاد الأوروبى بسبب عدة موضوعات منها قضية اللاجئين وحملات الاعتقال، إضافة إلى أن جهات رسمية فى تركيا اتهمت الولايات المتحدة بتقديم المساعدة للمشاركين فى الانقلاب، معتبرا أن تلك العوامل كلها هى التي دفعت بتركيا للارتماء فى أحضان الدب الروسى.
وفيما يتعلق بالخطوة الثانية التى سببت قلقًا لإسرائيل، فهى نشر سلاح الجو الروسى طائرات القصف الاستراتيجى من طراز تو ٢٢ فى قاعدة «حمادن» فى غرب إيران، إضافة إلى طائرات قتالية من طراز سوخوى ٣٤، وقيام تلك الطائرات بغارات جوية على أهداف فى مناطق مختلفة من سوريا، منها ما هو تابع لـ «داعش وجبهة النصرة».
تلك الخطوة وصفها الكاتب الإسرائيلى «يوسى ميلمان» فى مقال نشرته جريدة «معاريف» بأن لها معانى استراتيجية بعيدة الأثر عالميًا، وينبغى أن تقلق إسرائيل أيضا، مضيفا أن تلك الخطوة المفاجئة، جاءت نتيجة لاتصالات سرية بين ضباط كبار من الدولتين استمرت أشهرًا طويلة، لافتا إلى أن تلك تعد المرة الأولى التى تعمل فيها طائرات سلاح الروسى فى سوريا من قاعدة فى دولة ثالثة، مضيفا أن ذلك يعكس تطور العلاقة بين موسكو وطهران، وخاصة فى مجال التعاون العسكرى، مشددا على أن إيران التى تخشى على سيادتها لم تكن لتتخذ هذا القرار بسهولة، إلا أن رغبتها فى مساعدة نظام الأسد تغلبت على كل اعتبار آخر، مرجعًا الأسباب التكتيكية لتلك الخطوة، إلى أن قاعدة «حماميم» المجاورة للاذقية، والتى تنتشر فيها الطائرات الروسية التى تساعد نظام بشار الأسد، ليست كبيرة بما يكفى كى تستوعب طائرات تو ٢٢.
ومن ناحية أخرى رأى ميلمان أن روسيا تهدف إلى انتشار استراتيجى كبير فى المنطقة لزيادة النفوذ الروسى فى الشرق الأوسط، مستغلة سياسة أوباما المترددة فى الشرق الأوسط، الأمر الذى يدفع روسيا لزيادة تعاونها مع مصر والسعودية، وعرض بيع السلاح لهما، موضحا أن الأجهزة الاستخباراتية فى إسرائيل باتت مقتنعة تماما، أن موسكو تحاول دق إسفين بين الولايات المتحدة وحلفائها التقليديين فى المنطقة «القدس، الرياض، أنقرة، القاهرة» مؤكدا فى النهاية أن الخطوة الروسية وإن كانت لا تعرض المصالح القومية الإسرائيلية للخطر، إلا أنها يمكنها إذا استمرت، أن تؤدى إلى نتائج سلبية، وتؤثر على الاستراتيجية الإسرائيلية.