الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

السهام النافذة.. قصة جنود "داعش" السريين في أوروبا

«البوابة» تفتح الملف الأسخن فى «ساحة الإرهاب»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يراوغون أجهزة الأمن بـ«شرب الخمر» وإقامة علاقات مع سيدات ولا يظهرون ممارستهم لشعائر الإسلام.. والتنظيم وجههم بـ«استراتيحية الدهس والطعن»
أمنيون: «الذئاب المنفردة» أخطر من عناصر «داعش» و«القاعدة» بعضهم موجودون على قائمة اللصوص ومتورطون فى عمليات سرقة ويرتادون «نوادى المثليين»
مئات القتلى وآلاف الجرحى سقطوا فى أوروبا طيلة الأشهر الخمسة الأخيرة، كان لفرنسا وألمانيا النصيب الأكبر من تلك الجرائم الإرهابية التى كانت نتاجًا لعمليات التحريض المستمر على العنف والقتل باسم الدين، والتى لم تفرق بين مسلم وغيره، فجميعهم «كفار» تواجدوا فى أماكن «المعصية والفجور» أو مروا بالقرب منها، فطالهم ما طال، فكان جزاؤهم أيضًا وإن كانوا أبرياء، هكذا رأى تنظيم داعش ليبرر عمليات قتله المتتالية.
لم يكن قيادات التنظيم ينظرون تحت أقدامهم حينما اختاروا الشهر الأول «يناير» من العام الحالى 2016، بداية لإعلان دليلهم الأول «التخطيط فى الخفاء»، ليكون منهاجًا لتخريج عشرات بل مئات المتطرفين، الذين تحولوا فجأة من متورطين فى عمليات سرقة وقتل، ومن شاربى الخمر إلى «جندٍ للخلافة» يسبحون بحمد البغدادى ورجاله، ويصبحون يدا طيّعة فى يد التنظيم الإرهابى ويتحولون إلى «ذئابه المنفردة»، وسهامه السامة فى قلب أوروبا وأمريكا.
قصۀ الاستعداد فى الخفاء
فى الربع الأول من العام الجارى، أصدر التنظيم إصدارا باللغة الإنجليزية تمت ترجمته بعد عدة أيام باللغة العربية، لـ«خلاياه النائمة»، أسس فيه التنظيم لطرق تحرك عناصره وكيفية الاختفاء عن أنظار قوات الأمن حتى لا يكونوا فريسة لها.
«أحلقوا لحاكم وارتدوا الملابس الغربية واستخدموا العطور العامة والعادية التى تحتوى على الكحول، وأن يشفروا هواتفهم، بل دعا التنظيم عناصره إلى أن يظهروا بمظهر «غير المسلمين»، فى تعاملاهم، ليكونوا أقرب إلى المجتمع الذى يعيشون فيه، بل دعاهم لعدم الصلاة فى المساجد حتى لا يتم الشك فيهم، وهى مخالفة صريحة لتعاليم الدين الإسلامى نفسه.
ودعوة التنظيم لعناصره لكى لا يلتزموا بالتعاليم التى تطالب بها الجماعات التى تسمى بـ«الجهادية»، تشير إلى مدى رغبته فى التطرق للعنف دون مراعاة تعاليم الدين، حتى وإن كان فى ذلك الاختفاء شرب المخدرات والخمر، أو إقامة علاقات مع السيدات، لكنه بمجرد تنفيذه لعملية إرهابية تقتل وتصيب الأبرياء يصبح مسلمَا حقًا وبذلك ينال الشهادة.
دليل «ذئاب داعش»، حوى الكثير من التعليمات الأخرى التى تؤسس لجيل من الإرهابين الذين يمكنهم التسلل إلى المجتمعات لاستهدافها بكل سهولة بأسلوب «مفاجأة العدو». وكان من أبز المعلومات فى الدليل الذى تكون من ٦٢ صفحة، ونشرت عددا من صفحاته جريدة «التليجراف» البريطانية، وقتها، تلك الخاصة بـ«صناعة القنبلة فى مطبخ والدتك»، ونقلت الصحيفة عن خبراء أمنين أن الأشخاص الذين يتصرّفون بطريقة فردية يمثلون خطرا أكبر من تنظيم الدولة أو تنظيم القاعدة والتنظيمات المتفرّعة عنه. 
تحذيرات مختلفة تعلقت بتحرك عضو التنظيم فى الدول الأوروبية، وكيفية تعامله مع المواطنين الأوروبيين حتى وإن وصل الأمر إلى «مضاجعة» بعض السيدات حتى لا تنكشف هيأته أو يدخل ملهى ليلى ليجالسهن ويشرب الخمر.
حادث مدينة أورلاندو الأمريكية الذى نفذه الإرهابى «عمر متين» فى الثانى عشر من يونيو الماضى، على ملهى ليلى للمثليين بولاية فلوريدا وأوقع ٤٩ قتيلًا، كان دليلًا واقعيًا على تحول عضو التنظيم من «مثلى» أو مضطرب نفسيًا وعصبيًا إلى «ذئب منفرد»، وهو ما فسره الكثير من خبراء التنظيمات الإسلامية والجهادية بأن تكون مثليا أو مضطربا عقليًا ونفسيًا أو أن تكون لصا ومتعاطيا للمخدرات فهو «ستارًا» لإبعاد أى شبهات، ما دام الهدف واحدا.
بعدها بشهر واحد، خاصة فى الرابع عشر من شهر يوليو الماضى، استيقظ الفرنسيون على حادث وصفته الصحف المحلية بأنه «الدامى»، لصعوبة الطريقة التى نُفذت به، باعتبارها الأولى فى فرنسا بل فى أوروبا، والتى وقعت فى مدينة «نيس»، بقيام شخص من أصول تونسية بدهس تجمع للمواطنين أسقط خلاله ٤٨ قتيلًا ومئات المصابين، ليخرج بعدها تنظيم «داعش» يتبنى العملية ويوجه عدة تعليمات جديدة لخلاياه النائمة فى باريس.
«قد يستطيع البعض الحصول على السلاح بسهولة، ولربما مهما حاولت سيصعب عليك الحصول على السلاح بطرق آمنة، وهنا لا بد من استخدام طرق تقليدية، مثال ذلك عمليات الطعن أو الدهس، مثل ما حصل بفرنسا من عملية فردية مخطط لها بدقة، فاختار تجمع عدد كبير من الناس واحتفالا ماجنا، لتخرس الألسنة التى تقول كان هناك مسلمون».. هكذا كان تعليق التنظيم على الحادث.
وخرج بعدها ليبرر سقوط مسلمين ضمن الحادث الإرهابى بأنهم يعاملون معاملة «الكفار» - حسبما يراهم - باعتبار أن تلك الاحتفالات لا تخلو من الخمور والتعرى، وأن أى مسلم يتواجد فيها أو يمر بجانبها يجب «إحلال دمه».
ونشرت بعدها وكالة «حق» التابعة للتنظيم تقول: «وإن كان هناك احتمال وجود مسلمين بحفل ماجن أو حفل للكفار بنسبة ١٪، فهل يعنى ذلك أن نتوقف عن ضرب معاقل الكفار بسبب وجود بعض العصاة المسلمين بينهم، ولنفرض أنه كان هناك مسلمون مارون بالطريق بالصدفة، فهذا قدرهم».
الذئب الملهم
اختلف كثير من الباحثين، حول ذلك الشخص الذى يتعامل بطبيعته داخل المجتمع، ولا يختلف عن أى مواطن فيه، بل يزيد عن ذلك بوجوده على قائمة اللصوص والمتورطين فى عمليات السرقة والمخدرات، أو مضطرب نفسيًا، وله صحيفة جنائية تجعله غير مشتبه فيه لدى الأجهزة الأمنية، وبعيد كل البعد عن أولئك المتطرفين المتشددين.
منهم من رأى ذلك تحولا من «العنف الجنائى» إلى التطرف، وآخر يرى تحركات أعضاء التنظيم «ستارًا» يخفى بها هدفه الأساسى «المتطرف» حتى لا يقع فريسة فى قبضة الأجهزة الأمنية التى لا ترحم منتسبى التنظيمات الإرهابية، فيتردد على نوادى المثليين ويشرب الخمر وغيرهما، لكن التنظيم وضع تسمية لتلك الأفعال بـ«الذئب الملهم» الذى فرقه عن عضو التنظيم الذى تلقى تعليمات صريحة منه «الذئب المنفرد»، وكلاهما يخضعان له.
فى رسالة أبى أنس الشامى، أحد قيادات «داعش»، قال إن الذئب المنفرد، هو كل «مسلم يقوم بأعمال جهادية» دون أن يكون له رابط تنظيمى بـ«جماعة المجاهدين»، إيمانا قويًّا، مؤمنًا بالهدف الذى فى غالب الأحيان، أنه سيقاتل ويعمل لأجله، خاصة أن هذه العمليات المنفردة تشتت التركيز الأمنى لمن وصفهم بـ«الطواغيت»، فهم لا يتوقعون المكان الذى سيضرب فيه.
«الشامى»، ركز فى رسالته على صنف آخر، وهو ما أطلق عليه «الذئب المُلهم»، وهو ذلك الشخص الذى يحاكى الإرهابيين، عندما يمر بتغيير مفاجئ، وتحدث فجوة ما بين حياته قبل التغيير وحياته بعدها، ويحاول عقله سد هذه الفجوة بكل السبل، ويبدو طبيعيًّا ويتفاعل مع مجتمعه وأصدقائه، بيد أنه تظل داخله حالة من عدم التأقلم والرفض والسخط، وفجأة يتحول لإرهابى كما يحدث بألمانيا وفرنسا، وهذا النوع يكشف قدرة الآلة الإعلامية للتنظيم على الاستقطاب المستمر بأفكاره المتطرفة لهؤلاء الشباب المضطربين داخليًا ويحولهم مع الوقت لعناصر تابعة له.
وبالعودة إلى أصول تسمية «ذئب التنظيم»، تظهر أنها غير مرتبطة فقط بالجماعات الجهادية، فهى تعبر عن أى شخص يمكن أن يشن هجوما مسلحا بدوافع عقائدية أو اجتماعية أو نفسية أو حتى مرضية، تأثرا بالتنظيم سواء من بعيد أو قريب.
ويقول عمرو عبدالمنعم، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية فى تلك النقطة، إن «داعش» بعد إعلان دولته المزعومة لجأ لأساليب مختلفة، كان أهمها «الذئب المنفرد» الذى يتحول من شكل إلى آخر لإخفاء أى شكوك تثار حوله، فأصبح ذلك الفرد هو «الحامل هم أمة»، وينتهج طريقة «كسر الهدى الظاهر»، فينفصل شعوريًا عن الجماعة ويندمج فى المجتمع الموجود فيه، حيث يرتدى نفس الملابس ويلحق لحيته، ويتزوج من امرأة غير مسلمة، فلا يحافظ على «الهدى الظاهر»، ويمكنه «مضاجعة» سيدة أو شرب الخمر، أو قد ينفذ عملية سرقة، ويظهر كأنه مضطرب نفسيًا، كل ذلك من أجل هدف واحد هو إخفاء معالمه حتى تأتى «ساعة الصفر»، فيبدأ فى الخلاء مع نفسه ويستغفر الله عما فعل، ويعد نفسه إعدادًا آخر فرديا لتنفيذ العملية المرادة، وهو ما حدث بالضبط فى هجوم «نيس»، فالدافع كان أيديولوجيا.
يذكر الباحث، أن دراسة تلك الحالات المندمجة فى المجتمع يصعب التفريق بينها وبين الأشخاص العاديين، كما أن معظمهم يتم اختيارهم من صلب المجتمع نفسه، أو الحاصلين على الجنسية حتى لا يتم الشك فيهم.
وحول أعداد هؤلاء الأشخاص فى المجتمعات الأوروبية، خاصة فى فرنسا، قال «عبدالمنعم»، إنه أجرى إحصائية عن فرنسا تقول إن هناك من ٤٥٠ إلى ٤٥٥ فردًا مقاتلا من الفرنسيين ذا أصول جزائرية ومغربية وتونسية تدربوا لتنفيذ عمليات عدائية فى أماكن الاشتباك فى ليبيا وفرنسا والعراق، وأن ١٦٥ فردًا منهم بحسب إحصائية لداعش جاهزون لتنفيذ عمليات إرهابية كـ«ذئاب منفردة»، داخل فرنسا نفسها، وهم مندمجون الآن داخل المجتمع الفرنسى، فمنهم من يعملون فى مطارات ومطاعم، وسواقيين وفى فنادق، بحيث يصعب على الأجهزة الأمنية التقليدية وغير التقليدية كأجهزة الاستخبارات أن تكتشفهم. 
ويؤكد «عبدالمنعم»، أن طرح قضية المقاتلين والذئاب المنفردة، لا يمكن معها الحل الأمنى، لأن منفذ العملية هو شخص مجهول يصعب اكتشاف ما يدور داخل عقله، باعتباره تلقى التعليمات وينتظر «ساعة الصفر» لتنفيذ ما يدور فى عقله.
وحول ما يفعله «الذئب الملهم»، أكد الباحث، أنه أعد نفسه إعدادًا كبيرًا، وهو ما يمثل فشلًا واضحًا من الأجهزة الأمنية، الموجودة فى أوروبا، حيث يمكنه الإقبال على السرقة لأن ذلك فى نظره «غنيمة»، وليس شيئا محرما، كما يمكنه الزنى باعتبار أن ذلك «سبى»، وهو أمر محلل له، فتقرأه الأجهزة الأمنية على أنه مجرم، وهو لا يريد أكثر من ذلك بصنع «هالة مضللة للآخرين حوله»، فيحلله الكثيرون على أنه سارق أو غيره، وهو ما يعرف عند المتطرفين بـ«التُقية».
صحيفة «واشنطن بوست» صنفت تلك الأعمال العدائية المنسوبة إلى «ذئاب داعش» نفسهم إلى نوعين من الأشخاص هما «المجنون والشرير»، ودللت على ذلك بالطبيب النفسى الأمريكى نضال حسن، الذى أطلق النار فى قاعدة «فور هود» العسكرية وقتل ١٣ عسكريا عام ٢٠٠٩، ورفض الاعتراف بأنه «مذنب».
فى المقابل تتحدث الصحيفة عن المهاجر الإيرانى مان هارون مونيس، الذى احتجز عشرات الرهائن فى مقهى بسيدنى خلال ديسمبر، وكان يعانى من اضطرابات نفسية. ووصفه محاميه السابق بأنه مصاب بجنون العظمة، ناهيك عن أنه كان له سجل جنائى وعمل فى السحر.
بدورها تشير «الديلى تليغراف» إلى حادثة قيام المواطن الكندى مايكل زحاف بيبو بقتل جندى وإطلاق النار داخل البرلمان فى العاصمة الكندية أوتاوا. وترجح الصحيفة أن يكون الهجوم رد فعل على قرار كندا المشاركة فى العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة. وتوضح أنه مأخوذ حرفيا من أدبيات تنظيم القاعدة الذى يطالب أنصاره بقتل الأوروبيين والأمريكيين «الكفار» متى سنحت الفرصة.
وتشير إلى أن منع مثل هذه الهجمات أمر شديد الصعوبة ما لم تكن لدى السلطات معلومات عن نية الشخص القيام بمثل هذا العمل.
ضرب ألمانیا وفرنسا
العمليات المختلفة التى استهدفت الدول الأجنبية خلال الفترة الأخيرة ركزت بشكل كبير على فرنسا وألمانيا، وهو ما أثار التساؤلات حول الدولتين، رغم امتلاكهما لأجهزة أمنية داخلية تعد هى الأقوى فى أوروبا خاصة بميونخ.
قالت صحيفة لوموند الفرنسية الجمعة، إن فرنسا تدفع ثمنًا باهظًا بسبب العمليات التى يشنها التنظيم على أراضيها، وبينت الصحيفة أن ما يحدث ليس صدفة، لكن التنظيم يعتبر فرنسا الحلقة الأضعف والأسهل، كذلك فى التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم الإرهابى فى سوريا والعراق.
وتوضح الصحيفة أن فرنسا تضم أكبر جالية مسلمة فى أوروبا وفيها مشاكل داخلية اقتصادية واجتماعية وانضم الكثير من مواطنيها لداعش وكونها أيضا قوة استعمار سابقة يجعل الآخرين يحملون حقدا تاريخيا على هذا البلد.
يقول «عبدالمنعم»، إن التعامل مع الذئاب المنفردة لا يخضع للحلول الأمنية، وأن قليلا من الدول باتت تدرك هذا الأمر، مثل المملكة العربية التى طرحت فكرة «المناصحة»، وذلك بجلوس العلماء مع الشباب وحل مشكلاتهم باستمرار، والتعرف على ما يدور فى عقولهم قبل أن يتحولوا إلى «قنبلة طرد داعشية» ضد المجتمع.
هناك نزوح من العالم الغربى لفكرة ما بعد الحداثة، حيث إنها أفرغت كل ثمارها فى المجتمعات الأوروبية من تقدم علمى وتكنولوجى وغيره، وتوفر المال ما بعد ذلك، بدأ المواطن الغربى يتطلع إلى نوع من الممارسة الموجودة فى ثقافات الدول الأخرى، فثقاف المتطرفين الإسلامين أقوى من ثقافة أوروبا. 
والمفاهيم التى يروجها المتطرفون التى لا تجد صدى من المجتمعات العربية يرى فيها صدى فى أوروبا، ذلك فى نزوح كبير جدًا من الشباب من المجتمعات الأوروبية للأفكار، فداعش حاليًا يترجم إصداراته بأكثر من ١٥ لغة لا تعتمد على اللغة العربية فى إصداراته، بل يترجمها لأكثر من دول ويخاطب الدولة بلغتها، ويبدى بعدها «مساحة بيعة».
بعد ١١ سبتمبر وبعد الملاحقات الأمنية الكبيرة جدًا بالعالم العربى، اتهمت الولايات المتحدة والدول الأوروبية، الدول العربية بأنها فرغت الإرهابيين، وضيقت عليهم الخناق فخرجوا إلى أوروبا وأمريكا لينفذوا عمليات إرهابية فى هذه الدول، وإلى حد ما كانت وجهة نظرهم سليمة، لاعتمادها على معلومات أن السبب الرئيسى فى تلك العمليات هروب بعض الأشخاص إلى خارج وطنهم وانخراطهم فى عمليات تنظيمية.
ويقول إن عملية ألمانيا الأخيرة التى نفذها انتحارى بميدان انسباخ لها دوافع جنائية خاصة بالمجتمع الألمانى نفسه والطبقات الإيديولوجية الموجودة والاجتماعية داخل ألمانيا. الانتحارى عقيدة الذئاب المنفردة، خاصة بداعش وعملياته، الدافع إنك لم تعد تشغل نفسك بتنظيم وبيعة وإمارة بشكل مباشر خاصة بعد ١١ سبتمبر. 
من ٨١ حتى ١١ سبتمبر كانت التنظيمات الإرهابية أو العناصر يذهبون لدول توجد فيها مشاكل مثل أفغانستان للتدريب، ثم العودة لبلادهم وتأسيس جماعات متطرفة تقوم على مواجهة الحكومات، وتنفيذ عمليات عدائية، هذا لم يعد موجودا بعد ١١ سبتمبر.
اختلفت المسألة تماما، وبدأت الأنظار تتجه إلى العناصر الذين ينفصلون عن الجماعة الأمو ويتلقون تعليمات بتنفيذ عملياتو وتنتهى صلتهم بالتنظيم تمامًا لتنفيذ هدفهمو وهو ما يحدث للذئاب المنفردة، فهم مثل «عنقود العنب»، الذى ينفرط، وينتهى إلى خلية عنقودية عندما ينفرد العنقود لا تربطه صلة بالعقد.
يقول «عبدالمنعم»، إن التعامل مع الذئاب المنفردة لا يخضع للحلول الأمنية، وأن قليلا من الدول باتت تدرك هذا الأمر، مثل المملكة العربية التى طرحت فكرة «المناصحة»، وذلك بجلوس العلماء مع الشباب وحل مشكلاتهم باستمرار، والتعرف على ما يدور فى عقولهم قبل أن يتحولوا إلى «قنبلة طرد داعشية» ضد المجتمع.