الإثنين 27 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

هاشتاج روسي: "التحرش لا دين له".. قاض في سان بطرسبرج: "إذا لم يكن لدينا تحرش جنسي لن ننجب أطفالاً" 10 الى 12 % فقط من ضحايا العنف يبلغون الشرطة و2.9 % يصلون إلى المحكمة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا شك أن أكثر النساء جمالا وجاذبية فى العالم هن الروسيات والأوكرانيات، وهى مسألة تتعلق بالجينات والوراثة والطبيعة المناخية لروسيا وأوكرانيا، وأيضا لاعتنائهن بأنفسهن بشكل كبير، وهو ما يعرضهن للكثير من المضايقات والإقبال على الحصول على حبيبة أوكرانية أو روسية، واللافت أنهن لم يسلمن لا فى الواقع ولا حتى على الإنترنت وعلى مواقع التواصل الاجتماعى مثل «فيسبوك» أو «تويتر» وغيرهما، وهى حملة باللغة الروسية وتعنى «#IamNotAfraidtoSayIt» أو «أنا لست خائفة أن أقولها»، وذلك لمشاركة الفتيات الروسيات والأو كرانيات بقصصهن عن التحرش الجنسى، وذلك لفك التابوهات حول القضية فى بلدانهن.
بحسب صحيفة «الجارديان» البريطانية، فإن أناستاسيا قالت إن ما أغضبها أن الرجال يكتبون على صفحاتهم وتعليقاتهم أن المرأة هى المسئولة عن تعرضها للاغتصاب أو التحرش الجنسى، وقد قامت أكثر من ٢٠٠ مشتركة من أوكرانيا وروسيا لسرد قصصهن الخاصة عن الاعتداءات الجنسية المروعة التى تعرضن لها سواء فى الواقع أو على الإنترنت، وكشفت وسائل الإعلام الاجتماعية حالات التحرش الجنسى فى مكان العمل، والاعتداء الجنسى فى مرحلة الطفولة، والتحرش الجنسى فى الشارع، فى المدرسة وعلى وسائل النقل العام.
ووفقا للصحيفة فإن هذه الصراحة غير عادية بالنسبة للأوكرانيات، حيث إن إلقاء اللوم على الضحية على الجرائم الجنسية لا يزال شائعا فى المجتمع الأوكرانى، وفقا للخبراء، حيث إن الموقف هو إرث من الأوضاع الاجتماعية منذ الاتحاد السوفيتى، حيث كان الجنس من المحرمات.
وتقول إليونا زوبشينكو، رئيس قسم الاتصالات العامة من مركز حقوقى للمرأة، إن ضحايا الاغتصاب اللاتى رفعن قضاياهن إلى المحكمة يواجهن صدمة العدالة أيضا، حيث إنها تضطر إلى إثبات أنها تعرضت للاغتصاب، وتخضع لاختبارات مهينة واستجوابات وحتى الفحوصات الطبية، وعادة ما يستغرق الأمر فترة طويلة جدا حتى ينظر فيها القضاء الأوكرانى.
ووفقا لإحصاءات الجريمة فإنه فى شهر يونيو المنقضى وحده ارتكبت ٥٨٠ جريمة متعلقة بالجنس فى أوكرانيا منها ٢٢٩ حالة اغتصاب، و١١٢ حالة اغتصاب تنطوى على اللواط، و٤٣ حادثة تحرش جنسى بالأطفال، وحالة تحرش جنسى.
وذكرت إنستاسيا قصتها حيث قالت إنها تعرضت لحادث عندما كانت فى الـ١٣ من عمرها، وهى تسير فى شارع فى قلب العاصمة الأوكرانية كييف، وفجأة جاء أحد المارة من الذكور وأمسكها بين ساقيها، وبعدها مشى بعيدا وكأن شيئا لم يحدث، ووقع حادث آخر عندما كانت فى سن الـ٢١ وتم اغتصابها، وتقول إنها لا تشعر بالخجل من الحديث عن الحوادث، لأنه لم يكن خطأها ولكن المغتصب هو دائما المذنب.
واتفقت النساء فى جميع أنحاء أوكرانيا فى تعليقاتهن فى الحملة أن بعض الأوكرانيات والروسيات يشعرن حاليا بحالة من الاعتياد للتحرش الجنسى والاغتصاب الذى يتعرضن له، وأنهن يعتقدن أنه سلوك طبيعى تماما بالنسبة للرجال، وتروى فيلينا فاتكونات أن معلمها فى الصف الأول بالمدرسة الابتدائية عندما طلب منها الذهاب إلى الحديقة أظهر لها قضيبه. 
وأشارت ميروسولفا بافليك إلى أنها عندما زارت كييف كانت ترتدى تنورة طويلة وبسيطة، ومع ذلك أحد المارة تحرش بها وعندما صرخت وبكت طلبا للمساعدة من الناس فى الساحة لم يهتم أحد.
الغريب فى الأمر أن بعض الرجال أيضا تقاسموا قصصا حول التعرض للإيذاء الجنسى، حيث قال يفجين ميتسينكو إنه عندما كان عمره ١١ عاما قام رجل كبير فى السن بممارسة الجنس القسرى معه، مضيفا أنه ليست النساء فقط من ضحايا العنف الجنسى. 
ويرى التقرير أن الأنماط الاجتماعية لا تزال تلعب دورا مدمرا فى المجتمع الأوكرانى الحديث، وأن جذور العنف الجنسى بداية من تأثيرات الأبوة والأمومة والتوقعات الاجتماعية، أو بتعبير أدق على التفريق النمطى بين الأدوار المقبولة للذكور والإناث، هذه النماذج بالإضافة إلى الإفراط فى تناول الكحول تساعد على انتشار الاغتصاب وأنواع التحرش الجنسى فى أوكرانيا، ولأول مرة توجد حملة هاشتاج للكشف عن مثل هذه القصص الجنسية الصريحة عبر وسائل الإعلام الاجتماعية.
والحملة كانت مفيدة للغاية لضحايا العنف، لأنه عادة لا يكشف الضحايا عن هذه التجارب المرعبة، لأنهم يخشون من الانتقادات وقد ساعدت الحملة فى إيجاد الدعم وأيضا حتى يدركون أنهم ليسوا وحدهم من يتعرضون للمشكلة، حيث تعتبر قصص الاعتداء الجنسى عادة من المحرمات الكبرى، وقد صدم القراء فى روسيا وأوكرانيا من تلك القصص. 
وقد شاركت المئات من النساء الروسيات والأوكرانيات قصصا من التحرش الجنسى والعنف والاغتصاب على وسائل الإعلام الاجتماعى، ووصفتها الصحف العالمية أنها انطلاقة جديدة لروسيا وأوكرانيا، وقد قالت إيكاترينا رومانوفسكايا البالغة من العمر ٤١ عاما إن لديها مئات من ذكريات الماضى التى تنطوى على تحرشات واعتداءات جنسية.
وكان هناك رد فعل من المشاهير الأوكرانيين ومنهم الفنان أرتيم وسكوتوف، حيث قال إنه لم يتوقع حقا أن الكثير من النساء والفتيات من ضحايا العنف والتحرش، بدأن يتحدثن عن معاناتهن بدلا من العيش فى صدمة وصمت، ورأى معهد موسكو للتحليل النفسى أن العديد من القصص يمكن أن تثير المغتصبين وتجعلهم يقومون بجرائم جديدة وتثير شهيتهم أكثر وأكثر.
وغالبا ما ينظر إلى التحرش الجنسى بوصفه موضوعا للنكات فى روسيا، وقد رفض قاض فى مدينة سانت بطرسبرج الروسى قضية التحرش الجنسى فى أماكن العمل، وقال إنها جزء طبيعى من العلاقات الإنسانية، لدرجة أن تعليقه جاء على النحو التالى: «إذا لم يكن لدينا تحرش جنسى فلن يكون لدينا أطفال».
وفى روسيا وأوكرانيا، لا تزال المرأة هى المسئولة عن تعرضها للاغتصاب، وقد أثر الهاشتاج على صفحة «فيسبوك» الخاصة فى تبادل الخبرات ما بين أشخاص تبدأ أعمارهم من ستة سنوات فقط.
ووفقا لمركز الأزمة والرعاية الروسى فإن من ١٠ إلى ١٢٪ فقط من ضحايا العنف الجنسى فى روسيا يتم الإبلاغ عن الجرائم فى الشرطة، و٢.٩٪ فقط من الحالات تصل إلى المحكمة، أما النسبة الأكبر من النساء فتبقى صامتة.