الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

عودة الدفء للعلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وتركيا

اردوغان
اردوغان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مرة أخرى يعود الدفء للعلاقات الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل إلى سابق عهدها، وذلك على وقع توقيعهما اليوم /الثلاثاء/ بمقر وزارة الخارجية التركية على اتفاق تطبيع العلاقات بينهما، بعد قطيعة وخلاف استمرا على مدى ٦ سنوات على خلفية الهجوم الإسرائيلي المسلح على سفن "أسطول الحرية" التركى، الذي كان يحمل مواد إغاثة في طريقها إلى قطاع غزة في مايو عام 2010، في محاولة لكسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على شريطها الساحلى مما أدى إلى قتل 10 من الناشطين الأتراك، إضافة إلى استمرار الحصار على غزة.
عودة الدفء العلاقة بين حليفتين تجمعهما اهتمامات إستراتيجية مشتركة، تم التمهيد له منذ عام ٢٠١٣ عندما قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتذارا رسميا لنظيره التركي رجب طيب أردوغان خلال محادثة هاتفية، اعترف فيها بحدوث "بعض الأخطاء العملية" في هذا الحادث، وتعهد بدفع التعويضات لأسر الضحايا، مقابل الاتفاق على عدم ملاحقة أي جهة قد تكون مسئولة عن الحادث قانونيا.
غدا أو بعد غد على أكثر تقدير يصادق البرلمان التركى على هذا الاتفاق ليصبح سارى المفعول، ويتم تنفيذه على أرض الواقع حيث ينص على قيام إسرائيل بدفع تعويضات تقدر ب٢٠ مليون دولار لتركيا، وتبادل السفراء بين أنقرة وتل أبيب، وتطبيع العلاقات الدبلوماسية، وفتح الطريق أمام تصدير الغاز الإسرائيلى عبر تركيا، إضافة إلى دوره في فتح قناة وساطة جديدة في المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقد أعلنت أنقرة إن تسليم أول دفعة من المعونات التركية لغزة أصبح وشيكا، وأن أول السفن التركية المحملة بأكثر من 10 آلاف طن من المساعدات الإنسانية ستغادر الجمعة القادم في طريقها إلى ميناء أشدود الإسرائيلى
تأسست العلاقات الإسرائيلية التركية في مارس عام 1949 عندما اعترفت تركيا ثاني أكبر بلد ذات أغلبية مسلمة (بعد إيران ) بدولة إسرائيل في عام 1948، ومنذ ذلك التاريخ باتت إسرائيل المورد الرئيسي للسلاح لتركيا، وحققت حكومة البلدين تعاونا مهما في المجالات العسكرية، الدبلوماسية، الإستراتيجية، حيث يتفق البلدان حول الكثير من الاهتمامات المشتركة والقضايا التي تتعلق بالاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
الحوار الدبلوماسي بين تركيا وإسرائيل عانى الكثير من التوترات، وتراجعت العلاقات بين البلدين مرات قبل الهجوم على أسطول الحرية بوقت طويل، وبدأ ذلك مع انتخاب رجب طيب أردوغان عام 2003 والذي دفع تركيا ناحية علاقات جديدة مع اثنين من ألد أعداء إسرائيل (وهما إيران وسوريا)، ودخلت العلاقات مع إسرائيل إلى منعطف جديد في مطلع عام 2008 عندما انتقد أردوغان إسرائيل بسبب قتلها المدنيين في عدوانها على قطاع غزة.
وترتب على الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية التركى الذي كان يحمل مساعدات إلى غزة ومقتل بعض الركاب الأتراك، قيام تركيا باستدعاء سفيرها من إسرائيل، ومنع الطائرات العسكرية الإسرائيلية من استخدام المجال الجوي التركي، ومن جانبها، حذرت إسرائيل مواطنيها من السفر إلى تركيا.
وبقيت معظم الجوانب الأخرى، في العلاقات التجارية كما هي بين الحليفتين منذ وقت طويل، فلم تلغ اتفاقية قيمتها 190 مليون دولار لشراء طائرات بدون طيار، كما لم تلغ التعاملات التجارية المدنية بين البلدين، امتدادا من قطاع المنسوجات ووصولا إلى نظم الرى، والتي كانت تمثل قرابة 3 مليارات دولار خلال العام الماضي، ولم تتأثر العلاقات التجارية والاستثمارات المتبادلة التي تكونت بين البلدين على مدى أعوام إذ أنها باتت عميقة ومتشابكة، إضافة إلى عدم إلغاء معظم صفقات السلاح، التي كان من الصعب الإضرار بها، لا سيما مع اعتماد تركيا على الدعم الفني الإسرائيلي.