الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوارات

مدير المساجد الكبرى بـ"الأوقاف" أحمد ترك في حواره لـ"البوابة": المحرمات في نهار رمضان لا تبطل الصيام.. وتهميش الأزهر وأيادٍ خارجية وراء انتشار التطرف والإرهاب.. ومبارك "قزّم" دور المشيخة

الشيخ أحمد ترك، الداعية
الشيخ أحمد ترك، الداعية الإسلامى مدير المساجد الكبرى بالأوقا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الشيخ أحمد ترك، الداعية الإسلامى مدير المساجد الكبرى بالأوقاف، إن دور إمام المسجد فى شهر رمضان يُعد الوظيفة الأخطر، مؤكدًا ضرورة تأهيل وتدريب الإمام بالشكل الذى يجعله قادرًا على قيادة دفة المسلمين، مشيدًا فى الوقت ذاته بدور الأزهر الشريف والشيخ أحمد الطيب، إمام الجامع الأزهر، فى تصحيح صورة الإسلام فى الخارج ونشر الدين بالشكل الذى يستحقه.
وتحدث إمام مسجد النور السابق، فى حواره مع «البوابة» موضحًا أن كتب التراث ومناهج الأزهر بحاجة إلى تعديل وتنقيح سريع، بحيث تتناسب مع العصر الحالى، مشددًا على ضرورة زيادة ميزانية مؤسسة الأزهر بحيث تستطيع القيام بدورها المنشود.. 
■ ما أفضل السنن الواجب على المسلم اتباعها فى رمضان؟
- شهر رمضان نعمة وفضل من الله، وأفضل عمل يتحلى به الإنسان فى رمضان وباقى شهور العام هو حُسن الخلق ومنع الشر عن الناس، علاوة على الفرائض من صلاة وصيام وغيره، وأفضل سنة هى تأدية ١٢ ركعة طيلة اليوم فى النهار والليل يفوز بها المسلم ويخرج من رمضان فائزًا، بصلاة ركعتين قبل صلاة الفجر، وأربع ركعات قبل الظهر وركعتين بعده، وركعتين قبل العصر، وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء، غير الشفع والوتر، علاوة على صلاة التراويح والتهجد وصلة الأرحام وحسن الأدب، والمعاملة الطيبة مع الناس، وكذلك إحياء ليلة القدر، ولعل الله سبحانه وتعالى أراد إخفاء ليلة القدر، حتى يجتهد المسلمون طيلة الشهر، ولاسيما أنها من المنح الكبيرة التى يريد الله إخفاءها، وهو ما حدث فى إخفاء اسم الله فى أسماء الله الحسنى كلها، كذلك فإن الأعمال الصالحة فى رمضان تزيد ٧٠ ألف ضعف مثل العمرة والصدقات.
■ من يستحق الحصول على رخصة الإفطار فى نهار رمضان؟
- لاشك أن الصيام فريضة فرضها الله سبحانه وتعالى على كل المسلمين، وقال فى كتابه الكريم: «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون»، كما أن القرآن منح رخصة لكل من لا يستطيع الصوم، وليس لديه القدرة على الصيام، والله سبحانه وتعالى لا يريد شقاءً للمسلمين، وهناك نوعان للرخصة فى رمضان، النوع الأول من يباح له الفطار فى نهار رمضان، ولا يلزمه الشرع بتقديم فدية، مثل كبير السن أو المريض ولا يستطيع الصوم، وفى الوقت ذاته لا يستطيع ماديًا تقديم الفدية، أما النوع الثانى فهو من لا يستطيع الصوم بسبب السن أو المرض، كالمريض الذى يصعب شفاؤه ولكنه يستطيع ماديًا دفع الفدية وتقديم كفارة الإفطار فى نهار رمضان، وهناك أيضًا أصحاب المهن التى لا يستطيع أصحابها الصيام بسبب المشقة التى يكبدها الصوم لهم، على الرغم من أنه كلما زادت المشقة فى الصيام يزيد الثواب.
■ ما هى مُبطلات الصوم لو جاز حصرها؟
- الطعام والشراب ومجامعة الزوجة هى مبطلات الصيام التى لا خلاف عليها، طبقًا لقوله تعالي: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٨٣) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ»، شهر رمضان شهر العبادة والإخلاص لله، وعلى المسلم أن ينتهز الفرصة من أجل الفوز بالشهر الكريم، وإذا اكتملت فروض الصوم كان صيامه جائزا، حتى لو ارتكب الإنسان المحرمات فى نهار رمضان، فإنها لا تبطل صيامه، سواء كان بمشاهدة المسلسلات أو السينما أو غيره، ولكن فقط تحسب سيئات وحسنات فحسب، بعيدًا عن الصيام.
■ وماذا عن أحكام الاعتكاف فى رمضان؟
- بعض العلماء قالوا إن أقل أوقات الاعتكاف هو يوم وليلة، والبعض الآخر ذهب إلى أن أقل وقت هو ساعة، بحيث ينوى المسلم الاعتكاف حينما يدخل المسجد ويقيم فى المسجد بنية الاعتكاف.
■ ما حكم الشرع فى موائد الرحمن التى يقوم عليها أشخاص تحيط بهم الشبهات؟
- الأصل هنا فى النية، ولاسيما أن عمل الخير لا ينبغى أن يفتش فيما وراءه، ولا يحق للسائل أن يعرف أصل المال الذى يأكل منه ويُعد تدخلا فيما لا يعنيه، والعبرة هنا بالنية من عمل الخير، حيث لا ينبغى أن نغلق الباب فى وجه من يريد عمل الخير، وتعد المائدة صدقة.
■ ماذا عن البذخ فى موائد رمضان فى البيوت؟
- البذخ مُحرم بشكل قاطع، وقول الله سبحانه وتعالى واضح وصريح فى تلك النقطة فى قوله : «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين»، وقولة «إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين»، والتوسط والاعتدال من واجبات الإسلام، وعلى المسلم أن يلتزم بهما، وعليه إطعام الفقراء والمساكين، بدلًا من الإسراف فى الطعام والشراب فى الشهر الكريم، لأنها تصرفات وأفعال لا تليق بالشهر الذى طلب الله فيه من المؤمنين فعل الخيرات.
■ ما الدور المنوط بأئمة المساجد القيام به فى رمضان؟
- إمام المسجد دوره الأساسى الإمامة بالناس، وأن يقود المسلمين إلى الله سبحانه وتعالى، ومهمة إمام المسجد فى رمضان هى الأخطر، لأن عدد المُصلين بالآلاف، ويكون هنا دور إمام المسجد فى تشكيل وعى وفكر المسلمين، عن طريق الندوات والدروس، علاوة على الصلاة، وهنا دور الأزهر يظهر جليًا فى تأهيل العلماء والأئمة، وعلى الإمام أن يرتبط بالقرآن والسنة والتراث ويرتبط بمفردات العصر حتى يلتف الناس حوله ويكون داعية وإماما ناجحا يجذب الناس لسماعه والحصول على تعاليم دينهم منه.
■ على ذكر الأزهر.. كيف ترى دور مؤسسة الأزهر فى الوقت الحالي؟
- مؤسسة الأزهر تلعب دورا كبيرا، ولاسيما أن البلاد تتعرض لحرب شرسة ضد الهوية الدينية والهوية الوطنية، وتصحيح المفاهيم وصورة الدين السمحة، وتأهيل الشباب وحمايتهم، والأزهر يحاول جاهدًا القيام بدور، فى ظل معوقات كبيرة تحيط به، ومن أبرز تلك المعوقات تغيير مداخل الشباب ومفاهيمهم وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعى والتكنولوجيا المُتحكم الرئيسى فى عقليات الشباب، والأزهر بدأ مؤخرًا فى إدراك ذلك، عن طريق إحداث طفرة فى العملية الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعى.
■ هل تؤيد تعيين شيخ الأزهر من قبل رئيس الجمهورية؟
- شيخ الأزهر منذ أمد بعيد يتم اختياره من قبل هيئة كبار العلماء، وهو الأمر المتبع بحيث يتم ترشيحه من قبل هيئة كبار العلماء ثم التصديق عليه من قبل رئيس الجمهورية، وهنا يجب الحديث عن ضرورة استقلالية الأزهر المالية عن الدولة وأن يتم الصرف على الأزهر ونشاطاته من قبل الأوقاف التى تخضع للأزهر.
■ ما آخر الخطوات التى اتخذها الأزهر لتجديد الخطاب الديني؟
- يجب أن يكون التعديل مناسبًا للعصر وتطوراته، مع زيادة تدريب الأئمة وإحداث حالة من التجديد فى الخطاب، علاوة على تبسيط التراث وتطويره وتنقيحه بحيث يتناسب مع العصر، والتراث هو ابن العصر بعيدًا عن القرآن والسنة، والتراث قديمًا كان رتيبًا، وعلى سبيل المثال كتب التراث بها أبواب عن الرق أصبحت لا تلائم العصر الحالى، ولا يجوز تدريس مثل تلك المناهج أو الفرضيات فى كتب التراث، ولاسيما أنها أصبحت ظاهرة غير موجودة، كما أن الأزهر به علماء لديهم قدر عال من الفكر والوعى مثل الشيخ أسامة الأزهرى، الذى يُعد صورة مشرفة ونموذجا يحتذى به ونتاجا راقيا لمؤسسة الأزهر الشريف.
■ وماذا عن الشيخ أحمد الطيب؟
- الشيخ الطيب رجل تنويرى، وفقيه وعالم ويحب الخير لمصر وللأزهر، ويمتلك رؤية إصلاحية كبيرة وواسعة، ويبذل مجهودا كبيرا لنشر صورة الإسلام السمحة فى شتى ربوع العالم من أجل إعادة هيبة الأزهر، ويحسن الحديث عن مصر والأزهر، باللغة التى يفهمها الغرب ويقوم بجولات فى كافة دول العالم من أجل ذلك الغرض، ويعد من أفضل الشيوخ والعلماء الذين تولوا مسئولية قيادة دفة الأزهر فى الآونة الأخيرة، ويجب أن يقتدى كافة العلماء والمشايخ بأداء الشيخ الطيب.
■ ما سبب اتهام كتب التراث ومناهج الأزهر بالدعوة للتطرف والإرهاب؟
- كُتب التراث ومناهج الأزهر بريئة من تهم الإرهاب والتطرف، وإن كان هناك بعض الأفكار الشاذة فى التراث الإسلامى، عندما تم تحريفها واستغلالها بالدولار والمال كانت ذريعة للإرهاب، وبدأ منها ظهور الجماعات المتطرفة، علاوة على أن توظيف التراث والفهم الخاطئ لها كان سببًا فى انتشار الارهاب، وهنا أيضًا يجب أن تكون هناك إعادة هيكلة للمؤسسة الدينية وبالتحديد المناهج، وإن كان المتطرف يأتى إلى الأزهر حاملًا لأفكاره المتطرفة لا يأخذها من الأزهر، بل إنه يأتى إلى الأزهر ليتخذه ستارًا لأفكاره المتطرفة، وليس العكس لأن الجماعات والتنظيمات المتطرفة موجودة فى الأساس، ولها عقيدتها المنفصلة، والتى لا تحتاج إلى دراسة أو غير ذلك.
■ ما هى أسباب انتشار التطرف والإرهاب من وجهة نظرك؟
- هناك بُعد سياسى واستراتيجية داعمة لنشر الجماعات المتطرفة فى العالم، وبالتحديد فى العالم العربى منذ بداية التسعينيات، علاوة على أن الأزهر كان مهمشًا فى العديد من الفترات، ولم يكن يغطى المساحة الكافية لنشر الوعى الدينى، علاوة على تحجيم الأزهر فى فترة حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك وحصر دوره فى العمل الدعائى والاحتفالات بعيدًا عن الواجب الدعوى والتثقيفى، رغم أن ذلك هو دوره الأساسى الذى أسس من أجلة.
■ وماذا عن ظاهرة الإلحاد؟
- الظاهرة ليست بالشكل الذى يصوره البعض، لكى يستحق وصف ظاهرة، ولم تأخذ الشكل التنظيمى، وبعد البحث فى الأمر اكتشفنا أنه ليس وراء ظاهرة الإلحاد فكر أو عقيدة، ولكنها تعود فى المقام الأول إلى الفراغ وخلل فى التربية، علاوة على رغبة الشباب فى التمرد على الوضع القائم فى الدولة، كما أن العديد من الشباب يجد المتعة فى تجمعات الإلحاد، والأمر لا علاقة له بالدين أو العقيدة إلا فى نطاق ضيق للغاية ممن اعتنقوا فكر الإلحاد ويسيرون على ذلك النهج الشاذ.
■ هل توفر الدولة الدعم المادى اللازم للتعليم الأزهري؟
- الدولة تبذل كل ما فى وسعها من أجل دعم التعليم الأزهرى وازدهاره، حيث تبلغ ميزانية التعليم الأزهرى حوالى ٤.٨ مليار جنيه، على الرغم من أن أوقاف الأزهر لا تتعدى ٤٥٠ مليون جنيه، وباقى الميزانية تدعمها الدولة ولكن على الدولة زيادة الاهتمام بالأزهر وزيادة ميزانيته بحيث تصبح ١٠ مليارات جنيه، حتى يستطيع القيام بدوره والصرف على الطلاب والمعاهد الأزهرية، ولاسيما أن الأزهر يستقبل وفودا أجنبية سنوية من الطلاب للدراسة فى الأزهر.
■ ماذا عن دور الإعلام فى نشر الوعى الديني؟
- الإعلام له دور كبير وحيوى فى إحياء الرسالة والفكر الدينى والتوعية، ولكن للأسف الشديد لا وجود لتلك المهمة فى الإعلام المصرى، والدليل أن البرامج الدينية فى حالة يرثى لها وأصبحت وسيلة هدفها أن تستغل الدين للربح فقط بغض النظر عن المضمون أو الأهمية من أجل تحقيق مكاسب مالية فحسب، لذلك يجب على الإعلام أن يزيد الوعى والثقافة لدى المشاهد حتى يكون على دراية بصحيح دينه ويحقق الإعلام رسالته المنشودة التى تصل إلى أغلب طبقات الوطن.
■ كيف يمكن تصحيح صورة الإسلام فى الخارج؟
- التصحيح يجب أن يكون من الداخل وتصحيح وضع المسلم نفسه، فكيف يكون للمسلم أن يكذب ويريد توصيل صورة جيدة للخارج، ومن وجهة نظرى أن برامج تصحيح الصورة والجولات الخارجية لا طائل من ورائها وتعود جميعها دون جدوى أو فائدة.
■ ما سبب الهجوم الذى تتعرض له الأضرحة ومساجد الأولياء؟
- لا أجد مبررًا لمثل هذا الهجوم، لاسيما أن أغلب الشيوخ الكبار كانوا يصلون فى تلك المساجد، ولكن البعض هنا ينتابه القلق من خطر الشيعة، وإن كنت أرى أنه لا خوف فى ذلك لأن المصرى أذكى من الشيعة، وفى عهد حكم الشيعة مصر حينما حاولوا استغلال حاجة الفقراء والمساكين بمنحهم إرادب القمح مقابل سب الصحابة، كان المصرى يقف فى الطابور حتى يحصل على حصته، ثم يصلى على الصحابة رضى الله عنهم، لذلك لا أرى خطرا من المد الشيعى، بل أرفض النبرات التى يرددها البعض من تكفير للشيعة، لأن كل من نطق لفظ الشهادة فهو مسلم، ولا يجوز تكفيره، للدرجة التى دفعت البعض لوصف الشيعة بالأخطر من اليهود، بهدف صرف النظر عن خطر اليهود الكارهين للإسلام.