تعيش محافظة قنا، هذه الأيام حالة من التزاحم، وذلك مع توافد الآلاف من كل محافظات مصر، والدول العربية للمشاركة في مولد القناوى العارف بالله السيد عبد الرحيم القناوى أحد أقطاب الصوفية.
عبد الرحيم القناوى عالم دين وتفسير إسلامى مغربي، واسمه السيد عبد الرحيم بن أحمد بن حجون، وينتهى نسبه إلى الإمام الحسين بن على بن أبى طالب، ولد في المغرب الأقصى في الأول من شعبان سنة 521 هـ/1127 م، تلقى العلم في جامع ترغاى الكبير على يد والده وكبار العلماء وذاع صيته بعد إلقائه للدروس الدينية في العشرين من عمره بعد إصرار من العلماء على استكمال طريق والده.
وفى موسم للحج التقى بمكة بأحد الشيوخ القادمين من مدينة قوص الشيخ مجد الدين القشيري، وأصر بعدها القشيرى على أن يصحبه عبد الرحيم إلى مصر وإلى قوص وقنا، بعد أن أمضى عبد الرحيم ثلاثة أيام بقوص رحل إلى قنا.
خلال تلك الفترة صدر قرار بتعيين الشيخ عبد الرحيم شيخًا لقنا وأصبح من ذلك اليوم يسمى بالقناوى، وكانت مدرسته الصوفية الخاصة التي تسمح للطرق الصوفية الأخرى، بالأخذ منها وتوفى الشيخ عبدالرحيم القناوى الثلاثاء 19 صفر سنة 592هـ الموافق 23 يناير 1196 عن عمر يناهز 71 عامًا، قضى منها 41 عاما في الصعيد ليقام له أكبر مسجد وضريح بوسط مدينة قنا يأتى له الآلاف من محبي الطرق الصوفية، من كل محافظات مصر سنويًا في شهر شعبان للاحتفال بمولده.
الاحتفالات الدينية بمحافظة قنا لها طابع خاص، حيث تتخلل هذه الأيام احتفالات دينية وحلقات ذكر من قبل أبناء الطرق الصوفية وبعض المنتمين لآل البيت، وطقوس شعبيه من أبرزها لعبة التحطيب والمرماح، التي تقام في منطقة قريبة من مسجد العارف بالله، بجانب البائعين الذين يتوافدون على المنطقة لبيع مختلف أنواع المنتجات والحلوى، التي من أبرزها الفول السودانى والسمسمية والحصان والعروسة الحلاوة.
كما يتم تنظيم سرادقات كبيرة لإطعام الضيوف من الباعة الجائلين والحلويات، والمحتاجين والغرباء، من المحافظات المصرية، كما تقوم الطرق الصوفية بتنظيم حلقات للذكر والإنشاد الديني بحضور المئات من محبي السيد والـ "البيت "، كما يتم فتح استاد قنا الرياضي المجاور للمسجد الممتلئ بالألعاب.
ويتم اختتام الاحتفالات بليلة ختامية، في ساحة المسجد، يحضرها محافظ قنا والعديد من القيادات الدينية ومنها طرق:" الرفاعية، العزمية" العزازية، الأحمدية، الشاذلية، الإدريسية الأحمدية، الدندراوية"،وغيرهم الكثير من الطرق،، ويحيي الليلة الختامية أشهر قراء الإذاعة المصرية بحضور الآلاف من المواطنين.
ويأتي هذا وسط تكثيف أمني لتأمين المواطنين والزوار، إضافة إلى إعلان الطوارئ، بقطاع الصحة وتوفير 10 سيارات إسعاف بالقرب من أماكن الاحتفال، تحسبًا لوقوع أي إصابات بسبب التدافع وكثرة الزائرين.
